انحطاط الرويبضة
كتب: رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة- ليس هناك ما هو أقبح من لص يتحدث في النزاهة والأمانة، وهو الذي اغتنى بعد فقر مدقع نتيجة السمسرة وسرقة المال العام، وليس هناك ما هو أقبح من عميل معلن، يتحدث في قضايا الشأن الوطني الفلسطيني، وقد خان هذا الشأن وأهله، في كل قضاياه وبكل التفاصيل، بعد أن كان هذا الشأن قد احتضنه بمؤسساته الوطنية، التي جاءها هاربا معدما من بلاده، زاعما مناهضته لعسف النظام وبطشه في تلك البلاد...! لم يكن هذا اللص العميل، ولم يصبح في يوم من الأيام فلسطينيا، بهوية فلسطين النضالية أو الحضارية أو الإنسانية، ولا عربيا بأي هوية كانت، ولا حتى تركمانيا من حيثما جاء، إذ ما زال يقول عن نفسه بأنه كردي والأكراد منه براء..!! ونظن التركمان كذلك.
نتحدث عن الذي سعى للاستقواء بشهادات رجال الاحتلال ومؤسساته، على السلطة الوطنية حين ذهب لمقاضاتها في "كازينو أريحا"، الكازينو الذي أقامه غطاء عبر مائدة القمار لترتيب شؤون التخابر مع دوائر الاحتلال، وقد بات بعد ذلك سمسارا لهذه الدوائر أينما حل، إثر هروبه من ملاحقة القضاء الفلسطيني الذي ما زال يطلبه لمحاكمة عادلة، لصالح الحق العام أولا، لن نشير إلى اسمه التجاري هنا كي لا نلوث هذه الكلمة، لكن بوسعنا أن نشير إليه بأنه "الرويبضة" الذي حذر منه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف، كونه الرجل التافه الذي يتحدث في أمور العامة.
هذا الرويبضة بات يثغثغ هذه الأيام في كلام عن أمور العامة، والشأن الوطني، والثغثغة في اللغة العربية هي عدم تبيان الكلام لفساد منطقه، وطبقا للناقد والمفكر الفرنسي "رولان بارت"، فالثغثغة هي الإشارة الصوتية للفشل والاخفاق، وعلى هذا النحو فإن ثغثغة هذا الرويبضة، وكلما تصاعد صخبها اتضحت أكثر، بكونها إشارة صوتية للفشل والاخفاق، وأكثر من ذلك اشارة للغل والضغينة ولأنها تعيد وتكرر مفردات حملة التحريض الإسرائيلية المحمومة ضد الرئيس أبو مازن بلا أي لبس ولا أي غموض، وبامتثال العبد لسيده...!
كنا نود أن يكون هذا الرويبضة، ذلك السفيه الذي قال الإمام الشافعي رحمه الله بأنه لا يستحق الرد على سفاهته، ولكنه الرويبضة البوق الذي لا بد أن يلقم حذاء عتيقا كلما تعالى زعيق ثغثغته البائسة.
يبقى أن نقول إن عصر الرئيس أبو مازن، هو عصر المشروع الوطني، الذي بات بقيادته يتقدم بخطى ثابتة نحو اكتماله بالنصر والدولة، ولن يكون في فلسطين غير عصر هذا المشروع، بعمل أبنائه المناضلين وأصواتهم، سواء في دروب مسيرة الحرية، أو في صناديق الاقتراع، ودائما بسلامة انتمائهم الوطني، وإرادتهم الحرة وقرارهم المستقل.. شاء من شاء وأبى من أبى.