رئيسنا ابو مازن..انسانية السياسة والسياسة الانسانية
كتب - موفق مطر
* أبدع الرئيس ابو مازن في خلق وتكوين نظرية السياسة الانسانية وانسانية السياسة، ونقلها من واقع الحلم الى واقع الحقيقة الملموسة.
* فخرنا ان رئيسنا وقائد حركة تحررنا الوطنية مثال عالمي على الانسجام بين الكلمة والفعل والسلوك الشخصي والوطني والسياسي العام. فأبو مازن ليس رئيسا عاديا، لشعب عادي انه رئيس السلام الفلسطيني، سلام شجعان، وسلام ثقافة، وسلام للانسانية، يولد في اليوم الأول مع نيل الشعب الفلسطيني للحرية والاستقلال، وتقوم فيه دولة فلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية.
*عندما سلمنا عاقلا حكيما أمانة تمثيل ارادتنا وآمالنا وطموحاتنا الوطنية، فهذا يعني اننا قد وصلنا بالثقة الى حد اليقين أننا وضعنا مستقبلنا من منظور الحياة بأمان، فكيف اذا كان الوطن (فلسطين) نبض قلب الرئيس ابو مازن، ومصدر اشعاع تفكيره، ومقصد عمله في اتجاهات الدنيا كلها ؟!.
* الرئيس ابو مازن مناضل ثوري لكنه عقلاني واقعي، وقائد شجاع ونبيل، واثق الخطى، صابر صامد، ثابت على ايمانه بحق الشعب الفلسطيني، ملتزم لم يتزحزج شعرة للوراء عن الثوابت الوطنية، وانما على العكس يتقدم بنا وبكل ثقة نحو ترسيخها كمعيار دولي اممي لحفظ أمن واستقرار العالم وتوازنه.
* لماذا نستغرب اقدام هذا الانسان الرئيس على خطوة انسانية سياسية، وسياسية انسانية وهو الذي نعرفه بأنه مسجل الأرقام القياسية في القدرة على تغيير نمطية تفكير العالم واتجاهاته في الصراعات الدموية، وتحويلها الى اعترافات واقرارات بالحقائق، لماذا لا نفكر بأن احترام رؤساء العالم وقادته لرئيسنا معكوس علينا كشعب، ولأن الفائدة حتما ستعود نفعا لصالح الشعب والقضية؟!.
* لو فكر ابو مازن للحظة واحدة بمنطق الفائدة الشخصية والهالة التي قد يهيئها له الآخرون لكسب هو وخسرت القضية وخسر الشعب.. فمعيار التقدم والنجاح في مسارات النضال الوطني وتثبيت الحق الطبيعي والتاريخي بالنسبة للرئيس ابو مازن هو حجم الحقائق التاريخية والقانونية التي نبني على قواعدها بنيان الاستقلال، ونفكك بنيان المشروع الاحتلالي الاستيطاني والانتصار عليه وعلى ادعاءاته بالخطوة الهادئة الواثقة المعززة بالقناعات.
* قد يتجاهل البعض رؤية هذه الحقائق، ولايستطيع بعض ثان رؤيتها، ويجب ألا نبقى كمسلوبي النظر والرؤية في العمق، والا نسمح لأحد برفع جدر المواقف المعلبة الجاهزة المسبقة فتمنع عنا رؤية الآفاق في الاتجاهات الستة، فالرئيس ابو مازن يمضي مؤمنا مخلصا، لادراكه ان الجدر بكل انواعها زائلة حتما، وستنهار يوما بثقل ونوعية مطرقة الوعي الوطني الفردي والجمعي.
* الرئيس ما قال يوما انه ضد المفاوضات او اللقاءات مع الاسرائيليين.. لكن ما حدث في مراسم تشييع بيريس من مصافحة اعضاء القيادة لنتنياهو امر اقتضته اللحظة البروتوكولية، فقادتنا وعلى رأسهم ابو مازن اكبر واعظم واطهر من ان تمس وطنيتهم ومواقفهم مجرد مصافحة اقتضتها اللحظة، فكل هذا الضجيج الاعلامي والتأويل والتحريف المقصود والتفسيرات اللامنطقية واللاواقعية والمناقضة للحقائق لمصافحة في العلن وعلى عيون الملأ لن تغط او تموه على علاقات حميمية تحت شراشف الطاولات ووراء الأبواب الموصودة ؟!.
* الرئيس ابو مازن بمشاركته في مراسم تشييع شيمون بيريس استطاع محو ما رسمه نتنياهو زورا وبهتانا في اذهان قادة العالم لمقولة (لا يوجد شريك فلسطيني للسلام). وعلينا التذكر دائما انه من الكياسة والدبلوماسية والسياسة ان يحضر الرئيس جنازة بيريس الممنوح من المجتمع الدولي جائزة نوبل للسلام مناصفة مع الرئيس القائد الشهيد ياسر عرفات، فلعلنا نذكر قادة اسرائيل وحكامها ان هذا الرجل المتوفى كان قد اقر ببعض حقوقنا، ووقع معنا اتفاقية نصت على حقنا بقيام دولة فلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية، ولنساعد المجتمع الاسرائيلي في كشف و كذب وخداع نتنياهو السياسي.. اما من يريد معرفة تداعيات الضربة التي وجهها الرئيس لسياسة نتنياهو في هذه الساعة الانسانية الدبلوماسية الذكية فعليه مراقبة السجالات النظرية والاعلامية في المجتمع الاسرائيلي واحزابه وقواه السياسية.
* القائد في مقام القيادة لأن رؤيته ابعد وادق من رؤية الآخرين، فكيف اذا كان حكيما، يأخذنا معه الى ميادين نضالية سليمة وسلمية لا تكلفنا الا جهودا عقلية، وتنظيم قدرات شعبية، وتوجيهها في السبل الصحيحة واتباع المناهج العقلانية، المتحررة من الانفعالات، لنعيد معه والى جانبه اسم فلسطين على خارطة العالم، فأبو مازن يعقل ويتوكل على الله والشعب وحركة تحرره الوطنية.. لاتنسوا انه القائل ارفعوا رؤوسكم فانتم فلسطينينون.
* علينا التذكر أنه لو ظل التاريخ الدموي بين شعوب العالم هو الكلمة الفصل لما حل سلام في مكان على هذه الكرة الأرضية.. فالأصل ان الانسان يسعى لغرس اشجار السلام لصنع جنته للانسان على الأرض، وبهذا نقلص حقول الحروب والكراهية والعدائية ونقتلع النبت الشيطاني من جذوره.