فتح التي تستحق الوفاء
كتب حسن سليم
قد يعتقد البعض، مخطئين، سواء من داخل حركة فتح، او من خارجها، ان ما تمر به الحركة هو شأن داخلي، لا علاقة للغير به.
لكن الحقيقة ان امر فتح، ليش شأنا داخليا، بل هو أمر فلسطيني وطني عام، فهي حركة التحرر الوطني التي ينضوي تحت لوائها كل الاحرار الطامحين للحرية والاستقلال، غير المشروط سوى بمحبتهم لفلسطين وولائهم لترابها.
ولهذا فإن استهداف حركة فتح، ومشروعها الوطني، هو استهداف للحركة الوطنية برمتها، وغبي من يعتقد ان الاستهداف سيطالها لوحدها – ان نجح - حيث لا بقاء ولا حياة لاعضاء الجسد ان تم النيل من رأسه، وما تجربة غزة، التي تخلى فيها الجميع عن حركة فتح وعن السلطة، ظنا منهم انهم خارج الاستهداف، وما لبثوا ان دفعوا الثمن ولا زالوا، الا دليلا على ان النيل من الرأس لا يبقي للاعضاء حياة.
ان المسؤولية اليوم لا تستثني ايا من مكونات الحركة الوطنية بالدفاع عن وحدة فتح، ووحدة نسيجها الوطني غير المشوب بالعيب او بالعوار السياسي والوطني والاخلاقي، بل ان الدفاع عنها فرض عين، وهي الحامية للمشروع الوطني، وصاحبة حلم الدولة، الذي تنتظر اسرائيل ومن يسير في ركبها هدمه.
نعم صحيح، ان حركة فتح، اليوم، تواجه صعوبات شتى، وهي تواجه هذه الهجمة الشرسة التي ترعاها بعض دويلات، وتوفر لها الامكانات المادية، على امل ان تحقق اهدافا سعى من قبلهم لتحقيقها من كانوا يسمون انفسهم " قادة الممانعة" او" قادة المقاومة"، والتي كشف التاريخ انهم ليسوا من هذا الصنف ولا ذاك، لكن الثابت لها وعلى مر تاريخ الحركة الوطنية، انها ومعها شركاؤها الوطنيون، استطاعت مواجهة اصحاب مشاريع الشرذمة والتفتيت والانشقاقات التي ما لبثت ان اكلتها ديدان مزابل التاريخ، قد غدوا اثرا بعد عين، وبقيت فتح.
ان حركة فتح، التي تشكل الضمانة لتحقيق تطلعات شعبنا بالحرية والاستقلال، ومعها كل الشرفاء من ابناء الحركة الوطنية، لتستحق اليوم حماية والتفاف شعبي حول رايتها، وتسييجها بالوفاء الذي يتناسب وما قدمت من تضحيات وثبات على الموقف، وهي تواجه المشاريع المشبوهة، كما واجهتها سابقا، وانتصرت عليها، رغم كل المنعطفات التي مرت بها، وابت ان تحيد عن استقلالية قرارها، الذي يمثل القرار الوطني المستقل.