"#صفية_تسكتيش"
رنا خلوف
"صفية تسكتيش" هو عنوان للحملة التي اطلقتها جمعية المرأة الفلسطينية للريادة والابداع "بيكو"، لمناهضة التحرش بكافة أشكاله بالنساء العاملات.
وبدأت الفكرة منذ بداية العام الحالي بعد توجه مجموعة من النساء العاملات الى الجمعية، من اللواتي تعرضن للتحرش اللفظي او الجسدي او الايماءات، حيث انطلقت الحملة للتعرف على النتائج ومعرفة مدى تقبل المجتمع للموضوع، للعمل فيما بعد على نطاق أوسع، كما بينت رئيس مجلس الادارة منال ابو علي.
وبينت ابو علي أن مراحل الحملة تجلت بالعمل في بداية الشهر الحالي، بتوزيع استبيان لمعرفة نسبة التحرش واسبابه، حيث اخذت عينة ووزعت بطريقة عشوائية على 100 امرأة في جنين وغزة مناصفة، من النساء العاملات في المؤسسات الحكومية والمطاعم والبنوك والشركات الخاصة، مضيفة انه سيتم العمل لاحقا في باقي محافظات الوطن.
واوضحت أنه وبعد تحليل الاستبيان تبين أن 73% من النساء تعرضن للتحرش لمرة واحدة على الاقل اثناء العمل، و51% منهن تعرضن للتحرش من قبل زميل او مدير مع تحديد الشخص.
اما عن الاسباب الكامنة وراء التحرش، فتبين من الاستبيان أن نسبة 64% ارجعت السبب إلى قلة الوعي الثقافي للرجل، ونسبة 60% ارجعت السبب إلى عدم الاختلاط المبكر بين الجنسين، و58% ارجعت السبب إلى قلة وعي المرأة نفسها، اضافة الى 8% فقط من النساء ممكن ان ترفع شكوى اذا تعرضت للتحرش، كما بينت منال.
واردفت منال، "في المرحلة المقبلة سوف يتم تنظيم معرض للرسومات فيه رسومات مناهضة للتحرش لنشر الوعي بالموضوع".
وتابعت: لا شك أن الحملة لاقت اقبالا اعلاميا ملحوظا، وتقبلا من النساء العاملات انفسهن، مع وجود بعض الاعتراضات من خلال عملنا الميداني من قبل بعض الرجال الذين قالوا إن هذه الآفة غير موجودة في مجتمعنا، كما ان بعض الرجال من المقربين للجمعية نصحونا بالابتعاد عن الموضوع، اضافة إلى خوف بعض النساء من تعبئة الاستبيان على الرغم من عدم ذكر الاسم".
"الامر ليس بالسهل وهو ما ولد لدي تحديا لإنجازه، والعمل لأبعد مدى للوصول إلى النتائج المطلوبة بمناهضة التحرش بالنساء"، قالت منال .
وأكدت منال أن الهدف من الحملة هو نشر الوعي الثقافي لدى الرجل والمرأة بموضوع التحرش حتى يمكن مناهضته، اضافة إلى توعية النساء بطريقة الدفاع عن انفسهن، "وسنعمل فيما بعد على اطلاق وحدة شكاوى، خاصة مع عزوف المرأة عن الشكوى خوفا من المجتمع، ومن هنا سيتم عمل استبيان جديد لمعرفة الاسباب التي تمنعها من الشكوى، اضافة إلى العمل مع وزارة العدل لإيجاد قوانين رادعة لمن يقومون بالتحرش".
يشار إلى أن جمعية المرأة الفلسطينية للريادة والابداع "بيكو" هي جمعية تأسست عام 2014 من مجموعة من الصبايا ما بين الفئة العمرية 18 و29، حيث إن الإدارة من الصبايا فقط مع وجود بعض المتطوعين الشباب، وتعمل الجمعية على فكرة ان المرأة تستحق فرصة ايجابية في تخطيط وتنظيم الانشطة المتعلقة بالقضايا الخاصة بها، ومحاولة رفع مستواها الثقافي وصولا إلى صنع القرار حتى لو على الصعيد الشخصي.
كما أن الجمعية تعمل على دعم النساء نفسيا، وتعمل مع الطالبات في المدارس على برنامج التعليم من خلال اللعب للمرحلة الابتدائية، إضافة إلى تقديم المساعدات الانسانية للأسر المحتاجة، كما تعمل على موضوع الاعلام المجتمعي بتأسيس مجلس شبابي اعلامي مجتمعي لتغطية القضايا المجتمعية في جنين بالتعاون مع وسائل الإعلام.