"سقط القناع عن القناع"
مرة اخرى، وهذه المرة بصلافة شديدة، وبلغة الخديعة والتسريبات المدروسة، يفضح وزير الجيش الاسرائيلي افيغدور ليبرمان في مقابلته مع صحيفة القدس، "الطابق" كله كما يقول المثل الشعبي عندنا، يكشف ودون تلعثم، ودون اية حسابات دبلوماسية، ومن اي نوع كانت، ان معضلة اسرائيل الكبرى اليوم هي الرئيس ابو مازن، فيحرض انطلاقا من اساسيات مخططاته التدميرية، على الرئيس لا بالقول انه غير المعني بالسلام فحسب، وهذه بالمناسبة اسطوانة مشروخة لم تعد قابلة للترويج، وانما ايضا بافتراء جديد، ان الرئيس ابو مازن غير معني بالشؤون الداخلية الفلسطينية (...!! ) التنموية وغيرها، والأكثر سخرية ان مشكلة الفلسطينيين حسب "ليبرمان" هي مع الفساد لا مع الاحتلال ....!! هذا ما تريده اسرائيل اليمين المتطرف ان تحرف بوصلة النضال الوطني، تجاه فرية "الفساد" وهي تنفخ في صورته ليبدو وحده المعضلة الكبرى، لا الاحتلال البغيض، من اجل تأبيد هذا الاحتلال ..!! ولا بد هنا من رؤية واقعية ملزمة، كيف لفساد ان يبني كل هذا البناء الذي جرى وما زال يجري في كل مكان من اراضي السلطة الوطنية ..؟؟ اي فساد هذا الذي يعلي البنايات والمؤسسات والمشافي والمدارس، ويشق الطرق ويحرث الحقول ..!! أي فساد ولفلسطين أفضل معلمة في العالم وأفضل مدرسة، ليست هذه بأسئلة لكنها كلمات الرؤية الواقعية تقول في المحصلة ان البناء سيكون اعلى واجمل واجدى اذا ما رحل الاحتلال عن ارض فلسطين الدولة ولا بد ان يرحل، فهو بلا جدال المعضلة الكبرى.
ولأن الحراك السياسي للرئيس ابو مازن، قض مضاجع ليبرمان وجماعته من اليمين الاسرائيلي المتطرف، في زياراته العربية والدولية، الحراك الذي قاد الى انتزاع مقعد لفلسطين الدولة، في الامم المتحدة، ورفع علما لها يرفرف هناك راية تحد للاقصاء ، الحراك الذي بات يفتح ملفات القضية الفلسطينية كلها، من جريرة وعد بلفور،الى مختلف جرائم الاحتلال قدما الى الجنايات الدولية، هذا الحراك هو الذي دفع بوزير الجيش الاسرائيلي ليبرمان الى فضح طابق التحريض كله، دون تردد، نتيجة ما يتوهم ان بامكان هذا التحريض ان يحقق اهدافه الاحتلالية، واكثر ما تم فضحه في هذا الاطار ان مفردات التحريض، وكلماته، وفبركاته، وتسريباته المدروسة بعناية دوائر الامن والمخابرات، هي ذاتها تماما التي تستخدمها المواقع الالكترونية للمفصول من حركة فتح، الملاحق من قبل هيئات فلسطين القضائية "محمد دحلان" وكأنها على تواصل وتنسيق مباشر مع ليبرمان تحديدا، ولابأس ان نذكر هنا بما كتبه يوسي بيلن وزير القضاء في حكومة ايهود باراك الاسبق ، في كتابه الجديد والذي سجل فيه محادثاته مع عدد من المسؤولين الفلسطينيين بعد اجتماعات "كامب ديفيد"، الكتاب الذي كشف فيه ان "دحلان" ومعه "محمد رشيد" طلبا اجتماعا معه بشكل عاجل وملح ومنفرد، واعتقد "بيلن" ان الاجتماع سيتناول بعض ما جاء في محادثات كامب ديفيد، لكن المفاجأة كانت كما يكتب "بيلن" ان "دحلان" جاء ليتوسط لاطلاق سراح "أرييه درعي" من السجن والذي كان موقوفا بتهم فساد في اسرائيل، على اعتبار ان درعي وفقا "لدحلان" من ضرورات السلام(.....!!!) ويسجل بلين انه لم يفكر ابدا بالاستجابة لطلب "دحلان" واما المفأجاة الكبرى كما يقول "بلين" في كتابه كان في اعتبار " دحلان" أن ليبرمان رجل سلام ...!!! لكم ان تراجعو كتاب يوسي بيلن، ولكم ان تقرأوا ما تردده مواقع "دحلان" الالكترونية من كلمات ليبرمان ومفرداته في التحريض على الرئيس ابو مازن،، لتتأكدوا من علاقة التابع والمتبوع ...!!
هذه المواقع نقلت مقابلة وزير الجيش الاسرئيلي مع صحيفة القدس، بعناوين اضافية ، ابرزت استعداد اسرائيل للمساهمة في اعمار غزة(...!!) وهي التي دمرتها بطائراتها الحربية وقصفها المدفعي، ثم جاءت هذه العناوين، بما يريد "ليبرمان " عباس مهتم بإرثه ومصالحه وعائلته " هل ثمة شك بعد كل هذا التطابق، ان مخططات اليمين الاسرائيلي التدميرية ضد المشروع الوطني الفلسطيني، وضد الرئيس ابو مازن، هي التي تغذي هذه المواقع ..!! وأي مأخذ هذا على الرئيس ابو مازن ان يهتم بإرثه، وهو ارث النضال الوطني، وارث البناء والتأسيس، ارث المقاومة الحقة، التي جعلت ليبرمان يصف الرئيس ابو مازن بالارهابي الدبلوماسي، انه ارث الفخر والعز والكرامة، وتاريخ المجد في ابهى حكاياته، واين هي الخطيئة ان يهتم الرئيس ابو مازن بأهله وعائلته، وفي قيمنا الاخلاقية والدينية وفي ارثنا الشعبي، ان من لاخير له في اهله، لا خير له في اي احد اخر، ولا مصالح للرئيس ابو مازن غير مصالح ابناء شعبه، الذين هم عائلته الكبيرة التي يهتم بمصالحها وحياتها، ان تكون مثمرة بالعدل والنزاهة والحكم والرشيد، لا مصالح عند الرئيس غير مصالح الوطن، ان يكون حرا سيدا، في دولة حرة سيدة، ولا أمن للرئيس ابو مازن ابقاه، ويبقيه قامة عالية للشرعية الوطنية والنضالية والدستورية، غير امن شعبه المقاوم بالثبات والصمود والتحدي، وباعمال البناء التي تتزايد يوما بعد يوم.
وحقا سقط القناع عن القناع " خوارج " اطاعوا اسرائيلهم... خوارج وضاعوا.
كلمة الحياة الجديدة - رئيس التحرير