الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس    تحقيق لـ"هآرتس": ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم  

"فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم

الآن

قاهر الصخر

"قاهر الصخر" عرابي محمد عرابي يحفر بئرا لتجميع المياه في الصخر بالوسائل البدائية متحديا الظروف القاه

 أمل حرب

دفعت مشكلة انقطاع المياه ولفترات طويلة في منطقة وادي أبو عياش، قرب مستوطنتي "كريات أربع" و"خارصينا" شرق الخليل المسن عرابي محمد عرابي (60 عاما) إلى الإسراع في حفر بئر للمياه، لسد رمق أسرته من احتياجاتها من المياه مع تفاقم مشكلة شح المياه في محافظة الخليل بشكل خاص.

وبسبب تكلفة توفير المياه، التي أشار عرابي إلى أن تكلفة مياه الصهاريج في حال الحصول عليها تزيد عن 3 آلاف شيقل سنويا، بالإضافة إلى المعاناة والانتظار على الدور حتى يتم تأمين وصول الصهاريج إلى المنازل، بدأ الرجل مشروعه بمساعدة من مجموعة الهيدروجيين.

قال الحاج عرابي لـ"وفا": لعدم قدرتي المادية لحفر البئر عن طريق الآلات الثقيلة، قررت حفر البئر بالأدوات التقليدية القديمة بالتعاون مع أفراد الأسرة.

وأضاف: قهرت الصخر، لأثبت أنه إذا توفرت الإرادة القوية .. نستطيع إنجاز هذا العمل الشاق بأقل التكاليف، وبجودة أفضل، ودون إزعاج الجيران بصوت ضرب الآلات الثقيلة.

وأشار إلى أنه عمل في حفر البئر مدة خمسة عشر شهرا بشكل متواصل حيث أنجز ما يزيد عن 120 مترا مكعبا، مستخدما الشاكوش، والمهدة، والمسمار العريض، والأزاميل، والقاطعة، والفأس والمجرفة، بالإضافة إلى الحبال والبكرة اليدوية.

وتابع عرابي: تحطم الحديد ومعدات الحفر ولم تفتر همتي في الوصول إلى هدفي.

أما المشاكل التي واجهها الحاج عرابي في حفر البئر فتمثلت في قسوة الصخر وصلابته أمام المعدات التقليدية، وقال: استهلكت حوالي عشرين إزميلا، وخمسين شوكة في ضرب الصخر، وكوني عملت في مهنة الحدادة التي تحتاج إلى القوة والإرادة، استطعت أن أقهر الصخر الصلب بخبرة وحنكة، حيث كان الشرار يتطاير مع ضربي للصخر في وجهي .. ولحق بي الكثير من الإصابات، ولكني اليوم سعيد بإنجاز هذا البئر الذي سوف تستفيد منه عائلتي وأحفادي وجيراني على طول الزمان.

وحث عرابي المواطنين الذين يعانون من عدم وصول المياه إلى مناطقهم بشكل منتظم، إلى أن يبادروا بحفر بئر لجمع المياه للتغلب على هذه المشكلة التي هي في ازدياد.

من جانبه، قال مدير مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين في مدينة الخليل أحمد علان، إن المؤسسة تحمل رسالة منذ 23 عاما ونيف، بتوفير مياه صالحة للشرب للأسر الفلسطينية المهمشة وحماية مصادر المياه المختلفة.

وأضاف: هذه الرسالة دفعتنا للوقوف إلى جانب الحاج عرابي والكثيرين من أمثاله، وخاصة أن موقع حفر البئر من وجهة نظرنا في منطقة حساسة بالقرب من مستوطنتي "كريات أربع" و"خارصينا"، ولدعم صمود الأهالي هناك، وتقديرا لجهود الحاج عرابي الجبارة بالحصول على بئر لأفراد أسرته، كان الدافع القوي لدينا لدعمه بكل الاحتياجات، حيث قدمنا له مواد القصارة، والعقدة، وأجرة القصير، مع تكاليف عدة الحفر لإنجاز المشروع.

وأشار إلى أن المجموعة، خلال الفترة الماضية استصلحت نبع "إرفاعية" شرق بلدة يطا، والتي تقع بالقرب من البؤر الاستيطانية، والمحاذية للشارع الاستيطاني جنوب جبل الخليل، حيث تم بناء خزان بحجم 20 مترا مكعبا، بالإضافة إلى تركيب مضخة غاطسة مع حنفيات على الخزان وسط التجمع السكاني لتسهيل عملية نقل الماء إلى البيوت من قبل النساء والأطفال.

وبين أن هذه النبع وفرت ما يقارب من 30% من احتياجات السكان من المياه، كما تم حفر أربع آبار جمع لعائلات في نفس التجمع.

وأشار إلى إنجازات أخرى في شرق بلدة يطا، حيث تم حفر 25 بئرا لتجميع مياه الأمطار في منطقة وادي الجرفان، وتلة الصمود، وخريسة.

كما تقوم المؤسسة حاليا بإنشاء ثلاث وحدات صحية لثلاث مدارس لتربية شمال الخليل وجنوبها، بتمويل من الحكومة اليابانية بقيمة 111 ألف دولار.

وأضاف علان، أنجزنا مشروعا مشتركا مع مؤسسة (GVC) الإيطالية، لإنشاء 200 بئر منزلي في منطقة السموع ويطا، وإنشاء خزان للماء يحجم 300 متر مكعب، شرق السموع، لتسهيل عملية الحصول على الماء لسكان تلك المناطق، بالترتيب مع سلطة المياه.

وبالتعاون مع (GVC) تقوم مجموعة الهيدروجيين الآن بتوزيع حوالي 100 ألف متر مكعب على المناطق المهمشة شرق يطا والسموع وبعض مناطق سعير.

وأشار علان إلى إنجاز المشروع الهولندي، والقاضي بإنشاء خمسين بئرا وحديقة منزلية، بالإضافة إلى برنامج تدريسي وتوعوي للمستفيدين في مناطق غرب الخليل (بيت أولا ونوبا). بالإضافة إلى مشروع تمكين العائلات الفقيرة بتمويل من الاتصالات الفلسطينية، ويستهدف 40 أسرة في الضفة خاصة في منطقة الخليل، حيث ستقوم المؤسسة وبناء على دراسة أعدتها باحتياجات كل أسرة، لتوفير مشاريع صغيرة مدرة للدخل للتغلب على الفقر.

وأكد اهتمام المؤسسة بالمناطق النائية والقريبة من الجدار والمستوطنات، حيث عملت على استصلاح وأعمال صيانة كاملة للآبار القديمة للبدو في منطقة الرماضين.

وقال، "بالتعاون مع (GVC) أيضا عملنا على مراقبة نوعية المياه في الآبار المنزلية وجودتها، لحوالي 33 تجمعا سكانيا منتشرا شرق الخليل، والقدس، وأريحا، لمدة عام كامل"، مشيرا إلى أخذ عينات مياه من بيوت عشوائية ومختارة، وأجريت عمليات التحليل لنوعية المياه ومدى ملاءمتها للاستخدام البشري. وبناء على النتائج تقوم المجموعة حاليا بتنفيذ برامج توعية لربات البيوت وأصحاب المنازل على كيفية التغلب على التلوث الموجود في الآبار المنزلية.

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024