ليبرمان... ثامن المستحيلات أو اغتيال أبو مازن
كتب: موفق مطر- عندما يهبط نظام الدولة السياسي الى مستوى قاع العنصرية، فمن المتوقع سماع اصوات رصاص الاغتيال السياسي والمادي، وجلبة المستخدمين الآمنين الذين يتم تفجيرهم كألغام موقوتة عند المنعطفات المهمة.
بالأمس القريب قررت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح عقد مؤتمرها العام السابع قبل نهاية هذا العام وربما قبل نهاية شهر تشرين الثاني، باعتباره قاعدة انطلاق لاستنهاض الحالة الوطنية الفلسطينية، ففتح العمود الفقري لحركة التحرر الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية واستنهاضها بمؤتمر يخرج ببرنامج سياسي، واستراتيجية واضحة المعالم لمقاومة المشروع الصهيوني الاحتلالي الاستيطاني، وفتح آفاق جديدة للعمل الوطني برؤية مستخلصة من ايجابيات وسلبيات المرحلة الماضية، وتحقيق هدف قيام دولة فلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية، بعد تحقيق جلاء الاحتلال عن أراضيها المحتلة منذ الخامس من حزيران في العام 1967، هذا الاستنهاض يعني اعادة صقل وبلورة الهوية الوطنية الفلسطينية، الحضارية التحررية التقدمية، وتشكيل تاج الأهداف الفلسطينية الوطنية بجواهر الانجازات السياسية والاقتصادية والثقافية والقانونية، وعلى رأس كل ذلك انجازات المقاومة الشعبية السلمية في ابعادها الثلاثة الوطني والدولي والمجتمع الاسرائيلي.. لذا من البديهي جدا التقاء المعنيين بصرع المشروع الوطني ولمرة أخيرة وللأبد قبل حلول موسم تدفيع دولة الاحتلال ثمن جرائمها، وقبل انقلاب قواعد الصراع على رأسها، وتحديدا وبدءا من الزاوية التي اخذتها لشرعنة انشاء كيانها اي زاوية القانون الدولي، حيث استطاع الرئيس ابو مازن بصبره واخلاصه وحكمته وواقعيته دفع دولة الاحتلال الى الوراء واجبارها على الانكشاف للعالم كدولة متمردة على القانون الدولي وقيم الانسانية ومواثيقها وقراراتها، وتنصيب فلسطين في مكانها الطبيعي في هذه الزاوية الأهم من العالم، فيكون بذلك كمن ناضل فتقدم بمشروعه الوطني، حيث تراجع الاحتلال او انكسر وبدأ برفع ركائز مشروعية قانونية اممية، مستمدة من مشروعية الحق التاريخي والطبيعي في الوطن فلسطين.
يجب ملاحظة ارتفاع وتيرة وحمأة الثالوث المعني باجهاض المشروع الوطني فالمسؤولون في حماس، والمستخدمون أمنيا (الدحلانيون) يشكلان قاعدتين مطواعين للمكلف من حكومة اليمين المتطرف افيغدور ليبرمان بقيادة هذا الثالوث بما يحقق مصالح دولة الاحتلال بكسر ظهر فتح لمنع استنهاض حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، وادخال الشعب الفلسطيني في البحث عن ذاته الوطنية في ظل اعصار من التناقضات والصراعات الداخلية، وسلب الجماهير الفلسطينية اي ثقة بالمستقبل، وتوجيهها نحو حتمية أن الخلاص الفردي والمعيشي لا يمكن ان يكون الا اسرائيل التي توفر الرفاهية والحلول الاقتصادية!
كان لا بد من خطاب ليبرماني يعبر عن قبح المفاهيم العنصرية الناظمة لتوجهات حكومة نتنياهو وتهديداتها للشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية، والبدء باظهار صور الشخصيات المحلية المحبذة لديه رغم علمه وادراكه أنها خارجة على الصف الوطني الفلسطيني، ولا مكانة لها الا بما ملكت من مال سياسي، فهي بميزان المشروعية النضالية والكفاحية والشعبية فقيرة الى حد العدم.
يدرك ليبرمان ذلك لكنه يغامر باحراق اوراقه المعلومة والسرية لأنه يتلهف لانتصار على حركة التحرر الوطنية الفلسطينية وعقلها المدبر وقائدها ورئيسها محمود عباس الذي وضعه ووضع دولته في دائرة الاتهام، لأول مرة في تاريخ الصراع.
ليبرمان يوجه مستخدميه الدحلانيين والحمساويين الحمقى للتغطية على جرائم جيشه وليتمكن من الهروب والتسلل من الحصار الدولي المتعاظم عليه، ويستخدمهم كقنابل موقوتة يفجرها على درب المؤتمر السابع، وكأنه لا يعلم أن سبعة عقود تقريبا من عمر دولته لم تستطع القضاء على ارادة التحرر لدى هذا الشعب فكيف وقد اصبح لديه منذ اكثر من خمسين عاما حركة تحرر وقيادة مخلصة ومنظمة تمثله وتصون هويته الوطنية السياسية فهذا يعني ان على ليبرمان الاتيان بثامن المستحيلات حتى يتمكن من القضاء على حركة فتح، حركة الشعب الفلسطيني.
قد يكون امام مستخدمي ليبرمان اللجوء مباشرة الى استخدام الاغتيال المادي للرئيس ابو مازن، لأن عملية الاغتيال السياسي لن تنفع رغم مساعيهم لتكرارها مرة وثانية بعد نجاحهم فيها قبل اغتيال الرئيس عرفات ماديا، فأبو مازن رسول سلام هذا العصر، لا يستمد شرعية من احد الا من الذي منحه اياها وهو الشعب الفلسطيني، شرعية مؤسسة على شرعية كفاحية، بدأت مع ولادة الخلية الأولى لحركة التحرر الوطنية، يوم كان (المستخدمون الحمساويون والدحلانيون) يمصون اصابعهم!.. لكن هل فكر قادة هذا (الثالوث الشيطاني) ان تهديداتهم لهذا القائد التاريخي الذي قال: "عمري ثمانون عاما ولا اريد انهاء حياتي بخيانة" لن تنفع؟ فان كان الأنبياء غير محصنين من الموت، الا ان رسالاتهم تبقى خالدة مهما بلغت وجرائم المستخدمين واسيادهم الليبرمانيين، فهنا في فلسطين، هنا في حركة فتح، اذا عاش القائد فانه يعيش من اجل فلسطين، وان مات فانه سيحيا فيها.