التحويلات الطبية تستنزف 45% من ميزانية وزارة الصحة
أسيل الأخرس
نجحت فلسطين في توطين العلاج الطبي بشكل كبير خلال السنوات الماضية، إلا أن التحويلات الطبية لا تزال تستنزف ما لا يقل عن 45% من ميزانية وزارة الصحة، بحسب مديرة دائرة شــــراء الخدمة أميرة الهندي.
وقالت الهندي في مقابلة مع "وفا"، إن وزارة الصحة عملت على تخفيف تكلفة فاتورة التحويلات للمستشفيات الإسرائيلية من 35 مليون شيقل شهريا إلى حوالي 18 مليون شيقل، بانخفاض وصلت نسبته لحوالي 50% عن السابق، وإن ما نسبته 10% من التحويلات فقط تكون الى أراضي الـ48، ومصر والاردن.
واشارت إلى ارتفاع عدد التحويلات عام 2015، وبلغ 87 ألف تحويلة، فيما سجلت 8 آلاف تحويلة في عام 2000 إلى داخل فلسطين وخارجها، مرجعة الاسباب إلى عدم وجود عدد كبير من المستشفيات الخاصة سابقا، وزيادة الوسائل التشخيصية المتوفرة حاليا، وأن امراض القلب والامراض السرطانية وامراض الرئتين والكلى والسكري في ازدياد عالمي، إضافة إلى افتقار الوزارة الى تخصصات الندرة ونقص بعض الادوية والوسائل التشخيصية اللازمة.
ولفتت الى أن الوزارة تسعى إلى أن تكون التحويلة إجراء خاصا يتم تحديد الاجراء الطبي للمريض المحول، لضبط فاتورة التحويلة.
وبينت أن هناك نوعين من التحويلات، الحالات الطارئة يتم تحويلها بناء على الحالة الطبية مع دراسة البعد الجغرافي واستجابة المستشفى وجودة الخدمة الطبية وفي حال عدم وجود الخدمة الطبية المطلوبة يتم التحويل الى مستشفى تتوفر به الخدمات، اما التحويلات العادية، ينظر الى مستشفيات القدس كأولوية في التحويل تليها الاهلية ثم الخاصة، مؤكدة أن هناك قرارا سياسيا بإعطاء مستشفيات القدس الأولوية في التحويلات الطبية، لتعزيز صمودها.
ولفتت الى أن التقرير الطبي للمريض يعرض على لجان مختصة في المحافظات الشمالية، والجنوبية، إضافة إلى لجنتين فنيتين، هذه اللجان تعقد اسبوعيا، وهي التي توافق أو ترفض منح التحويلات بناء على بروتوكولات محددة، واعتمادا على توفر الخدمة الطبية في مرافق الوزارة من عدمه.
وأوضحت أن 75% من مجمل التحويلات تذهب إلى المطلع، والمقاصد، والنجاح، الاهلي، وسان جون، والعربي التخصصي "كمستشفى وكمركز لجراحة القلب".
وأشارت الهندي إلى أن هذه المستشفيات تراسل الوزارة احيانا لتخفيف أو إيقاف تحويل المرضى إليها بشكل مؤقت، لعدم مقدرتها على استيعاب المزيد، أو بسبب الرفض الأمني من قبل سلطات الاحتلال، أو لأسباب صحية تتعلق بالمريض نفسه، فتقوم دائرة شراء الخدمة بتوجيه تحويلات المرضى إلى المستشفيات الأهلية في الضفة، ثم الخاصة.
وأوضحت أن النصف الأول من العام الجاري شهد ارتفاعا بنسبة 11% في عدد التحويلات إلى مستشفيات القدس، وذلك مقارنة مع النصف الأول من عام 2015، حيث كان عدد التحويلات في ذلك العام 18893 تحويلة طبية. مشيرة الى ان مستشفى المقاصد الخيرية هي الثانية من ناحية عدد التحويلات وتكلفتها، حيث يتميز بالخبرة وتوفر كافة التخصصات.
ونوهت إلى أن عدد التحويلات إلى مستشفيات الضفة الغربية ارتفع في النصف الأول من العام الجاري بنسبة 7%، مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي، وقد كان عدد التحويلات حينها 16544 تحويلة.
وعن التحويل الى مستشفى النجاح، قالت الهندي، إن مستشفى النجاح الجامعي، يضم أطباء من تخصصات الندرة غير الموجودة في بقية المستشفيات الأهلية والخاصة في الضفة الغربية، مثل أمراض الدم، وعلاج الأورام، وزراعة النخاع، لذلك تقوم الوزارة بالتحويل إليه، تجنبا للتحويل للمستشفيات الإسرائيلية.
وأضافت أن تاريخ التعاون بين مستشفى النجاح يرجع الى الاتفاقية التي وقعها وزير الصحة السابق هاني عابدين، عام 2012 مع مستشفى النجاح، بتحويل مرضى غسيل الكلى من نابلس إلى مستشفى النجاح، مشيرة إلى أنه بناء على الاتفاقية تشتري وزارة الصحة الخدمة من مستشفى النجاح بسعر التكلفة.
وأكدت أنه لم يتم التعديل على الاتفاقية، أو أسعار الخدمة التي تشتريها الوزارة منذ ذلك الحين، وقد جرى إصدار 1191 تحويلة طبية لغسيل الكلى بناء على هذه الاتفاقية، في النصف الأول من العام الجاري.
وأوضحت الهندي أن التحويل لمستشفى النجاح لا يؤثر على عمل المستشفيات الأخرى في الضفة الغربية، فـالخدمات الطبية التي توفرها غير موجودة أصلا في بقية المستشفيات الفلسطينية، خاصة في مجال الاورام وزراعة النخاع ، عدا مستشفى المطلع في القدس.
وكانت وزارة الصحة اصدرت تقرير حول إحصائيات التحويلات الطبية (شراء الخدمة)، واستراتيجيتها في إصدار التحويلات للمرضى الفلسطينيين، وتحديد الجهة المحول إليها.
وأوضحت إحصائيات الوزارة، أن مستشفيات القدس تتربع في أعلى سلم أولويات التحويل، تليها المستشفيات الأهلية في الضفة الغربية، ثم المستشفيات الخاصة".
واستقبلت مستشفيات القدس في النصف الأول من العام الجاري 20879 تحويلة طبية لمرضى من الضفة الغربية، وقطاع غزة، وهو ما يفوق عدد التحويلات الطبية لجميع المستشفيات الأهلية والخاصة في الضفة الغربية، والتي بلغ عددها 17647 تحويلة وذلك في الفترة الزمنية ذاتها.
وأوضحت إحصائيات الوزارة أنه جرى تحويل 7345 مريضا من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى مستشفى المقاصد في النصف الأول من العام الجاري، فيما تم تحويل 10525 مريضا إلى مستشفى المطلع، ويفوق مجموع هذه التحويلات، ما يتم تحويله للمستشفيات الأهلية، والخاصة في الضفة الغربية، والبالغ عددها 17 مستشفى.
وتحدث تقرير وزارة الصحة أنه جرى إصدار 17647 تحويلة للمستشفيات الأهلية والخاصة في الضفة الغربية، منها 2663 للمستشفى الأهلي في مدينة الخليل، و1405 تحويلات للجمعية العربية في بيت لحم، و1355 تحويلة للمستشفى العربي التخصصي بنابلس، منها 946 تحويلة للقسطرة وجراحة القلب، و839 تحويلة لمستشفى الميزان في الخليل.
وكشفت الوزارة أن مستشفيات الداخل هي الخيار الأخير في التحويل، وذلك بعد استنفاذ كامل الإجراءات، وعدم وجود علاج في كافة المستشفيات الحكومية، والأهلية، والخاصة، موضحة أنها أصدرت في النصف الأول من العام الجاري 6491 تحويلة طبية لمرضى من الضفة الغربية، وقطاع غزة، للعلاج في مستشفيات الداخل، حيث سجل هذا الرقم ارتفاعا بسبة 35% عن النصف الأول من العام الماضي، حيث كانت في ذلك الوقت 4795 تحويلة؛ وذلك بسبب انتهاج الوزارة سياسة جديدة مع المستشفيات في الداخل، لضبط التحويل إليها، تتمثل في اعتماد كل إجراء طبي كتحويلة طبية منفصلة، بعكس ما يتم مع المستشفيات الفلسطينية، التي قد يجري المريض في تحويلة واحدة أكثر من إجراء طبي.