خيمة في عراء الأغوار
طوباس- وفا- الحارث الحصني- ما زالت قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع المواطن محمود عواد، أحد سكان منطقة الحمة شرق طوباس، من بناء أية خيام له، منذ أكثر من أسبوعين، بعد أن هدم الجيش الإسرائيلي له منشآته وخيامه بحجة عدم الترخيص.
في المقابل بدأ مستوطنو مستوطنة "سلعيت" مؤخرا من وضع أساسات خشبية لمعرشات وبركسات على أراضي السكان في الحمة على بعد كيلومتر إلى الشمال من المستوطنة، وعلى بعد 300م من خيام المواطن عواد.
وتوجه عواد اليوم إلى الأردن لأسباب خاصة، وترك وراءه عائلة تضم أكثر من "25" فردا من أبناء وأحفاد.
لقد التقيت بنجله وليد، الذي تحدث لــ"وفا" عن طبيعة الحياة منذ أسبوعين، يقول إن الاحتلال منعهم من بناء أي خيمة منذ أن هدم لهم قبل أسبوعين.
في الطريق نحو الحمة شاهدنا وحدات استيطانية قيد الإنشاء في مستوطنة "ميخولا"، التي تبعد عن خيام عواد بضع مئات من الأمتار نحو الجنوب، ومثلها بالقرب منها.
وقبل أن يهدم الاحتلال الخيام لــعواد، أوضح في حديث سابق لنا أنه تعرض لمضايقات قام بها مستوطن يرعى الأغنام في أراضٍ كان يرعى فيها عواد.
تحت معرش صغير يستظلون تحته من أشعة الشمس ظهرا، تجمع بعض أبناء عواد، بينوا أن مضايقات المستوطنين ما زالت حتى اليوم، وتحت حماية الاحتلال.
يبدو أنه خلال أسبوعين أخرج الشبان ركام الخيام، ووضعوها جانبا دون الاستفادة منها، إلا أن يلهوا فوقها الأطفال الصغار، الذين قضوا فترة تواجدي هناك باللعب فوقها.
يوميا تتواجد جبات عسكرية إسرائيلية ؛ للتأكد من عدم بناء أي خيمة لهذه العائلة، هذا ما قاله وليد مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي يأتي يوميا ويحذر عائلته من بناء أي خيمة، ويهددهم بتدميرها كان آخرها اليوم.
خلال تواجدي في تلك المنطقة، جاءت سيارة شرطية إسرائيلية، والارتباط العسكري الإسرائيلي، وتوجهوا جميعا غربا حيث أقام مستوطنو "سلعيت" قواعد خشبية لمعرشات وبركسات، ولا أحد يدري سبب التوجه.
يعود وليد عواد، وهو الذي يتولى شؤون البيت في غياب والده للحديث مرة أخرى ويقول، إنه قبل الهدم بفترة وجيزة، حدثت مناكفات بين والده وأحد مستوطني سلعيت، حيث بدأ الأخير بمضايقة والده، وتهديده إذا ما استمر في الرعي بالقرب من المستوطنة.
بدوره، يؤكد الخبير في شؤون الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية، عارف دراغمة أكد أن الهدم جاء بضغط من مستوطني سلعيت؛ بهدف طرد المواطن الفلسطيني من الأغوار.
يسكن عواد في أرض طابو، وقد هدم الاحتلال له دون إخطار مسبق أو إشعار بذلك، وهذا ما يؤكد أن الاحتلال هدم له بضغط من مستوطني "سلعيت" وغيرها من المستوطنات المنتشرة في الأغوار.
ويكمل دراغمة، الذي كان عائدا من منطقة الحديدية بعد أن دمر الاحتلال صباح اليوم شارعا زراعيا فيها، بقوله: إن الاحتلال يريد من خلال الهدم طرد الوجود الفلسطيني من الأغوار، وتهيئة كل الظروف للمستوطنين من إقامة وحدات استيطانية، في سياسة الاستيطان الصامت في مستوطنات "روعي" و"سلعيت" و"ميخولا" و"شدموت ميخولا".
هذه ليست المرة الأولى التي يدمر الاحتلال الخيام السكنية لـ"عواد"، فقد هدم الاحتلال مساكنه مرتين متتاليتين في العامين 2011 و2012. بعدها صدر قرار احترازي من المحكمة الإسرائيلية بعدم الهدم، ثم أصدرت المحكمة لاحقا حكما بعمل مخطط هيكلي جديد، لكن ذلك لم يمنعهم من الهدم.
ويسكن في خربة الحمة ما يقارب 20 عائلة، تعتمد في حياتها اليومية بشكل أساسي على تربية المواشي.