"صوت فلسطين"... إذاعات محلية تعكس الواقع

 ضحى سعيد

تعتزم إذاعة صوت فلسطين ضمن رؤيتها واستراتيجيتها الرامية للنهوض بواقع الاعلام الفلسطيني وتسييره لخدمة المواطن الى جعلها منبرا لصوته عبر افتتاح إذاعات محلية تعتبر امتدادا لهذا الصوت لنقل الرواية الفلسطينية وعكس واقع الشارع بمختلف قضاياه، وذلك حسب ما يقوله القائمون عليها.

ولتحقيق ذلك، تم افتتاح قبل عدة اسابيع اذاعة "صوت فلسطين" في محافظة جنين، وبالأمس افتتح المشرف العام على الاعلام الرسمي احمد عساف، وبحضور رئيس الوزراء رامي الحمد الله إذاعة صوت فلسطين من قلب مدينة المهد بيت لحم، "لإيصال الصوت الفلسطيني من وإلى كافة المحافظات".

واجمع الحضور على أنه رغم التحديات الكبيرة التي واجهت عمل هذا الصوت في المنفى والوطن، الا ان الإذاعة استمرت بإصرار كبير على تأدية رسالتها الاعلامية الوطنية، وشكلت جزءا أساسيا وهاما في البنية الوطنية العامة للمجتمع الفلسطيني على طريق تلبية حقوقه الاساسية في التحرر والاستقلال وقيام دولته الفلسطينية وابراز تراثها وهويتها وترسيخ مبادئ وقيم وركائز بناء الدولة ومؤسساتها، كما احتلت مكانة هامة الى جانب نظيراتها من الاذاعات العربية من خلال العديد من برامجها التي حظيت باحترام وتكريم عربي.

وكيل وزارة الاعلام محمود خليفة اعتبر هذا التوجه خطوة حكيمة ومهمة، خاصة "واننا نريد من اعلامنا الرسمي والحكومي ان يوصل صوت المواطن لكافة الجهات المعنية والقطاعات، لإحداث التطور والتنمية التي نريد، وان يكون شريكا حقيقيا وفاعلا في المضي قدما، لإنجاح خطط التنمية التي تضعها الحكومة والمؤسسات على تنوعها، وهذه الرؤية التي تسعى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون على اعدادها تذهب في مسارات متعددة تهدف للوصول الى الرأي العام المحلي واشراكه والاستماع له، إضافة الى عدم ترك المواطن وتحصينه أمام الكثير من الشائعات التي تستهدف شعبنا ومؤسساته من خلال تقديم الحقيقة من مصدرها".

وبين خليفة مدى أهمية هذه الإذاعات المحلية، "لتوسيع دائرة المستمعين من قطاعات شعبنا في مخيمات اللجوء والقرى والمدن في المحافظات والتي تنسجم مع الخطة الوطنية الشاملة التي ستتواصل لإيصال رسالة شعبنا للرأي العام العالمي وتكون لسان حال المواطن، تطرح قضاياه وآماله ومشاكله لتبادل وجهات النظر والحوار".

ولفت خليفه الى ان افتتاح إذاعة صوت فلسطين من جنين في الشمال الى بيت لحم في الجنوب ومستقبلا في عدد من المحافظات يؤكد تكامل الرؤية الاعلامية ليجد المواطن مساحة للتعبير عن رأيه  ويحترم التنوع في الآراء ويكون عنصرا فاعلا وشريكا في الموقف والقرار.

وتطرق خليفة الى الرسالة الاعلامية الفلسطينية التي تؤكد  مجموعة من القضايا التي تخص فلسطين بإرثها الحضاري والانساني، "وهي الرسالة التي اكد عليها صوت فلسطين منذ انطلاقته الاولى وعبر المراحل التي تعرض فيها شعبنا للكثير من الممارسات بفعل الاحتلال الهادفة الى ابعاده عن مناطق الحدث".

وحول واقع الإعلام الفلسطيني قال: "إعلامنا الرسمي والأهلي ورغم عديد التحديات التي تواجهه يرتقي بالأداء، فالقضية الفلسطينية لا تتوقف عند مرحلة وانما هي قضية متواصلة حتى التحرر"، لافتا الى ضرورة ان يتواصل الإعلام الرسمي ويستثمر وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت واحدة من اهم وسائل ايصال الرسالة، ولها تأثير كبير، واعلامنا يجب ان يكون بحجم فلسطين.. الشعب والقضية."

مدير عام البرامج في إذاعة "صوت فلسطين" ختام الديك اوضحت لـ"وفا" أن العمل يجري لافتتاح سلسلة إذاعات محلية لصوت فلسطين في مختلف محافظات الوطن، "ليكون هذا الصوت حاضرا ومسموعا يطرح ويستجيب لتحديات المواطن وتطلعاته وأفكاره، ويراعي خصوصية كل محافظة وتفاصيلها لنكون اقرب لهم ولحياتهم".

وأشارت الديك الى انه سيتم تخصيص أربع ساعات أثير في المرحلة الاولى لبث صوت فلسطين في بيت لحم وجنين، على ان يكون على رأس كل ساعة موجز للأخبار في بث مشترك مع الإذاعة الأم، وتشمل هذه الساعات برنامج صباحية على شاكلة برنامج "فلسطين صباح الخير"، يكون خاصا بالمحافظة، اضافة إلى الموجات المفتوحة التي ستتناول الحديث عن الاحداث والبرامج والفعاليات والتواصل مع المؤسسات، معتبره ذلك انجازا كبيرا للإعلام الوطني المستمر في تأدية رسالته.

وأضافت الديك أن "حجم الاستماع لصوت فلسطين ازداد بشكل واضح، وهذا يحملنا مسؤولية كبيرة، ولهذا جاءت هذه الخطوة لتمكننا من الوصول لكل مواطن بشكل اسرع واوسع، وبرؤية واضحة وهادفة تسهم في خلق الثقة بيننا وبين المستمع".

وبينت الديك ان ما يميز هذه الإذاعات الحضور الشبابي سواء من الكادر الاعلامي والمهندسين الذين تم تدريبهم بالاستعانة بخبرات إعلامية كبيرة ومهمة ليكونوا حاضرين بأفكارهم ورؤيتهم وابداعهم، اضافة إلى الدورات البرامجية المختلفة التي ستظهر جماليات المحافظات ومدى صمود الناس فيها، والتواصل مع مؤسسات المجتمع المدني والمكاتب الحكومية التي سيكون لها حصة كبيرة لاستقبال ملاحظات الناس والاستماع لها، عدا عن وجود برامج تخص طلبة الجامعات، اضافة الى تسليط الضوء على الجانب الفني والثقافي والاجتماعي والسياحي، ونقاش المواضيع المتعلقة بالمجالس المحلية وطبيعة عملها وخدماتها، اضافة إلى تخصيص مساحة لأهالي الشهداء والأسرى، واستضافات لأشخاص مميزين ومؤثرين في مجتمعاتهم، وبرامج ميدانية للتواصل مباشرة مع الناس على الأرض، وسيتم نقل قداس الاحد الديني في محافظة بيت لحم لتكون اذاعات قريبة من الناس تحاكي واقعهم.

وقالت :"اذاعة صوت فلسطين منذ بداية عملها استطاعت ان تشكل وعينا وحمت قضيتنا، وعززت انتمائنا، وحملت تجارب اعلاميين مبدعين ساهموا في تطويرها، وكانت الصوت المرافق للثورة الذي عبر عن احلامنا بالحرية والاستقلال، وما زال ناقلا للهم الفلسطيني وحاملا لثوابتنا الوطنية، وننتظر اليوم الذي نسمع فيه "هنا صوت فلسطين من القدس".

بدوره، اعتبر مدير عام إذاعة صوت فلسطين بسام دغلس أن "أفضل خدمة يمكن ان تقدم للمواطن أن يشعر ويلمس بالفعل ان صوته مسموع، وهذا هو هدفنا من افتتاح الإذاعات المحلية لإعطاء كل محافظة مساحتها في التغطية الاعلامية للتركيز على قضاياها وفعالياتها بشكل مكثف عبر مجموعة من البرامج التي لن تستثني اي جهد ودور للمؤسسات الرسمية والمدنية وقوى الامن والدفاع المدني والمستشفيات والشرطة ومختلف القضايا والخدمات، إضافة الى تكريم واستضافة المبدعين والشخصيات التي تركت لمساتها في البناء والتعمير وخدمة المجتمع".

وأكد دغلس أن رسالة صوت فلسطين "رسالة توعوية، ومكملة لرسالة شعبنا ونضاله المستمرة حتى اللحظة".