سنيور "قصرة" بلا عيد..
نابلس- وفا- سامر عودة- على سرير الشفاء بمستشفى رفيديا الحكومي في مدينة نابلس، ما زال يرقد المواطن سنيور عودة (37 عاما)، بعد أن سلبت رصاصة "غادرة" فرحة عيد الأضحى المبارك منه ومن عائلته.
رصاص جنود الاحتلال الغادر، "الحارق الخارق المتفجر" ايضا، الذي هشم عظم الفخذ الأيمن لسنيور، وعطب ساقه، طال ثلاثة مواطنين آخرين، في حوادث منفصلة، ببلدة قصرة جنوب نابلس مساء اليوم الأول من العيد.
سنيور كعادته، تزين بأزهى الثياب صبيحة عيد الأضحى المبارك، وتوجه لتفقد أقاربه وصلة رحمه، قبل أن يعود لمنزل عائلته لتبادل التهاني ومنح فرحة "العيدية" لأطفاله، إلا أن باله بقي مشغولا بمزرعة الدواجن التي يملكها في البلدة.
عصر اليوم الأول من العيد وبينما كان عودة يتفقد مزرعته، تفاجأ باقتحام اثنين من جنود الاحتلال للمزرعة وإجباره على مغادرتها، وما أن ابتعد عنها عدة أمتار حتى باغته الجنود بالرصاص.
"شعرت لحظة إصابتي بالرصاصة بفقدان جزء من جسمي لشدة الإصابة، تمالكت نفسي لحين وصولي للمستشفى، وبعد معاينة الطاقم الطبي قرروا إجراء عملية بشكل مستعجل لإيقاف النزيف والسيطرة على الوضع قبل تفاقمه، وثلاث عمليات أخرى لاستكمال تنظيف الجرح وإزالة بعض الشظايا التي يمكن إزالتها"، يقول عودة، ويضيف: الاحتلال حرمني من استكمال فرحة العيد مع عائلتي، حيث وعدت اطفالي بوقت سابق بالذهاب برحلة ترفيهية ثاني أيام العيد، لكنني لم أتمكن من الوفاء بعهدي لهم بفعل همجية الاحتلال.
لم ينغص الاحتلال فرحة عائلة الجريح عودة فقط، بل نسف أجواء الفرح بالبلدة بأكملها التي اعتادت على اعتداءات جنود الاحتلال والمستوطنين بشكل شبه يومي، فقد اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال البلدة وعاثت فسادا بحديقة الأطفال في البلدة.
يقول المواطن فؤاد حسن (37 عاما)، "بينما كنت متوجها لبيت أخي لإيصال لحمة العيد، تفاجأت بوجود اثنين من جنود الاحتلال، منعاني من المرور، وفي نفس اللحظة وصلت تعزيزات للجنود الذين داهموا الحديقة وعاثوا فسادا فيها، وباشروا بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط والرصاص الحي علي وعلى أهالي الحي رغم عدم وجود مبرر لذلك".
ويؤكد أن جنود الاحتلال كانوا يتعمدون إطلاق نار على المواطنين العزل دون وجود أي مواجهات تذكر، كما حدث مع المواطن سنيور عودة الذي أصيب في مزرعته، والمواطن إبراهيم وادي (55 عاما) الذي أصيب بالرصاص المطاطي أثناء توجهه لمعايدة شقيقته، وكذلك الشاب تيسير فرح (22 عاما) الذي أصيب برصاصة متفجرة، والشاب ماهر حسن (21 عاما)، أثناء توجههما لزيارة أقربائهما وتهنئتهم بالعيد.
ويضيف أن الاحتلال يهدف لنزع فرحة الأهالي بعيد الأضحى، حيث كانوا يطلقون الرصاص الحي باتجاه المواطنين، مؤكدا أن اعتداءات الاحتلال والمستوطنين على بلدة قصرة تصاعدت في الآونة الأخيرة
واندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال والشبان في البلدة إثر إصابة الشبان الأربعة، ما أدى لإصابة العشرات بحالة الاختناق.
على الرغم من الفرحة التي تعم الأجواء وفرحة الأطفال في عيد الأضحى، إلا أنه يطل على أهالي بلدة قصرة، بأجواء مغايرة عن بقية البلدات الفلسطينية، فبهجة العيد وفرحته مزجت لديهم بالخوف تجددت فيها الأحزان بعد أن أصبحوا عرضة في كل لحظة لاعتداءات الاحتلال ومستوطنيه في البلدة.
لم يكن الاعتداء الأول الذي تشهده بلدة قصرة بالأعياد وغيرها من الأيام، فقد أصبح المشهد متعارفا عليه بالنسبة لسكان البلدة، ففي سنة 2011 في عيد الفطر شهدت البلدة اعتداءات مشابهة من جنود الاحتلال ومستوطنيه، نتج عنها عدة إصابات بالرصاص، وفي تاريخ 1-1-2014 في رأس السنة حصل اعتداء من قبل المستوطنين كذلك. هكذا يظل العيد في قصرة مختلفا.