مؤتمر بروكسل .. تظاهرة اقتصادية نادرة تجمع فلسطينيين من مختلف أنحاء العالم
يتجمّع رجال أعمال فلسطينيين من مختلف أنحاء العالم، في مؤتمر يعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل في الفترة 14-17 تشرين الأول/أكتوبر القادم، لبحث سبل تنمية الاقتصاد الفلسطيني عموما، وتعزيز الاستثمارات في فلسطين على وجه الخصوص.
"مؤتمر بروكسل الأول"، الذي يعقد في عاصمة الاتحاد الأوروبي، وعلى مشارف المفوضية الأوروبية، سيشارك فيه مئات رجال الأعمال الفلسطينيين في المهجر، خصوصا من أوروبا والأميركيتين، ومن الضفة الغربية وقطاع غزة، ومن أراضي عام 1948، سينضم إليهم رجال أعمال عرب، ونحو خمسين شخصية سياسية واقتصادية أوروبية، على رأسهم وزيرة خارجية بروكسل بيانكا ديبيتس، ويحظى بدعم ورعاية ومشاركة رسمية فلسطينية رفيعة، قد تتوج بحضور الرئيس محمود عباس.
وينظم المؤتمر "منتدى بروكسل الاقتصادي"، الذي أسس قبل نحو عامين على يد مجموعة من أفراد الجالية الفلسطينية في بلجيكا ومقره بروكسل، بشراكة مع اتحاد جمعيات رجال الأعمال الفلسطينيين ومقره المؤقت في رام الله، وغرفة تجارة الناصرة، التي تمثل مجتمع الأعمال الفلسطيني في أراضي48، وصندوق وقفية القدس، وبرعاية رئيسية من البنك الوطني.
ووصف الرئيس الفخري لـ"منتدى بروكسل الاقتصادي"، كمال الحسيني، المؤتمر المنتظر بأنه "استثنائي ويتسم بالعملية، وسيؤسس آلية لمتابعة كل ما يطرح فيه من أفكار ومشاريع وما سيصدر عنه من قرارات".
وقال في مؤتمر صحفي عقد برام الله مع الشركاء، اليوم الأحد، "سيكون مؤتمرا جامعا لكل الفلسطينيين أينما كانون، ورسالته إننا نريد استثمارات في فلسطين، لا معونات"، موضحا أن مشاريع محددة ستطرح في المؤتمر للشراكة بين رجال أعمال فلسطينيين من الداخل مع نظرائهم في الشتات".
من جهته، قال رئيس صندوق وقفية القدس، منيب المصري، "نحاول من خلال المؤتمر بناء جسور التواصل والتكامل بين رجال وسيدات الأعمال من الداخل وإخوانهم في الشتات، من منطلق أن التعاون المشترك هو الطريق الأمثل للنهوض بالاقتصاد الفلسطيني، والهدف تنمية قطاع خاص فلسطيني يكون عونا للقطاع العام في بناء الدولة المستقلة".
وأضاف المصري، الذي قاد مبادرة استثمارية فلسطينية عربية رائدة قبل 22 عاما، بإنشاء شركة فلسطين للتنمية والاستثمار "باديكو القابضة" والتي باتت كبرى المجموعات الاستثمارية في فلسطين، "نسعى لبناء اقتصاد مؤثر على الصعيد الإقليمي، وليس فقط على الصعيد المحلي، وهذا المؤتمر فرصة لتبادل الخبرات والأفكار وفتح آفاق التعاون والشراكات وتطوير المشاريع الاستثمارية في فلسطين".
وقال "سنسعى خلال المؤتمر إلى توجيه بوصلة الاستثمار نحو القدس، لتعزيز صمود أهلها، والاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة فيها، خصوصا في قطاعي السياحة والإسكان"، مذكرا في هذا السياق بتجربة شركة فلسطين للاستثمار العقاري، إحدى شركات مجموعة باديكو القابضة، في الاستثمار بقطاع الإسكان في المدينة المقدسة، مؤكدا استعدادها للدخول في شراكات مع فلسطينيي الشتات لتنفيذ مشاريع جديدة.
ووجه المصري رسالة إلى الحكومة الفلسطينية، مفادها أن "القطاع الخاص الفلسطيني جاهز لشراكة فاعلة مع القطاع العام"، معربا عن أمله في أن يشكل مؤتمر بروكسل "بداية لشراكة حقيقية بينهما"، داعيا مجتمع الأعمال إلى أوسع مشاركة في المؤتمر.
واعتبر رئيس اتحاد جمعيات رجال الأعمال، سمير زريق، مؤتمر بروكسل انعكاسا لإدراك جميع الأطراف بأنّ استنهاض الاقتصاد يتطلب تضافر جهود كل شرائح الشعب الفلسطيني أينما كانوا، على الصعيدين الرسمي والخاص، ولا يقع على عاتق طرف واحد.
وقال "الهدف هو الثبات على الأرض، وهذا يحتاج إلى اقتصاد قوي وفرص عمل، مجتمع الأعمال هنا يبذل قصارى جهده، لكنه لا يستطيع وحده تحقيق هذا الهدف، نحن بحاجة إلى تضافر جهود كافة الأطراف في الداخل والشتات".
وأوضح أن اتحاد جمعيات رجال الأعمال بدأت منذ أشهر خطوات تحضيرية لإنجاح المؤتمر، من ضمنا لقاءات مع قادة الجاليات الفلسطينية في دول الشتات، "ولمسنا تجاوبا رائعا، في كثير من البلدان"، مشددا على أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه فلسطينيو الشتات في بناء الاقتصاد الفلسطيني، مذكرا بالتجربة اللبنانية حيث تزيد ودائع اللبنانيين المغتربين في البنوك اللبنانية عن 100 مليار دولار.
كذلك، شدد زريق على أهمية دور رجال الأعمال في أراضي48، واصفا إياهم بالـ "كنز الكبير"، إذ يبلغ اقتصاد الفلسطينيين هناك ثلاثة أضعاف الاقتصاد الفلسطيني في الضفة وغزة، والاستفادة منه سيحقق نقلة نوعية في الاقتصاد الفلسطيني، ولمسنا منهم جاهزية تامة لتقديم كل ما يستطيعون".
وقال، إن الأسابيع المتبقية على عقد المؤتمر ستشهد نشاطا مكثفا في إطار التحضيرات لإنجاحه، حيث سيعقد لقاء للوفد الموسع المشارك في المؤتمر من الضفة وغزة، وآخر يضم أيضا رجال الأعمال المشاركين من أراضي48، إضافة إلى لقاءات مع المستوى الرسمي.
وأعرب رئيس غرفة تجارة الناصرة عامر صالح عن سعادته بدعم الاتحاد الأوروبي للمؤتمر، معتبرا إياه "فرصة للانفتاح على العالم".
وقال "هناك نماذج نجاح كثيرة بين الفلسطينيين في الداخل والشتات، ومن المهم أن نجتمع معا لتبادل الخبرات واستكشاف فرص الشراكة في مشاريع استثمارية داخل فلسطين، ونحن بأمس الحاجة إلى الوحدة، ونعتقد أن هذا المؤتمر سيكون أحد أبرز عناوينها".