في غزة .. مبدعون على الرصيف
زكريا المدهون
لم يجد الفنان التشكيلي ناجي نصر سوى جدران حديقة الجندي المجهول وسط مدينة غزة، لعرض وتسويق لوحاته الفنية بعدما سدت في وجهه أبواب "العالمية" التي يحلم بها.
جلس الأربعيني على كرسي بلاستيكي أسفل مظلة حمراء تقيه أشعة الشمس، يضع اللمسات الأخيرة للوحة فنية لمدينة القدس وقبة الصخرة بواسطة "قلم كاوي".
"هنا نص البلد" يقول الفنان نصر من حي الشيخ رضوان شرق مدينة غزة وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة.
بدأ نصر مشواره الفني رساما عاديا الى أن تم اكتشاف موهبته بالرسم بواسطة الكي على لوحات خشبية، إلى أن وصل عدد لوحاته حوالي 700 لوحة تجسد شخصيات فلسطينية وعالمية وصور تراثية.
وقال نصر لـ"وفا":"رسمت أبو عمار وأبو جهاد وأحمد ياسين وجيفارا والقدس والمسجد الأقصى وكل مدن فلسطين بتراثها وعاداتها وتقاليدها".
وأضاف أن الحصار الاسرائيلي وإغلاق المعابر حال دون مشاركته في العديد من المعارض العربية والدولية... لكن بعض لوحاته بيعت بالخارج عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.
وتفرض اسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة منذ عشر سنوات، أدى الى ارتفاع نسب الفقر والبطالة لمعدلات مرتفعة.
كما شنت ثلاثة حروب أدت الى استشهاد وجرح آلاف الفلسطينيين، ودمرت أيضا آلاف المنازل والوحدات السكنية والمنشآت الاقتصادية.
ويعتبر الرسم بالحرق على الخشب كما أوضح نصر، من "الفنون التراثية"، مشيرا الى أنه يستخدم كاويا يعمل على الكهرباء لحرق الأشكال التي يقوم برسمها بالبداية بواسطة قلم رصاص.
وبيّن أن اللوحة الفنية الواحدة قد تستغرق ما بين ساعتين ويومين وربما اسبوعين وذلك حسب حجمها الذي يتراوح ما بين 120سم و2م.
وعن كيفية اختياره للوحاته، قال نصر:"أقوم بالبحث عن الصور عن "النت" وعندما تعجبني أطبعها ومن ثم أرسمها بقلم رصاص على لوحة خشبية جهزتها مسبقا عند النجار، وبعد ذلك أقوم بحرقها بواسطة المكوى".
وأشار إلى أن أعماله تلقى إقبالا من قبل شرائح المجتمع، لكن الظروف الاقتصادية تحول دون إقبال الكثير على شرائها، لافتا الى مشاركته بالعديد من المعارض الخاصة والمحلية.
ويتمنى نصر أن تصل أعماله الفنية الى العالمية لأن كل ما يقوم به هو جهد شخصي، منوها إلى أنه يبدأ الرسم في ساحة الجندي المجهول من الساعة الحادية عشرة صباحا حتى السابعة مساء.
وأضاف أن يجهز حاليا محلا لبيع لوحاته الفنية في نفس المكان.