"الجهاد الدبلوماسي" اختراع إسرائيلي جديد لتشويه الدبلوماسية الفلسطينية
رام الله- وفا- بلال غيث كسواني- الجهاد الدبلوماسي مصطلح إسرائيلي جديد أطلقه سفير دولة الاحتلال في "اليونسكو" على النضال الدبلوماسي الفلسطيني في المنظمات الدولية.
ويأتي إطلاق هذا المصطلح بعد أن أطلقت دولة الاحتلال على مساعي شعبنا للدخول في المنظمات الدولية مصطلح الإرهاب الدبلوماسي، عندما دعت القيادة لخروج المستوطنين المحتلين من الضفة الغربية، زعم الاحتلال أن ذلك نوع من التطهير العنصري.
وتعمقت وكالة "وفا" في البحث في الهدف من تلك المصطلحات، ولماذا يطلقها الاحتلال؟ حيث أكد المحلل السياسي والمحاضر في جامعة القدس د. عبد المجيد سويلم، أن الفلسطينيين نجحوا في تحقيق انتصارات تاريخية أذهلت إسرائيل.
وقال: تسعى سلطات الاحتلال من إطلاق مثل هذه المصطلحات لوضع حد للنضال الدبلوماسي الفلسطيني، الذي يحاصر سياستها ويسقط روايتها، ويحاصر كل الوسائل التي كانت تستخدمها للتأثير على وعي العالم ومؤسساته.
وأضاف سويلم، لم يعد لدى إسرائيل الكثير من الوسائل الفعالة غير التزييف والتلفيف وتلفيق التهم وهذا انحطاط في مستوى الخطاب، بتشبيه النضال الدبلوماسي التحرري الفلسطيني بالإرهابيين في "داعش" وغيرها، وذلك لإدراكهم أنهم وصلوا إلى مرحلة الإفلاس الدبلوماسي والسياسي أمام شعب تحرري من أعرق شعوب الأرض.
تعبير عن إفلاس سياسي:
وأوضح سويلم أن كل ما تستخدمه وتبتكره إسرائيل من مصطلحات هو إفلاس سياسي، والشعب الفلسطيني سيواصل معركته الدبلوماسية رغم كل هذه التفاهات الإسرائيلية، والمجتمع الدولي يعي ما يفعل الفلسطينيون ويقف معهم، ولو لم يكن النضال الوطني تحرريا لما دعمه العالم، وآخره اليوم في اليونسكو بصدور مزيد من القرارات الداعمة لحقوق شعبنا في القدس المحتلة خاصة، وفي فلسطين عامة.
ولفت سويلم، إلى أن إسرائيل تسعى لربط ما تقوم به القيادة الفلسطينية من إنجازات كبيرة لمحاصرة السياسة الإسرائيلية دوليا ونزع الشرعية عن الاحتلال ومنظوماته وممارسته، وتعريض كل الفكرة الصهيونية حول حقوق الشعب الفلسطيني هي معركة مفتوحة مع الاحتلال، وهم يدركون أننا كسبنا الرأي العام العالمي لذلك يتوجهون إليه.
من جانبه، قال استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت د. أحمد جميل عزم، أنه في مؤتمرات إسرائيلية سابقة عقدت خلال العام السابق وتحديدا عقب توكيل وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية لمواجهة الجهد الدبلوماسي والمقاطعة وغيرها جرى الحديث صراحة عن ضرورة ربط الجهود السلمية الدبلوماسية الفلسطينية مع الإرهاب، وهذا الربط يندرج في إطار خطة إسرائيل لتصوير ما يقوم به الفلسطينيون تحت اسم إرهاب.
فشل إسرائيلي:
وقال د. عزم، إن الاحتلال فشل في إقناع العالم أن الدبلوماسية الفلسطينية إرهاب فلجأ لاستخدام كلمة جهاد للعلب على وتر الدين في الدبلوماسية وفي الدعاية الإسرائيلية لخلق تحالف مسيحي يهودي ضد ما يزعمون أنه "الجهاد الدبلوماسي الفلسطيني"، فالإسرائيليون لديهم بنك أهداف ويعدون خطط لمواجهة الجهد الفلسطيني، ووزارة الشؤون الإسرائيلية الاستراتيجية وضعت دليل عمل ويستخدمون عدة لغات وعدة مصطلحات وآخرها ما ظهر على لسان سفير إسرائيل باليونسكو، الذي أسمى النضال الفلسطيني بالجهاد لربط الدبلوماسية بالدين وبالإرهاب الذي تنفذه حركات متطرفة مثل داعش وغيرها.
استخدام مصطلحات جديدة:
وقال د.عزم إن كلمة إرهاب دبلوماسي لم تلق الصدى الذي يريده الإسرائيليون في العالم، وفشلوا في تسويقها فلجأوا لاستخدام مصطلحات جديدة آخرها مصطلح جهاد دبلوماسي، لمخاطبة المشاعر الدينية للرأي العام الغربي فيما يتعلق بموضوع الدين المسيحي، وهذه المحاولات ستفشل لان استغلال الدين في الترويج لإسرائيل فشل.
وأوضح أنه لدى الإسرائيليين بنك أهداف أعلن عبر وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، وأنه يمكن للفلسطينيين أن يتوجهوا للعمل إليها في مجال مقاطعة إسرائيل أو في مجال الدبلوماسية، ويجري إعداد خطط مسبقة لمواجهة الجهد الفلسطيني، لذا علينا تمتين وتفعيل وحدات الدبلوماسية الشعبية في وزارة الخارجية، وأن يتم تفعيل الاتحادات الشعبية الفلسطينية مثل تكوين شبكة من الأكاديميين الفلسطينيين حول العالم للرد على هذه الطروحات، ويتحولون إلى ناطقين رسمين للدفاع عن فلسطين، وتفعيل اتحادات الطلاب حول العالم وزيادة عمل الدبلوماسية الفلسطينية، والاستعداد لحملات إسرائيلية جديدة تستهدف الدبلوماسية الفلسطينية من اجل وضع خطط للتصدي لها.
من جانبه، كتب الصحفي المختص في الشأن الإسرائيلي محمد أبو علان على مدونته الخاصة تعليقا مفاده بأن الاحتلال الإسرائيلي يسعى عمدا لربط النضال الفلسطيني الدبلوماسي في المحافل الدولية بالإرهاب، وأطلق في هذا السياق مصطلح "الجهاد الدبلوماسي للفلسطينيين" في محاولة لربط الجهد الدبلوماسي الفلسطيني المتنامي والمتطور بما تقوم به المنظمات الإرهابية في الشرق الاوسط والعالم تحت اسم "الجهاد أيضا".
من جانبه، قال المحلل السياسي المختص في الشؤون الإسرائيلية أحمد رفيق عوض، إن المدفعية الإعلامية الإسرائيلية سعت لإكمال الحصار السياسي والدبلوماسي على قيادتنا وشعبنا ووضع حد للجهد الدبلوماسي الفلسطيني.
وأضاف: كلمة جهاد في الغرب لها مدلول سيئ والهدف منها تشويه الموقف الفلسطيني والجهد الدبلوماسي الفلسطيني وللقرارات منظمة "اليونسكو"، موضحا أن المنظمة الدولية نفسها لم تسلم من هذا التشويه عندما قالت حكومة نتنياهو: إنها تقوم بعمل لا سامي وتحاول نزع الشرعية عن إسرائيل.
أهمية الدبلوماسية الناعمة:
وتابع عوض: إن المطلوب من أجل وضع حد لهذا الهجوم الاستمرار في التوجه للعالم بالطريقة الدبلوماسية الناعمة، فذهابنا لتدوير قضيتنا يتطلب روافع إعلامية وثقافية وسياسية وحشد أكبر كم ممكن من الأصدقاء، وبذل المزيد من الجهود الدبلوماسية والإعلامية والسياسية، ومحاولة تعرية الموقف الإسرائيلي بكل الطرق الممكنة.
وأضاف: إن النضال الدبلوماسي الفلسطيني سيتواصل ولن ينجح الإسرائيليون في تشويه التحرك الدبلوماسي الفلسطيني، إذ لم تعد إسرائيل البقرة المقدسة للعالم بل هي دولة مخزية تنفذ الاحتلال الأبشع بالعالم في فلسطين، فإسرائيل تحتكر مستقبل شعبنا وتواصل احتلالها والعالم لم يعد يستطيع تحمل جرائم إسرائيل بحق شعبنا الفلسطيني.