لبنان: نشاط تضامني دؤوب لتخليد ذكرى صبرا وشاتيلا
بيروت- وفا- وسام يونس- أسس الصحافي الإيطالي الراحل ستيفانو كاريني عام 1999 لجنة "كي لا ننسى صبرا وشاتيلا" إيمانا منه بضرورة تذكير العالم بالمجزرة المروعة التي ارتكبت بحق أكثر من 3500 مدني فلسطيني ولبناني في مخيم شاتيلا ومنطقة صبرا المجاورة.
ومنذ ذلك الحين تحرص سنويا مجموعة من المتضامنين الاجانب، على زيارة المخيمات الفلسطينية في لبنان واحياء المناسبة تخليدا لأرواح الشهداء الأبرياء الذين ذهبوا ضحية عجز المجتمع الدولي تأمين حماية لهم بعد خروج قوات الثورة الفلسطينية من بيروت بعيد اجتياح 1982.
حراك مستمر منذ 1999:
وحول هذه النشاطات، تقول رئيسة اللجنة ستيفانيا لاميتي إن هناك الكثير من النشطاء المتضامنين الذين رافقونا منذ 17 عاما وحملوا معهم ذكرى هذه المجزرة المروعة، "المجزرة هي محاولة إسرائيلية لمسح كل ما يمت لفلسطين بصلة وضمن جهودهم لشطب القضية الفلسطينية."
وتؤكد لاميتي أن ذكرى صبرا وشاتيلا ما زالت حتى الآن تثير إحساسا تضامنيا عظيما جداً عند كل الشعب الإيطالي بشكل خاص وعند الكثيرين من المتضامنين مع فلسطين في العالم.
وتذكر بأن الفلسطينيين تعرضوا للكثير من المجازر والمذابح منذ إنشاء إسرائيل بسبب الطبيعة العدوانية التي قامت عليها هذه الدولة وادراكها بأنها شكلت نقطة انقسام دولي عند تأسيسها.
وتشدد لاميتي على أن التحرك الدبلوماسي على المستوى العالمي الذي قامت به السلطة الوطنية الفلسطينية خلق حالة من المعرفة الكافية بعدالة القضية الفلسطينية لدى المجتمعات الأوروبية بشكل خاص، وتبلورت قناعة لديها بأن إسرائيل أصبحت دولة عسكرية بشكل كامل، و"من هنا جاءت اعترافات البرلمانات الأوروبية بالدولة الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني".
نجاح فلسطيني:
وتشيد لاميتيبالتعاطي الوطني للقيادة الفلسطينية في تعريف العالم بحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، معتبرة ذلك أحد اسباب نجاح السياسة الخارجية الفلسطينية، ما اكسبها احترام شعوب العالم.
كما تدعو إلى تحقيق الوحدة الوطنية؛ لمواجهة المشاريع الإسرائيلية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.
وحول رسالتها للشعب الفلسطيني تقول لاميتي" نحن لم ننساكم ولن ننساكم ولن نسمح لأحد أن ينساكم، نحن معكم دائماً لأنكم دفعتهم ثمناً كبيرا جداً من أجل نيل الحرية والاستقلال، وهذا يجب أن يكون درسا للجميع، فنضالكم ونضالنا في بلادنا هو عامل مساعد في النضالات من أجل إحقاق الحقوق الوطنية الكاملة للشعب الفلسطيني بما فيها حق العودة حسب قرارات الأمم المتحدة..
تجاوب شعبي أوروبي واضح:
من جهته، يشير أمين سر حركة فتح في ايطاليا واحد مؤسسي اللجنة بسام صالح، إلى أنهم يرسلون منذ 17 عاما وفودا متجددة تشارك معها وفود أخرى من بريطانيا، وأميركا، وفنلندا، واسبانيا، واليابان، وماليزيا وسنغافورة.
ويؤكد أن اللجنة ومنذ تأسيسها عام 1999 وضعت لها هدف الحفاظ على الذاكرة وتذكير العالم بهذه المجزرة التي استهدفت شطب المخيمات الفلسطينية تمهيدا لشطب التواجد الفلسطيني وإنهاء حق العودة.
ويقول: وتؤمن اللجنة بأن حضور ومشاركة الوفد سنويا بإحياء ذكرى المجزرة هو محاكمة وادانه سنوية بحق مرتكبي هذه الجريمة ومن وقف وراءها.
ويضيف: إن مخيم اللجوء هو الرمز الحقيقي لحق العودة، واللجنة التي تشرف عليها مجموعة من الأصدقاء الايطاليين المؤمنين بحقوق الشعب الفلسطيني وضرورة تقديم كل الدعم لنضالاته ضد الاحتلال وبكافة الوسائل المشروعة، قامت بتنظيم جولات وزيارات لأماكن اللجوء الفلسطيني المؤقت وبالتحديد في لبنان، حيث تطالب الحكومة اللبنانية بتسهيل شؤون اللاجئين الفلسطينيين من حيث العمل وحق التملك والتنقل، و"هذه أبسط حقوق الانسان التي تضمن له الحياة الكريمة خلال فترة اللجوء إلى حين احقاق حق المشردين بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي ارغموا على تركها تحت قوة السلاح ومجازر التصفية العرقية التي ما زالت تمارسها دولة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني" .
يذكر أنه في هذا اليوم تصادف الذكرى الـ34 لمجزرة صبرا وشاتيلا التي وقعت في 16 أيلول 1982 في مخيم شاتيلا بلبنان.
واستمرت المجازر المرتكبة بحق أبناء المخيم لمدة ثلاثة أيام سقط خلالها عدد كبير من الشهداء من رجال وأطفال ونساء وشيوخ من المدنيين العزل، غالبيتهم من الفلسطينيين، فيما سقط أيضا خلالها لبنانيون، وقُدر عدد الشهداء وقتها بين 3500 إلى 5000 شهيد.
ووقعت هذه المذبحة عندما قام الجيش الإسرائيلي ومعاونيه ممن كان يطلق عليهم "جيش لبنان الجنوبي" بمحاصرة المخيم وتم إنزال مئات المسلحين بذريعة البحث عن مقاتلين فلسطينيين، علما بأنه لم يكن في المخيم سوى الأطفال والشيوخ والنساء.
ووقعت الفاجعة عندما قام المهاجمون بقتل النساء والأطفال، وكانت معظم الجثث في شوارع المخيم، ومن ثم دخلت الجرافات الإسرائيلية لجرف المخيم وهدم المنازل لمحاولة إخفاء الجريمة.