صامد في وجه الاستيطان
صلاح الطميزي
"لن أرحل أو أترك بيتي إلا للقبر"، هذا ما قاله المواطن عارف جابر الذي يسكن حارة جابر في المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل، وتمنعه سلطات الاحتلال والمستوطنون من استكمال بناء منزله، وأصدرت الأوامر العسكرية التي تمنعه من الدخول إلىه، وتحاول جاهدة إخراجه من المنطقة عبر ممارساتها القمعية المتمثلة بوقف واعتقال أبنائه والاعتداء على ممتلكاته وحرمانهم من أبسط الحقوق.
بحسرة ومرارة، يروي جابر معاناته اليومية والمتواصلة من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، والتي كان آخرها وقفه بأمر عسكري إسرائيلي عن عقد سقف بيته، وتكبده خسائر تقدر بـ 50 ألف شيقل، بعد أن منعته قوات الاحتلال من مواصلة صب الباطون وتهديد العاملين بالاعتقال.
وقال جابر إن عائلته المكونة من ثمانية أنفار، لا تطالب إلا بأبسط حقوقها المتمثلة بالسكن والعيش بحرية وكرامة، إلا أن الأوامر العسكرية تدوس على هذه الحقوق، التي يقابلها على بعد أمتار معدودة دعم من حكومة الاحتلال وغلاة المستوطنين للعمارات السكنية في مستوطنة "كريات أربع" المتاخمة لأحياء جابر ووادي الحصين وحي النصارى، بهدف خلق واقع ديمغوغرافي وجغرافي جديد في المنطقة الجنوبية من الخليل، وتواصل ممارساتها وانتهاكاتها لطرد السكان واستكمال المخطط الاستيطاني والاستيلاء على المزيد من الأراضي وضمها لصالح المشروع التهويدي.
وتعاني عائلة جابر معاناة كبيرة لتوفير مواد البناء وإيصالها عبر الحواجز العسكرية بواسطة الحمير، جراء مواصلة الاحتلال إغلاق الشارع الرئيسي ومنع مركبات المواطنين في الأحياء المذكورة، من سلوكه لتلبية احتياجاتهم.
ويشير عارف جابر إلى أن حارة جابر تابعة من ناحية مدنية وفقا لاتفاقيتي أوسلو والخليل لبلدية الخليل، وأمنيا تتبع لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي الذي يمنع السكان من البناء بحجج أمنية وغيرها، وينفذ الاعتداءات اليومية ويغطي على جرائم المستوطنين الذين يعربدون ي المنطقة بتغطية من جنود الاحتلال التي تتواجد لحمايتهم.
واختتم حديثة بعزيمة عالية وإصرار على البقاء ومطالبته لحقوقه، مشيرا إلا أنه لن يرحل ولن يترك منزله إلا للمقبرة، التي أشار إليها بسبابته بالقرب من الحارة، والتي كان لها نصيب من انتهاكات الاحتلال والمستوطنين.
وتتعدد الممارسات الإسرائيلية والاستيطانية بحق السكان والمتمثلة بحرق المنازل والمركبات والمحال التجارية، وإغلاق الشوارع في المنطقة الجنوبية منها، كشارع الشهداء وجابر والسهلة، ومنعم المواطنين من سلوكها، إلى جانب سياسة اعتقال الأطفال والغرامات المالية التي يفرضه الاحتلال على أهاليهم.
ودفع المواطن عارف جابر مبلغ 15 ألف شيقل غرامات مالية متفرقة حكمت بها محكمة الاحتلال للإفراج عن أبنائه الذي اعتقلوا عدة مرات، والتي كان آخرها اعتقال ابنه أنس، بحجة التواجد في المنزل الذي تغلقه قوات الاحتلال بأمر عسكري.
وطابت عائلة جابر بإقامة المشاريع الحيوية في المنطقة الجنوبية، ووضع سياسة لتثبيت المواطنين في هذه المناطق المستهدفة، كما طالب بلدية الخليل والمؤسسات الوطنية، كافة المؤسسات الحقوقية بتبني قضيته وتعزيز صمود المواطنين في المناطق المستهدفة، وفضح سياسة الاحتلال الاستيطانية.
وقال مكتب المتابعة والتنسيق في بلدية الخليل، إن رئيس البلدية داوود الزعتري، وقسمها الهندسي والمستشارين القانونيين فيها، يتابعون قضية المواطن عارف جابر بشكل جدي مع الإدارة المدنية والارتباط الإسرائيلي لاستكمال البناء في منزل عائلة جابر.
وأشار قسم الهندسة في البلدية، إلى أن المواطن عارف جابر حصل على كافة الأوراق الثبوتية والترخيص لمنزله منذ ثلاثة شهور، وأن الاحتلال كعادته يستبيح الأرض الفلسطينية، ويعتدي على ممتلكات المواطنين بحجج أمنية واهية أو غيرها.
وأشارت المصادر إلى أن المنطقة الجنوبية لها خصوصية في ظل الأطماع الإسرائيلية والاعتداءات المتواصلة، وأن بلدية الخليل تابعت العديد من القضايا العالقة، وسبق لها أن أوقفت عددا من الأوامر العسكرية الرامية لهدم مساكن أو ممتلكات، مستغلة المؤسسات الحقوقية والدولية لتعزيز صمود المواطنين وبقائهم.