إعدام.... وتضليل
- جويد التميمي
على صوت اطلاق وابل من الرصاص، استيقظ اهالي حي تل الرميدة وسط الخليل صباح السبت، لتنقشع مع بزوغ الشمس، تفاصيل جريمة اعدام جديدة نفذها جنود الاحتلال الإسرائيلي بحق الشاب حاتم عبد الحفيظ الشلودي (26 عاما).
يقول اهالي الحي إنهم شاهدوا جنودا مدججين بالسلاح بمحاذة مسجد جبل الرحمة، والى جانبهم شاب ملقى على الارض ظل ينزف دون ان تقدم له الاسعافات حتى فارق الحياة.
واضاف مواطنون من عائلتي القاضي والخطيب اللتين تقطنان تل الرميدة وجبل الرحمة، الملاصقتين لبعضهما في قلب الخليل، "اعلنت قوات الاحتلال المنطقة عسكرية مغلقة وارغمتنا على البقاء في منازلنا....لم يسمحوا لطواقم الهلال الاحمر بتقديم العلاج للشاب الشلودي ونقلوه الى مكان مجهول بعد وضعه داخل كيس اسود.
وتابع الشهود من عائلتي القاضي والخطيب: "كان الشهيد مدرجا بدمائه، والجنود والمستوطنون ينظرون اليه دون ان يحركوا ساكنا لإسعافه... قتلوه بدم بارد ويحاولون تضليل الرأي العام العالمي بأنه حاول ان يعتدي عليهم".
وعن طبيعة المكان الذي استشهد فيه الشاب الشلودي، اوضح الشهود لــ"وفا"، "عادة لا يتواجد جنود الاحتلال في هذه المكان وعلى هذا المدخل المؤدي الى تل الرميدة ومنه الى شارع الشهداء وباب الزاوية، سوق الخليل التجاري المركزي، لأنهم أغلقوه منذ أعوام طويلة بالمكعبات الاسمنتية ونمنع نحن الفلسطينيون الدخول اليه بمركباتنا".
وقال محافظ الخليل كامل حميد، ان الاحتلال يحاول افتعال الأحداث بدعوى توفير الأمن للمستوطنين الذين سرقوا الارض وما عليها من اصحابها الحقيقيين، وان هذا المسعى يسلكه الاحتلال منذ اعوام، فهم يحاولون وبإصرار ان يجعلوا من اعتداءاتهم واعداماتهم الميدانية اليومية في قلب الخليل، طريقا توصلهم إلى أهدافهم في التهويد والاستيطان، لكنهم لن ينجحوا لأن جولة الباطل ساعة، وجولة الحق إلى قيام الساعة".
واضاف حميد، اعدام الاحتلال الشاب الشلودي، والفتى محمد ثلجي كايد الرجبي (16 عاما)، في المنطقة ذاتها، والشاب فراس الخضور قرب مستوطنة "كريات اربع" المقامة على اراضي المواطنين شرق المدينة في أقل من 24 ساعة، انما يدل على عقلية الإرهاب التي يمارسها الاحتلال تجاه ابناء المدينة المنكوبة بسبب استيطانهم قلبها وسلبهم ممتلكات اهلها.
واشار الى انه ومنذ عام 1967 شهدت مدينة الخليل، عددا من مراحل التهويد، هدفت كلها إلى تكريس واقع جديد في المدينة وضواحيها.
وندد المحافظ، بالانتهاكات الإسرائيلية اليومية التي يتعرض لها ابناء شعبنا من قبل جنود الاحتلال ومستوطنيه في كافة أنحاء فلسطين، وفي محافظة الخليل خاصة، مطالبا المؤسسات الحقوقية والدولية والمحلية بتوثيق انتهاكات الاحتلال بحق شعبنا لتقديمها للمحاكم الدولية لحمايتهم وحفظ حقوقهم التي أقرتها المواثيق الدولية.