محض ورم
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة- لا تتبدل الأدوار لأدوات الاحتلال، وعبيد المال السياسي الحرام، ولا تتغير، لبلاهة هذه الأدوات وهؤلاء العبيد، وقبل ذلك لحماقة أسيادهم، الحماقة التي تتوهم أن بإمكان عبيد المال السياسي، وأدوات الاحتلال، الصغار بكل المقاييس الأخلاقية، أن تحقق لها ما تشتهي من أهداف مستحيلة في تدمير المشروع الوطني الفلسطيني، بتدمير شرعياته النضالية والوطنية والدستورية ...!!
وأحدث ما أنتجته هذه الحماقة ما يقال بأنه مؤتمر لبحث مستقبل القضية الفلسطينية، في منتجع العين السخنة المصري، وبتمويل لم يعد مشبوها، بقدر ما هو مفضوح من حيث انه المال السياسي، الذي بات محموما في سعيه الحرام لضرب المشروع الوطني الفلسطيني، مشروع التحرر والحرية والاستقلال. متساقطون وخارجون عن الصف الوطني، وتجار كلام وخطابات متهاوية، وكتاب مقالات مدفوعة الأجر، وآخرون من الذين لا عمل لهم ولا مكانة في المشهد الوطني، وقليل من المخدوعين من حضر تجمع العين السخنة ولا نقاش هناك سوى نقاش ترتيبات المصالح الشخصية والضيقة والمتآمرة على المشروع الوطني، إذ كيف يمكن نقاش مستقبل القضية الفلسطينية دون حضور الشرعية الوطنية..؟؟ ليس هذا سؤالا وإنما هو توضيح لمستوى البلاهة والحماقة التي ينطوي عليها هذا التجمع التجاري عديم النزاهة والوطنية، وللعلم فان ثلاثين فقط من بين أكثر من مئة مدعو لهذا التجمع من غزة قد حضروا هذا "البازار"، واذا ما صح التعبير والتقدير، فإن هؤلاء مع الذين جاءوا من القاهرة، لم يشكلوا حتى ذلك الجبل الذي تمخض فأنجب فأرا ..!! إنهم أقل من تلة باهتة، بل إنهم محض ورم لن ينتج غير ذلك الصديد المنتن.
يبقى أن نقول ما قاله النائب المصري الدكتور سمير غطاس ان هذا المؤتمر "يورط مصر الكبيرة العظيمة لصالح بعض الصغار جدا" وبالتأكيد فإننا لا نقبل لمصر هذه الورطة، وهي التي بثوابتها الوطنية والقومية، كانت وما زالت وستبقى إلى جانب فلسطين وشعبها، بممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية.. ولمصر العزيزة نقول ما قاله المتنبي لسيف الدولة الحمداني "أعيذها نظرات منك صادقة / أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم"