الحديدية بلا طريق
طوباس- وفا- الحارث الحصني- تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى طرد الفلسطينيين من خربة الحديدية في الأغوار الشمالية، بعد أن جرفت يوم الخميس الماضي طريقا زراعيا مؤديا إلى مضارب المواطنين فيها.
قبل يومين جرف الاحتلال الإسرائيلي للمرة الثانية، طريقا زراعيا طوله 2 كيلو متر، يخدم أكثر من 120 مواطنا؛ بحجة أنها منطقة عسكرية مغلقة، بعد أن أخطر بداية العام الماضي بتجريفه.
هذا الطريق هو الوحيد الذي يربط الخربة مع أقرب شارع معبد، يستخدمه يوميا باص لنقل طلاب المدارس إلى مدارسهم في قرية طمون، ومع تدمير الاحتلال له يواجه الطلاب صعوبة في الوصول إلى مدارسهم.
المواطنون الفلسطينيون بنوا خيامهم ومنشآتهم السكنية في الحديدية التي تفتقر للبنية التحتية؛ بسبب مضايقات الاحتلال للمواطنين فيها، ومنعهم من إقامة أية مشاريع، إلا أن ما مُنع منه الفلسطيني أجازه الاحتلال لمستوطنيه لإقامة المستوطنات على أراضي المواطنين.
والحديدية الواقعة في السفوح الشرقية للضفة الغربية المطلة على الأغوار، محاصرة من الغرب بمستوطنة "روعيه"، وبمعسكر "حمدات" شمالا.
الخبير في شؤون الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية عارف دراغمة قال لــ"وفا"، إن الاحتلال دمر على مدار عقود خربة الحديدية عشرات المرات، واليوم أصبحت سياسة تدمير الطرق الزراعية التي تعتبر المنفذ الوحيد للحديدية، سياسة هدفها ترحيل السكان، والقضاء على وجودهم.
وأضاف أن الطريق الذي جرفه الاحتلال للمرة الثانية، تخدم عشرات العائلات والمزارعين، وخاصة في فصل الشتاء لتسهيل إيصال المستلزمات الى السكان، وتسهيل وصول الخدمات العامة كسيارات الإسعاف وصهاريج المياه، وفي حال تدمير تلك الطريق سيضطر السكان لعبور الأودية والجبال والتي تمتلئ بالألغام والقنابل.
وخلال السنتين الماضيتين، سوت قوات الاحتلال بيوتا ومنشآت في الأرض، وتركت أطفالا ونساء في العراء.
والحديدية خربة فلسطينية رحل أصحابها الفلسطينيين بعد أن دمرها الاحتلال بالكامل عام 1967، وأقام فيما بعد على أراضيها المصادرة، مستوطنات ومعسكرات.
وخلال السنتين الماضيتين حاول سكان الحديدية العمل على استصلاح طريق زراعي يربطها مع محيطها بالتعاون مع مؤسسات أهلية، لكن قوات الاحتلال جرفتها، رغم نجاح الأهالي في استخراج ورقة تمنع تجريفها.