(بيان الشعبية الجوكر) كمن يكشف مرمى فلسطين أمام فريق الاحتلال
كتب: موفق مطر- بيان مشبوه في المضمون والتوقيت، فهو منسجم شاء الرفاق في الجبهة الشعبية أم ابوا مع مقولات ودعاية افيغدور ليبرمان وزير حرب جيش الاحتلال، وبنيامين نتنياهو اللذين احسا بخطورة لقاءات الرئيس مع ممثلي شرائح المجتمع الاسرائيلي، وخوفهما من قوة منطق الرئيس محمود عباس القادر على اقناع هذه الوفود على أن سياسة الاحتلال والاستيطان لن تؤمن الاستقرار والامن والسلام لاسرائيل، وخروج هذه الوفود بقناعة راسخة أنهم امام قيادة فلسطينية منسجمة مع المبادئ الاساسية وبنود برنامجها السياسي، قيادة تأخذ السلام كمنهج حياة، واستراتيجية سياسية وليس تكتيكا. ليبرمان فرض حظرا على لقاءات الوفود اللاحكومية الاسرائيلية، ومنعت حواجز جيشه العديد منهم من الوصول الى رام الله، وقرر وزير الحرب هذا اصدر قرارا بمنع محمد المدني رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي المقررة من منظمة التحرير الفلسطينية من تجاوز حواجزه والوصول الى قلب المجتمع الاسرائيلي !. الغريب ان كلام ليبرمان وبيان الشعبية يلتقيان عند نقطة واحدة هي ايقاف هذا التواصل مع المجتمع الاسرائيلي، حتى وان اختلفت اسباب ومبررات هذا الالتقاء عندهما، فليبرمان رد على هذا التواصل بخطة العصا والجزرة، وبرغبته في ايجاد فلسطينيين يتواصل معهم ليكونوا بديلا عن السلطة الوطنية، وقال علنا انه يفعل ذلك ردا على سياسة منظمة التحرير بقيادة الرئيس محمود عباس بالتواصل مع ممثلي المجتمع الاسرائيلي والأغرب أن الجبهة الشعبية تتفوق على ليبرمان ليس بايقاف هذا التواصل وحل اللجنة المقررة في تنفيذية المنظمة وحسب بل في دعوتها في بيانها المشبوه لمساءلة الرئيس محمود عباس، وتماهت مع بيانات وتصريحات ليبرمان بوصف المهمة الوطنية التي يقوم بها الأخ محمد المدني عضو مركزية حركة فتح (بالدور التخريبي)!! لكن السؤال هنا: كيف يرى ليبرمان سياسة الرئيس ابو مازن بالتواصل مع المجتمع الاسرائيلي عملا تخريبيا يضر بسياسة وحكومة دولة الاحتلال والاستيطان، فيما تراه الجبهة الشعبية ايضا عملا تخريبيا في الصف الوطني كما ادعت في بيانها المشؤوم ؟! . يعرف قادة الجبهة الشعبية الذين اصدروا البيان المشبوه قبل يومين ان الرئيس محمود عباس هو قائد غرفة العمليات السياسية والدبلوماسية التي خططت وانتهجت السبل القانونية الدولية لمقاطعة وعزل سياسة دولة الاحتلال ومستوطناتها، ونعتقد يقينا انهم قد سمعوا الرئيس ابو مازن اكثر من مرة وهو يعلن ويطالب ويعمل على هذا الأمر، ونذكرهم ان كلماته الأشد وضوحا جاءت على رؤوس الاشهاد أمام ممثلي شعوب العالم كله على منبر الأمم المتحدة، فكيف عجنوا وخبزوا مقولة ان الرئيس يلحق ضررا بمسألة مقاطعة الاحتلال؟! فهذا لعمرنا شغل خباز لا يخرج من تحت يديه الا ( خبز مشمط ) محروق وجهه ومعجن وحامض لبه!. يتهمون الرئيس بعقد لقاءات تطبيعية في الغرف المغلقة، وكأن مقر الرئاسة في رام الله القائم على اعلى تلة في رام الله والمشرفة نوافذ مكتب الرئيس منه على القدس، بيت خشبي في غابات ومجاهل افريقيا، ففي مقر الرئاسة يستقبل الرئيس محمود عباس وفودا من الوان طيف المجتمع الاسرائيلي، تمثل منظمات وحركات وجمعيات وفعاليات غير رسمية، والأنكى من ذلك ان بيان الشعبية يذكر علانية هذه اللقاءات حتى وان كانت في سياق كلام لا اخلاقي ولا وطني بحق الرئيس محمود عباس والأخ محمد المدني، فكاتب هذا البيان الجوكر عليه تعلم المزيد ان اراد مخادعة الجمهور الفلسطيني واللعب على طاولة وعيه!. عندما تساهم قيادات حركة فتح في عقد الاتفاقيات السياسية مع الأحزاب والبرلمانات الأوروبية، وتنجز ما يؤدي الى حصار سياسة دولة الاحتلال ومقاطعتها، فانها لا تمن على الشعب الفلسطيني ولا على منظمة التحرير الفلسطينية بأي انجاز من هذا القبيل، لكن بما ان الرفاق في الجبهة الشعبية تمادوا في بيانهم (المشبوه المشؤوم) على رئيس حركة فتح وقائدها العام وعضو لجنتها المركزية محمد المدني، فإنا نسألهم ان يبينوا لنا ولو انجازا واحدا حققوه في اي ميدان سياسي فيما خص مقاطعة مستوطنات الاحتلال وسياسة حكومة دولة الاحتلال، او اعتراف البرلمانات الأوروبية بدولة فلسطين، ولا نريد استخدام لغة هابطة تعكس مدى السقوط المدوي لاخوة تجمعنا معهم وحدة دم ووطن وسجل كفاحي، فالحوار والنقد البناء مكفول في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، والمعارضة للتوجهات السياسية لا تعني رفع عارضة المرمى الفلسطيني لتسهيل المهمة على قلب هجوم فريق دولة الاحتلال نتنياهو وليبرمان .