فتح.. سباق المركزية مع النبت السام!!
كتب موفق مطر
* يدرك المناضلون في الحركات الوطنية أن القصب الأجوف لا يصلح كركائز واعمدة للبناء حتى وان اتخذها البعض لانشاء عرائش ومظلات مؤقتة، لتفادي وهج شمس الحقائق الساطعة.
* تحتاج الحركة الوطنية لرجال ثورة وفي المراحل الاولى ودولة قبل الوصول للهدف الوطني قبل التفكير برفع الأعمدة والقواعد الإسمنتية للمؤسسات أو التخطيط لتزيينها بالديكورات والأثاث والكمبيوترات والسكرتيرات، فالمستترون بعرائش الشعارات الشعبوية لا يملكون اكثر من افكار الزينة هذه، ظنا ان الناس البسطاء تأخذهم بهرجة الشكل كما تقودهم كهرباء الكلام!.
* المناضلون المؤمنون بالحرية والسلام يصنعون بسجلات كفاحهم زمانا لشعوبهم، يتقدمون، لا يتراجعون أبدا، فالتقدم لازمة حتمية لاثبات الحقائق التاريخية، واعادة صياغتها لادخالها بوابة مستقبل الهوية الوطنية بعد تمريرها من بوابة الثقافة الكفاحية.
* حملت فتح منذ انطلاقتها كحركة تحرر وطنية مسؤولية صياغة الهوية الوطنية السياسية للشعب الفلسطيني واستنهاضها في مواجهة المشروع الصهيوني الذي كان ومازال خطرا وجوديا على شعبنا، ما يعني ان استنهاض المشروع الوطني أمر مصيري للشعب الفلسطيني لا خيار غيره الا الاستنهاض..لأن التراجع او مجرد الاحساس في الاحباط او الاصغاء لاصوات اليأس يعني انتحارا اراديا حتى لو لم يكن باليد.
تنجح حركة التحرر في تحقيق اهدافها الوطنية ان اجتثت ظاهرة الولاء الشخصي، واي مظهر للانتماء اللاوطني منذ اللحظة الاولى لظهور هذا النبت السام، فهذا مع العوامل الخارجية والبيئة التي تخلقها المتغيرات تصبح ذات جذور تعمقها الأنا في تربة الباحثين عن الخلاص الفردي..وهذا ما تفعله حركة فتح الآن كما فعلته في السابق، فالأهم هو ألا نسمح بنمو جذور (الأنا الفئوية) في حركة الكل الوطني.
*المراجعة النقدية سبيل لا بد منه لاعادة رسم منهج وبرامج عمل الحركات النضالية الوطنية، وفي هذا السياق تمضي فتح وترفع شعار ذاهبون الى المؤتمر السابع، لضمان التقاء الافكار المنفتحة على تعزيز المبادئ وتكريسها وتحديد الأهداف المرحلية والاستراتيجية، ونظم آليات النضال المشروع بناء على ما تراكم من انجازات في العقود السابقة وما تغير من قوانين الصراع، وما تم تحقيقه من انتصارات سياسية، وآيات صمود في ميادين المواجهة المباشرة بكل اشكالها وعناوينها.
*هنا يأتي دور الاطار القيادي الأعلى في حسم الجزاء النوعي والسريع حتى لايتمكن المرض من جسد الحركة، وهذا ما فعلته وتفعله اللجنة المركزية لفتح بقيادة الرئيس القائد العام محمود عباس ابو مازن، عندما تسابق قدرة هذا النبت السام على التغلغل والتعلق بموسوعة تاريخ الحركة او باسماء وهامات عظيمة للتسلل الى عواطف ومشاعر الجماهير، فالأولوية في مثل هذه الظروف لسلامة الحركة وامنها ووحدتها وحماية شرعية اطرها.
*حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح لا تحسب الفشل والنجاح أو الربح والخسارة بمعيار مصلحة التنظيم وحسب، بل بمعيار المصلحة الوطنية الفلسطينية، وبمعيار تقدم المشروع الوطني وتثبيت دعائم النظام السياسي ومؤسساته، فهذه الحركة اقسم اعضاؤها لتحرير وطنهم فلسطين وحرية واستقلال شعبهم وتجسيد هدف العودة وقيام دولة فلسطين بعاصمتها القدس، واي قرار فيها حتى لو كان داخليا منبعه هذه الرؤية الدائرية للأمور.
*ما يحدث بين الحين والآخر في حركة التحرر الوطنية ينشط العقل الوطني، ويحث الأعضاء على التأهب واليقظة الذهنية والبدنية، وتدعوهم بعض مظاهر التجنح الى التخلص من شحوم الترهل والاتكالية التي كادت تراكماتها تصيب الحركة بانسداد شرايين، وتحفزهم على اعادة تمهيد دروب العلاقة مع الجماهير، فالفشل يدمر خلايا الشخصية والهوية الوطنية الفلسطينية وتبقي على الشكل هيكلا كالفزاعة وهذا مالا يمكن لمناضل في حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ان يرضاه لحركة تحررالشعب الفلسطيني او يسكت او يغفل عنه، لأن المؤمن بانتمائه الى هذا الشعب وهذه الأرض لا يقبل ان يلوثهما مجرم احتمى يوما او قد يحتمي في صفوفها.