مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

في غزة .. من عالم جنائي إلى عامل بناء

محمد العالم أثناء عمله في مهنة البناء

غزة- وفا- زكريا المدهون- لا يتوجه محمد العالم الحاصل على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع الجنائي صباح كل يوم إلى مكتبه لمزاولة وظيفته، بل إلى مكان عمله في مهنة البناء، في مخيم البريج وسط قطاع غزة.

يعمل محمد (35 عاما) في إحدى البنايات التي دمرتها إسرائيل صيف 2014، ينقل أكياس الإسمنت ويجهزها مع الرمل والماء لعامل آخر يقوم ببناء الجدران.

وعن سبب اختياره لمهنة البناء دون غيرها، أوضح أنه يريد البناء والمساهمة قدر الإمكان في اعمار ما دمره الاحتلال الاسرائيلي.

وتعرض قطاع غزة لثلاثة حروب اسرائيلية كان أعنفها في صيف 2014، والذي أسفر عن سقوط آلاف الشهداء والجرحى وتدمير آلاف الوحدات السكنية والمنشآت الاقتصادية.

ويبدأ العالم عمله السابعة صباحا وينتهي عند غروب الشمس مقابل 30 شيقلا لليوم الواحد، مشيرا إلى أنه رغم ذلك لا يحصل على أجره كاملا بل على دفعات، علاوة إلى عدم انتظام العمل بسبب أزمة الاسمنت.

ويقوم العالم الذي كان يرتدي بنطالا من "الجينز" وقميصا أسود اللون بين الحين والآخر بإيصال "الاسمنت المخلوط" الى البنّاء الذي يقف على خشبة مرتفعة لإكمال بناء الجدار.

وقال لـ"وفا": "توجهت الى جميع الوزارات والمؤسسات الخاصة للحصول على فرصة عمل في تخصصي النادر في قطاع غزة دون جدوى".

وبعد أن أوصل بعض الحجارة الى البنّاء أكمل حديثه، قائلا: "تقدمت لوزارة العمل في غزة للحصول على فرصة عمل مؤقتة فكان الرد حرفيا "نأسف لم تنطبق عليك الشروط."

وأضاف: "لم تنطبق عليّ الشروط رغم حصولي على شهادة الدكتوراه وألف ساعة تدريبية وسنوات خبرة"، متسائلا بحسرة: "من تنطبق عليه الشروط؟".

وتحدث العالم عن موقف ظريف حدث معه أثناء مقابلة للحصول على وظيفة في جمعية خيرية في غزة، حيث طُلب منه التعريف عن نفسه وعندما بدأ بذلك طلب منه المسؤول عن المقابلة التوقف وأبلغه أنه حاصل على دبلوم متوسط واعتذر منه وبكى.

وأشار إلى أنه حصل على فرصة عمل في كلية الدراسات المتوسطة في جامعة الأزهر في غزة لمدة فصلين بواقع 60 دينارا أردني للفصل الواحد، ولم تكف له أجرة المواصلات حيث يقطن المحافظة الوسطى.

"باعت أمي تحويشة الحج لتعليمي، قال العالم، مستدركا "حتى اليوم غير قادر على رد جميلها والايفاء بوعدي لها بذهابها للحج بعد حصولي على وظيفة."

وبعد أن أخذ قسطا من الراحة، شرح العالم أهمية تخصصه "علم الاجتماع الجنائي"، مشيرا الى أنه يدرس الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للمجرم قبل ارتكابه للجريمة وبعدها.

ورفض قبل قدومه الى القطاع عدة عروض من دول عربية للعمل فيها مفضلا العمل في وطنه لأن تخصصه نادر ومهم.

وأعلن الخبير الاقتصادي ماهر الطباع، أن معدل البطالة في قطاع غزة وفقا للجهاز المركزي للإحصاء قد بلغ 41.7% في الربع الثاني من عام 2016 وتجاوز عدد العاطلين عن العمل ما يزيد عن 203 آلاف شخص.

وبحسب البنك الدولي فإن معدلات البطالة في قطاع غزة تعتبر الأعلى عالميا، وارتفعت  بين فئة الشباب والخريجين في قطاع غزة لتتجاوز 60%.

ودعا الطباع في تصريح لـ"وفا" الى تعزيز ثقافة التدريب المهني والتقني وتغيير مسار طلبة الثانوية نحو التخصصات المهنية والتقنية، وذلك لتجنب ما يعانيه الخريجون من حملة التخصصات الأكاديمية في فلسطين من صعوبة ومحدودية توفر فرص العمل.

وتشير البيانات الإحصائية حسب الطباع، الى أن مؤسسات التعليم العالي في فلسطين تخرج سنوياً حوالي 30 ألفا يتم ضخهم لسوق العمل المحدود.

وتقول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا": إن 80% من سكان قطاع غزة (1.9 مليون نسمة) يعتمدون على المساعدات الانسانية.

 

 

kh

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024