الوضع المعيشي الصعب يلقي بظلاله الثقيلة على الأضاحي في غزة
خضر الزعنون
تشهد الحركة الشرائية للأضاحي في قطاع غزة إقبالا ضعيفا من قبل المواطنين مع حلول عيد الأضحى المبارك، بسبب الوضع الاقتصادي والمادي الصعب الذي يعانيه المواطنون.
في الأسواق والمزارع والحظائر حضرت الخراف والعجول وغاب المشترون، رغم انخفاض الأسعار مقارنة بالعام الماضي، التي تقترب من فرق دينارين في الكيلو الواحد، وفقا لدائرة التسويق الحيواني في وزارة الزراعة.
وأكدت الدائرة في تصريح لـ"وفــــا"، أن تدني الحركة الشرائية ظاهرة للعجول بأنواعها المحلية والمستوردة التي تملأ الحظائر وأسواق الحلال، مشيرة إلى دخول 15 ألف رأس من العجول والأبقار، و30 ألف رأس من الأغنام عبر معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب شرق القطاع، حيث تكفي لاستهلاك المواطنين في عيد الأضحى.
وبينت أن سعر كيلو العجل الهولندي يبلغ 16.5 شيقل، فيما بلغ سعر العجل الأوروبي 18.5 شيقل، وسعر العجل البلجيكي 20 شيقلا، فيما سعر خروف العساف بلغ 5.5 دينار للكيلو الواحد، وكيلو الخروف البلدي 4.5 دينار، والخروف الروماني 4 دنانير للكيلو.
ولفتت الدائرة إلى أن "أسعار الأضحية العام الحالي انخفضت بشكل ملموس جدا عن الأعوام السابقة، حيث انخفض سعر كيلو العجل 5 شواقل، ووصل سعر الخروف إلى 4 دنانير، مؤكدة تحديد الأسعار حسب أسعارها العالمية، التي تنعكس مباشرة على غزة.
وشددت، على أنه تم وضع سعر لكل نوع حتى لا يتجاوزه التاجر ويتمكن المواطنون من شرائه بما يناسب الجميع، مشيرة إلى أن الوضع الاقتصادي والمادي لدى أهالي غزة وارتفاع نسبة البطالة يلعب دورا أساسيا بتدني الطلب وقلة الإقبال على شراء الأضاحي.
عدسة "وفا" تجولت في عدد من مزارع المواشي والأبقار في شمال مدينة غزة، وأظهرت أن أسوارا من الحديد تضم داخلها عجولا بأنواع مختلفة.
والباعة يجلسون داخل مزارعهم ينتظرون قدوم المشترين، تحت أشعة شمس حارة ورطوبة مرتفعة تشهدها أجواء غزة في فصل الصيف، ما يرهقهم ويبدي على وجوههم التعب، والغضب يسكن في نفوسهم خشية من عدم البيع.
وقال صاحب مزرعة عبيد، في بلدة جباليا شمال قطاع غزة، محمد عبيد (50 عاما) إنه رغم "الانخفاض الملموس في سعر الأضحية هذه السنة إلا أن الإقبال من المشترين شبه معدوم، ولا يتعدى الـ50% على عكس السنوات الفائتة، ما جعل أحلامنا كمربي وتجار حلال تتلاشى، وكنا ننتظر على أحر من الجمر الأيام القلائل التي تسبق عيد الأضحى، التي تكثر فيها الحركة الشرائية من الزوار".
وأبدى عبيد، في حديث لـ"وفا"، استياءه من ضعف الشراء في مزرعته، وخيبة أمله لضياع موسم الأضاحي هذا العام، مضيفا "عادة أقوم بشراء المواشي وهي في سن صغيرة وأربيها في مزرعتي حتى تكبر ويزيد وزنها لتكون صالحة للأضحية، مثلا االسنة الماضية كان لدينا إقبال شديد وتردد من الزوار على المزرعة بشكل كبير، وبالكاد كنت ألبي مطالبهم واحتياجاتهم بسبب بيع المواشي قبل موعد العيد، أما هذه السنة فالإقبال قليل وشبه معدوم".
وأوضح أن الأضاحي هذه السنة متوفرة بشكل كبير ومتزايد في مختلف مناطق القطاع، وسعرها منخفض إلى حد معقول عن السنوات الماضية، و"هذا خلف خسارة لنا كمربي عجول ومواشٍ محلية، بسبب عدم الإدارة الصحيحة من الزراعة في دخول كميات كبيرة من العجول والمواشي المستوردة من الخارج".
وبشيء من الغضب، أكد عبيد أن الجهات المسؤولة تدخل كميات كبيرة من الأضاحي، دون النظر إلى المتوفرة في القطاع، ما يخلق تشبعا في الأسواق، ويؤدي لانخفاض الأسعار وبالتالي خسارة التجار ومربي المواشي.
ونوه إلى أن الزراعة قامت بإدخال الخرفان المستوردة، ما أدى إلى خسارتنا ببيع الخرفان البلدية "سعر الكيلو من 6 دنانير أصبح بـ4 دنانير، و"مجبرون على بيع الكيلو بهذا السعر، لأن الخسارة الكبرى تكمن بعدم بيع الأضاحي بموسمها، وتبدأ العجول والمواشي بعد عيد الأضحى تخسر وزنها وتكبر في السن".
أما مربي المواشي أبو صبحي عفانة (55 عاما)، الذي انتابه شيء من الإحباط بفعل قلة إقبال المشترين والزوار للمزرعة، فقال: " قبيل حلول موسم العيد كان لدي شعور بالأمل بتحقيق ربح وفير مع كثرة العجول داخل المزرعة".
وتعاني أسواق الحلال المنتشرة في مختلف الأماكن في قطاع غزة من حالة ركود شبه تام، عشية عيد الأضحى المبارك، ما يكبد التجار ومربي العجول والمواشي خسائر جمة.