عُرس البَّد
عميد شحادة
يقول الفلسطيني لمن يرفض له طلب "بَد يرصعك" وهذه مأخوذة من حجر البد الذي يرصع أي يهرس حب الزيتون، وتقال عادة لمن يعبر عن الرفض بكلمة "بديش" وتعني لا اريد.
بعد أربعين عاما ظل فيها البابور "خراب ومسكن للغُراب"، جاء رياض ابن السبعة وستين عاما مع عمه توفيق وعمره فوق التسعين لشُرب القهوة في المكان الذي أعاد الأحفاد ترميمه وحولوا جزءا منه إلى مقهى صار الماتور القادم عن طريق يافا وطاحونة القمح وحجارة البد رأس مال تميزه، أما الجزء الآخر والأهم في البابور فسيدخل اليه الآن الختيارية لمواجهة الذاكرة العتيقة.
من حسن حظ هذا البناء أن عمره أكثر من 300 عام، وهذا سبب جوهري لبقائه على قيد الحياة، فعادة يهدم الفلسطينيون عقودهم القديمة، لا لشيء ربما إلا لقناعتهم بأنها ليست قديمة كثيرا، فالقديم بالنسبة للناس في هذا البلد أبو التاريخ ليس ابن المئة ومئتي عام.