أسماء الشلبي تحدت الإعاقة ولكن..
رنا خلوف
تروي أسماء زياد الشلبي (20عاما) من مدينة جنين، من على كرسيها المتحرك قصة تحديها للإعاقة، وإكمالها الثانوية العامة بنجاح والتحاقها بالجامعة، لكنها تقول إن في قلبها غصة وإن مسيرتها في الجامعة أصبحت مهددة.
وكشفت الشلبي التي أنهت الدراسة الثانوية بمعدل (72,4)، لـ"وفا" على هامش الحفل الذي أقامته اللجنة التنسيقية للمؤسسات العاملة في مجال الإعاقة في سينما جنين لمناسبة اليوم العالمي للإعاقة، أن لديها مشكلة في الجامعة خجلت أن تحكي عنها أمام الحضور، قائلة لم يمنعني الكرسي المتحرك من التوجه إلى المدرسة وإكمال دراستي، لكن الطريق أصبح شبه مسدود أمامي في المرحلة الجامعية".
وروت أسماء قصتها لـ"وفا" بالقول بدأت أعاني من الإعاقة الحركية في السابعة من عمري عندما أصابني مرض يسببه فيروس، وأصبحت على كرسي متحرك، لكني ثابرت ودرست في المدارس الخاصة في البداية لعدم المواءمة في المدارس الحكومية، حتى الصفوف الثانوية التحقت بمدرسة الزهرة الثانوية الحكومية، ونجحت بالثانوية العامة بمعدل بالسبعينات.
ومضت تقول، "الطريق أصبح شبه مسدود عند التحاقي في جامعة القدس المفتوحة بجنين، على الرغم من إعطائي منحة كاملة، إلا أنه لا يوجد مكان مناسب للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية لحضور المحاضرات أو تقديم الامتحانات، لأن القاعات جميعها في الأدوار العلوية ولا نستطيع الصعود.
وتخشى الشلبي من خسارة منحتها في الجامعة بسبب عدم تمكنها من تقديم الامتحانات، للأسباب آنفة الذكر، وتقول، "أبي لا يستطيع دفع الأقساط لي إذا ما خسرت المنحة التي لها شروط بتحصيل معدل جيد"، مطالبة إدارة الجامعة والجهات المختصة والمسؤولة النظر إلى قضيتها وقضية الكثير من الأشخاص ذوي الإعاقة بتوفير أماكن أكثر مواءمة في الجامعات الفلسطينية، حتى لا تضيع عليهم فرصة التعليم الجامعي كغيرهم من الأشخاص العاديين، وكحق من حقوقهم.
ويقول منسق وحدة الضغط والمناصرة في برنامج التأهيل المجتمعي أنور تركمان، "إن مشكلة أسماء تتمثل بعدم وجود دور أرضي مخصص للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية لتقديم الامتحانات، وأن إدارة الجامعة ليست متعاونة إلى حد ما في هذا الموضوع حسب قوله، ويعزون السبب إلى أن مبنى الجامعة بجنين مستأجر ولا يملكون الحق القانوني بإنشاء مصعد كهربائي، آو إجراء تعديل بيئي على المكان".
ويرى مدير الاتحاد العام للمعاقين في جنين محمود اعمور والذي يعاني من إعاقة حركية، إن مسيرة واحتفال اليوم جاءت تعبيرا عن تحدي الأشخاص ذوي الإعاقة، والإرادة الصلبة التي تعتلي جبينهم في كل مكان، وللقول إن الإعاقة ليست إعاقة الجسد أو الحس بل هي إعاقة الضمير والأخلاق.
وبين اعمور أن أعلى نسبة إعاقة في الوطن سجلت في محافظة جنين، مطالبا بتوفير جميع الأدوات المساعدة والأدوية لهذه الفئة، وتطبيق قانون المعاق رقم (4) لعام 1999 الذي صادق عليه الرئيس الشهيد أبو عمار، وقال إن "هناك تقصيرا تجاه حقوقهم وهذا ما يؤلمهم وأنهم ماضون في العمل وصولا إلى تحقيق أهدافهم وطموحاتهم".
وأكد نائب محافظ جنين عبد الله بركات خلال الحفل حاجة هذه الفئة إلى جهود الجميع، لتنتصر المفاهيم الإنسانية والعلم على الجهل، مشيرا إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة خاضوا مسيرة طويلة حتى وصلوا إلى هذه المرحلة التي تغيرت فيها كل المفاهيم السابقة تجاههم.
وأتحفت فرقة مدرسة النور للمكفوفين، الحضور بصوتهم العذب الجميل الذي عوضهم الله به بعد فقدان نعمة البصر، كما أبهرت فرقة الدبكة الشعبية للأطفال الصم من مدرسة الحنان للصم الحضور بأدائها المميز على الإيقاع والنغمة رغم فقدانهم نعمة السمع.