"قوالب الجفت" في عرابة.. صناعة فلسطينية حديثة
رنا خلوف
صناعة فلسطينية حديثة تعتمد على الاستفادة من مخلفات شجر وثمار الزيتون، بدلا من رميها وتركها تلوث البيئة بإعادة تصنيعها على شكل قوالب تسمى "قوالب الجفت".
هناك في بلدة عرابة جنوب غرب جنين، شمال الضفة الغربية، يقيم عبد العزيز عارضة مصنعا يسميه مصنع النزَازة، لعصر زيت الزيتون، واعادة تصنيع مخلفات الثمار والشجر، اضافة الى صناعة الفحم بشكل جديد.
ويوضح صاحب المصنع لـ"وفا"، كيف بدأ بجهده الذاتي قبل حوالي سنتين، بإقامة المصنع والتفكير بطريقة مضمونة لتصنيع قوالب الجفت، مشيرا الى استخدام آلات مصنعة محليا، إذ تم استخدام اكثر من آلة حتى تم الوصول إلى الشكل المطلوب، ليطرح هذا العام في السوق.
شكل القوالب يشبه نظام البلوكات بحجم 17سم في 10، وسمك 7سم مع وجود حوالي 20 فتحة للتهوية، بحيث يبقى ثابتا عند احتراقه حتى وصوله الى الرماد، على خلاف بعض تجارب المصانع التي استخدمت الطريقة التركية والإسبانية في صناعته على شكل أسطوانة تذوب عند الاحتراق ولا يمكن اشعالها دون حطب.
وعن تصنيع قوالب الجفت، اوضح العارضة انه يستخدم ما ينتج من مخلفات بعد عصر ثمار الزيتون، من مادة الجفت اضافة الى السائل الذي ينتج من العصر الذي يسمى" الزيبار"، وتضاف اليه اغصان شجر الزيتون، التي تخرج من تقليم الشجر بعد انتهاء موسم القطف، وهذا يشكل مصدرا للحفاظ على البيئة بالتخلص من الزيبار الذي يلوث المياه الجوفية، اضافة الى الاستفادة من اغصان الاشجار.
"ما يميز قوالب الجفت هو استخدامها للتدفئة بحيث تعطي حرارة اعلى من حرارة الحطب، بشعلة طولها 30 سم، اضافة الى استمراره مدة ساعة ونصف عند اشعاله، كما يمكن استخدامه لأفران الخبز وطهي الطعام باستخدام "الزرب" المدفون في الارض، كونه يحتوي على مواد طبيعية نظيفة"، قال العارضة.
وبين العارضة ان الإنتاج يطرح هذا العام لأول مرة في السوق وهو الاول من نوعه، وان هذا المشروع هو مدخل جديد للمزارع، حيث ان اجرة العصر تكون بنسبة 4% بدلا من 7% مقابل استملاك الجفت، عدا عن مساعدته في التخلص من الاغصان وبيعها للمصنع بدلا من حرقها وتلويث البيئة، مشيرا انه يقوم ايضا بشراء الجفت من معاصر اخرى في محافظات سلفيت وطولكرم.
ويردف العارضة، ان المصنع ليس لقوالب الجفت فقط، بل ولإنتاج زيت الزيتون ووضعه في عبوات تصلح للتصدير، اضافة الى صناعة الفحم بجلب بقايا الفحم الناتج من مراكز التفحيم والعمل على طحنها واعادة تصنيعها بأشكال جديدة، منها المربع ومنها الاسطواني ومنها بمقاس قالب الجفت التي تبقى 5 ساعات مشتعلة.
ويبين انه قام بعمل علامة تجارية باسم "النزَازة" مسجلة لدى وزارة الاقتصاد الوطني ليبدأ بالتسويق ويرتب آلية التصدير للخارج، مع وجود مركز للتسويق في محافظة الخليل، اضافة الى الحصول على وكالات في المملكة العربية السعودية والمشاركة في شهر 11 المقبل في معرض "فوكس فود" في المملكة.
ويتابع العارضة، إن هذا المشروع "مهم جدا في الحفاظ على البيئة، اضافة الى خلق فرص عمل لم تكن موجودة من قبل، كونه يعمل على مدار الساعة وبحاجة إلى أيادٍ عاملة لعمليات التصنيع والتعبئة والتغليف"، مشيرا إلى أنه سيكون هناك تشغيل لطلاب الجامعات بنظام الساعة.
وختم العارضة قوله ان هذا المشروع هو عبارة عن نواة مشروع ضخم بحاجة للتطوير، للمساهمة في فتح خطوط انتاج جديدة ومهمة كمصدر دخل، خاصة أن انتاج فلسطين من الجفت يساوي من 40 الى 50 ألف طن سنويا، والآلات المستخدمة هي آلات بسيطة لا تعادل كمية الإنتاج السنوي، بحيث تنتج طنا واحدا فقط في الساعة، كما ان مخلفات الاغصان التي تفرم يمكن استخدامها كعلف للحيوانات بخلطها بمواد جديدة اذا وجد من يتبنى هذه الفكرة.