مقررة الأمم المتحدة لمناهضة العنف ضد المرأة تلتقي نساء الخليل
زارت مقررة الأمم المتحدة لمناهضة العنف ضد المرأة، دوبرافكا سيمونوفيتش، اليوم الثلاثاء، وفي إطار زيارتها الرسمية الى فلسطين، مدينة الخليل وتجولت في البلدة القديمة منها والتقت نساءها.
وبالتنسيق مع مركز المرأة للإرشاد الاجتماعي والقانوني، جرى تنظيم لقاء بمقر المركز في المدينة مع المقررة، شاركت فيه عشرات النساء من الفعاليات والاطر النسوية، ونساء تعرضن لمختلف أنواع العنف من أمهات وزوجات شهداء واسيرات محررات وساكنات في مناطق تل الرميدة والبلدة القديمة في مدينة الخليل.
وعرضت مسؤولة مركز المرأة في الخليل آمال الجعبة، أمام المبعوثة الأممية بصورة موجزة الانتهاكات اليومية التي تعاني منها النساء، سواء العنف الناتج عن الثقافة الاجتماعية التي تكرس دونية النساء في كل مجالات الحياة وتعطي الأفضلية للذكور، حيث التمييز القانوني والاجتماعي الذي يحرم النساء من الوصول الى حقوقهن في مجالات كثيرة، أو الانتهاكات الصارخة التي يتعرضن لها من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي.
وتحدثت الجعبة عن الوضع الاقتصادي المتردي في المنطقة، الذي يترك اثارا أكثر سلبية على النساء ويضاعف أعباء التهميش والتمييز ضد النساء. وأشارت الى ان هذا العنف يزداد صعوبة وتعقيدا بوجود الاحتلال وسياسته التي يمارسها في القتل والاعتقال وهدم المنازل والممتلكات والتضييق والحصار وغيرها من الممارسات التي تضاف الى عنف المستوطنين المباشر واعتداءاتهم المتواصلة، وهو ما يضفي مزيدا من التعقيد والصعوبة على أوضاع النساء ومعاناتهن وانتهاك حقوقهن.
وخصص الجزء الأكبر من اللقاء للنساء الحاضرات للتحدث وعرض الانتهاكات التي يتعرضن لها بصورة مباشرة. وتحدثت احدى النساء عن تعرضها للاعتداء الذي تسبب في اجهاض حملها وفي مضاعفات صحية تركت اثرا سلبيا على صحتها الجسدية والنفسية.
وعرضت احدى المحاميات المتطوعات في مركز المرأة الصعوبات التي تواجهها كمحامية وكذلك النساء عموما في متابعة قضاياهن وانتهاك حقوقهن في المحاكم المختلفة.
وتحدثت ثلاث نساء ممن استشهد أبناؤهن على يد قوات الاحتلال وعرضن المعاناة التي يتعرضن لها جراء ذلك، كما عرضت زوجة أحد الشهداء المعاناة المضاعفة التي تعانيها جراء استشهاد زوجها نتيجة استنشاقه الغاز الذي أطلقه جنود الاحتلال واعاقة الجنود عملية إسعافه بعد الإصابة، والعبء الذي القاه ذلك على عاتقها في رعاية أبنائها الأربعة بعد استشهاد والدهم، وتزيد صعوبة العبء الملقى عليها حيث تسكن في منطقة تل الرميدة وتتعرض بصورة مستمرة لمضايقات المستوطنين هناك، وكذلك الحواجز المتعددة لجنود الاحتلال في المنطقة التي تزيد الصعوبات اكثر وتحول الحياة الى سلسلة متواصلة من الانتهاكات لأبسط الحقوق الإنسانية.
وقدمت رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في الخليل مداخلة أكدت فيها أهمية المطالبة بحماية دولية عاجلة للشعب الفلسطيني، نتيجة لتزايد الانتهاكات الإسرائيلية ضد المواطنين.
وفي نهاية اللقاء جرى تسجيل عدد من التوصيات امام مقررة الأمم المتحدة، تركزت في المطالبة بمزيد من الاهتمام لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية ضد المرأة الفلسطينية، والعمل على تطوير بنك معلومات وطني لرصد وتوثيق هذه الانتهاكات وتضمينها في التقارير المقدمة للأمم المتحدة، والمطالبة بزيادة دور منظمات حقوق الإنسان في المناطق الفلسطينية، والعمل على التدخل السريع لتحقيق حماية دولية للسكان خاص للنساء في تلك المناطق.
كما اوصت المشاركات في اللقاء بأهمية العمل مع السلطة الوطنية الفلسطينية لمواءمة القوانين المحلية وفق المواثيق الدولية، والإسراع في انجاز قانون عقوبات عصري وقانون أحوال شخصية أيضا عصري لإزالة الغبن والتمييز ضد النساء في القوانين، وتعزيز العمل في نظام التحويل الوطني وكذلك الإسراع في انجاز قانون لحماية الأسرة من العنف إضافة إلى أهمية أن تراعي السلطة الفلسطينية قضايا النوع الاجتماعي في موازناتها المختلفة.
وفي نهاية اللقاء طلبت الأسيرات المحررات المشاركات باللقاء بعقد اجتماع خاص مع المقررة الخاصة، حيث استجابت لهن وعقدت معهن لقاء منفردا واستمعت بإنصات شديد لمعاناتهن، حيث قدمن لها شهادات عن الانتهاكات التي واجهنها داخل السجن، وكذلك الصعوبات التي يعانين منها بعد خروجهن من السجن، والمتمثلة بحاجتهن للتعليم والتدريب ومتابعة أوضاعهن الصحية، إضافة إلى أهمية الاهتمام بالوضع الصحي والشخصي لكافة السجينات داخل سجون الاحتلال خاصة في فترات التوقيف، وأبدت المقررة الخاصة اهتمامها بهذا الموضوع ومتابعته.