الخليل.. حِرفٌ تقليدية تمنح المدينة لقبا عالميا

الخليل- وفا- جويد التميمي- تكللت جهود (96) ورشة حرفية في الخليل جنوب الضفة الغربية، بوضع المدينة على عرش المدن الحرفية في العالم للعام 2016.

تربُّع الخليل، أكبر المدن الفلسطينية وقلعتها الاقتصادية، على عرش المدن الحرفية في العالم، لم يكن يتم لولا مثابرة نحو (350) عاملا موهوبا وفنيا امتهنوا حرفة صناعة الزجاج والفخار والخزف والصدف والخيزران وخشب الزيتون والقش والنحاسيات والمطرزات والتراثيات.. لتنال المدينة لقبها هذا بجدارة.

محافظ الخليل كامل حميد، اعتبر اعلان مجلس الحرف العالمي الخليل مدينة حرفية للعام 2016 يساهم في تعزيز صمود المواطنين وحماية الهوية الفلسطينية، ودعم السياحة الفلسطينية، ونوه ان الحرف التقليدية تساهم في جوانب ثقافية واقتصادية عديدة، منها إحياء تراث الأجداد وتهيئته في صورة تعبر عن الإبداع الفني للحرفي الماهر.

وقال: "هذا اعتراف عالمي جديد يضاف للاعترافات العالمية السابقة بأن هذه المدينة الفلسطينية لها جذور تاريخية عريقة، وهذا يمثل حمايه عالمية للمدينة وبلدتها القديمة من الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه الذين يعملون على تزوير التاريخ الحقيقي للخليل".

واضاف "المعيار الأساسي الذي اعتمد عليه مجلس الحرف العالمي هو مساهمة هذا القطاع الواضحة في الدخل القومي الفلسطيني" واعتبر حميد، الصناعات الحرفية دلائل وثائقية للمقومات الثقافية والحضارية والتاريخية تساهم في خلق فرص عمل ودخل جيد لمئات المواطنين. "نحن حريصون على استمراريتها بما يتواكب ومتطلبات العصر". قال حميد.

وزيرة السياحة والآثار رولا معايعه، قالت إن منح الخليل هذه الشهادة جاء عقب مبادرة الوزارة ترشيح المدينة لدى مجلس الحرف العالمي لنيل هذا اللقب، بالشراكة والتعاون الكامل مع بلدية الخليل ممثلة برئيسها داوود الزعتري قبل 6 شهور تقريبا، فيما قال رئيس نقابة السياحة ومدير دائرة تجمع الحرف التراثية فيها بدر الداعور التميمي "إن قبول مدينة الخليل مدينة حرفية جاء بعد طلب قدمناه منذ سنه، وخلال هذا العام زارنا أعضاء مجلس الحرف العالمي مرتين، قدمنا لهم بعض البيانات مثل عدد الحرف، حيث يوجد لدينا 12 حرفه تراثيه في مدينه الخليل، 4 حرف رئيسيه تعمل ويصدر منها للخارج وهي، الخزف والفخار والزجاج والمطرزات، كما يوجد عندنا حرف غير موجوده في الدول العربية مثل الخزف. لدينا 14 ورشه ويعمل فيها ما يقارب 83 شخصا، والفخار 28 ورشه ويعمل فيها 97 شخصا، والزجاج لدينا 3 مصانع ويعمل فيها 17 شخصا، وخشب الزيتون 3 ورش ويعمل فيها 8 اشخاص، والصدف لدينا 4 ورش ويعمل فيها 12 شخصا، والخيزران ورشة واحدة يعمل فيها 17 شخصا، منهم 4 مكفوفين، والحرف التراثية 3 ورش ويعمل فيها 21 شخصا، والقش والليف 3 ورش ويعمل فيها 18 شخصا، والجلد السياحي والفرو 7 ورش ويعمل فيها 22 شخصا، والمجوهرات التراثية اليدوية 6 ورش ويعمل فيها 10 اشخاص، والأحذية التراثية 6 ورش ويعمل فيها 12 شخصا، والنحاسيات ورشتان ويعمل فيهما 4 أشخاص، والتنكجية ورشتين ويعمل فيهما 6 أشخاص".

وأضاف "يعود الفضل في ذلك للحرفيين المبدعين الذين ساهموا مساهمه واضحه في كون او جعل الخليل مدينه حرفيه، وإعلانها من قبل مجلس الحرف العالمي مدينه حرفيه عالميه للعام 2016،  مشيرا الى المشاركة العام الماضي بمسابقه في دولة عمان، شاركت فيها 120 دوله، فازت فيها فلسطين بالمرتبة الأولى على جميع الدول المشاركة في المهرجان .

ومن ناحته قال مدير مركز التدريب المهني التابع لوزارة العمل في الخليل شحدة الزرو، لـ"وفا": "نحن نعمل على تقديم الخدمات التدريبية في تخصصات حرفيه ومهنيه بحسب احتياجات سوق العمل الفلسطيني، بالإضافة لتقديم خدمات ارشاديه لأصحاب العمل في هذا المجال، وهذا ما يساهم في تطوير الحرف المهنية اليدوية وغير اليدوية بشكل عام .

وبين انه يوجد في الخليل 3 مراكز حرفيه مهنيه تخدم السوق المحلي، ولدينا العديد من الحرف التي نفاخر بها العالم، مثل الخياطة، والرسم المعماري، وتصميم الأزياء، والتجميل، وأعمال النجارة، والحدادة، وغيرها العديد من الحرف التي يصل عددها 22 حرفه.

ومن جانبه، قال رئيس الغرفة التجارية والصناعية في الخليل محمد غازي الحرباوي لــ"وفا": "إن الخليل أصبحت من المدن المعترف فيها عالميا لجودة حرفها ومهنية من يعملون بها، وهذا ما يدل على عراقة وأصالة الحركة الصناعية والتجارية منذ عهود في الخليل، لأن الأبناء توارثوها عن أجدادهم، ونحن نعمل بدورنا على تنشيط هذا القطاع محليا وعالميا، وإعطائه الأهمية المطلوبة من الدعم والتسويق".
وأشار مدير عام الغرفة التجارية في الخليل عضو لجنة متابعة ترشيح مدينة الخليل لتكون حرفية عالميا جواد السيد لـ"وفا"، الى أن هذا الاعلان يأتي ثمرة جهود مشتركة بين وزارة السياحة وبلدية الخليل وغرفتها التجارية وعدد آخر من المؤسسات المعنية والخبراء في هذا الشأن، وتسجيل مدينة فلسطينية في مجلس الحرف العالمي وتحديدا في 4 حرف وليس في واحدة كما هو المعهود، وهي الزجاج، والخزف والسيراميك، والفخار، والتطريز، جاء لأول مرة عالميا.

وتابع السيد، هذا يدل على وجود منظومة متكاملة لهذه الحرف في مدينة الخليل، سواء على المستوى المهني او الأكاديمي والاقتصادي، ما يساهم في ترسيخ الموروث التاريخي والحضاري لهذه المدينة والحرف المتوارثة فيها عبر التاريخ.

واعتبر ان هذا الأمر سيمكن الحرفيين من تبادل الخبرات والثقافات مع المدن الحرفية الأخرى المعتمدة لدى مجلس الحرف العالمي، ودخولها كمدينة الى شبكة المدن الحرفية، وهو ما سيمكنهم من المشاركة في مختلف الفعاليات لتبادل الخبرات مع المدن الأخرى مما يحدث أثرا اقتصاديا على هذه الحرف ومن يعمل فيها بشكل عام.

يذكر أن لجنة تحكيم دولية منتدبة من قبل مجلس الحرف العالمي، قامت سابقا بجولة تقييمية تحكيمية ميدانية لمدينة الخليل للاطلاع على الموروث الحرفي التقليدي بها، وما تمتلكه من مقومات يمكن ان تؤهلها لهذا اللقب.