أمير الفروخ.. ضحية جديدة لسياسة تكسير العظام
معن الريماوي
أمير الفروخ (13 عاما)، ضحية جديدة لسياسة تكسير العظام التي كرسها وزير الجيش الاسرائيلي الأسبق إسحق رابين، في محاولة منه لإخماد انتفاضة الحجارة التي انطلقت في 9-12-1987.
مع بداية الانتفاضة الأولى ومرحلة تكسير العظام، كان جنود الاحتلال يلاحقون الشبان الفلسطينيين إلى الجبال ومناطق بعيدة عن الكاميرات ويضربونهم بالحجارة وأعقاب البنادق، الى أن فضح أمرهم فيأحد المشاهد الشهيرة المسجلة الذي يهاجم فيه أربعة جنود إسرائيليين الشابين وائل جودة وأسامة جودة، أثناء رعيهما الغنم بأعلى جبل فوق بلدتهما 'عراق التايه' قرب نابلس، في 26-2-1988، في مشهد إجرامي يدل على بشاعة الاحتلال منذ مجازر النكبة (1948) إلى الآن.
الطفل أمير من بلدة بيتونيا غرب رام الله، ألقاه جنود الاحتلال من الطابق الرابع بعد اقتحامهم البلدة، ولم يكتفوا بذلك بل انهالوا عليه بالضرب المبرح على قدميه ويديه وصدره ورأسه، ما تسبب بعدة كسور.
يقول أمير" بينما كنت ذاهبًا الى منزل صديقي لتناول العشاء، تفاجأت بجنود إسرائيليين يتجهون نحوي، لم أكن أعلم أن قوات الاحتلال اقتحمت بيتونيا، هربت الى الطابق الرابع حيث العمارة التي أسكن فيها، وإختبأت خلف شباك.. لحق بي عنصران من جنود الإحتلال حملوني وألقوا بي من أعلى العمارة".
وتابع" في البداية اعتقدت بأن جنود الاحتلال قد يعتقلوني، أو يضربوني، لكن لم أتوقع أن يلقوا بي من أعلى العمارة.. بل لم يكتفوا بذلك، وضربوني بأعقاب البنادق في صدري، ففقدت الوعي ولم أجد نفسي إلا وأنا في المستشفى".
وصفت حالة الطفل بالخطيرة، حيث تبين وجود نزيف في الرئة، وتمت السيطرة عليه، فيما تم إجراء عملية في صباح اليوم التالي لمعالجة الكسور.
يعتقد أمير أن التجول في شوارع البلدة ليلًا بات جريمة بنظر الاسرائيليين، فهو لا يدري السبب الذي جعل جنود الاحتلال ينهالون عليه بهذه الطريقة الوحشية، وتكسير عظامه.
محارب الفروخ عم الطفل قال، "سمعنا صراخا في الحارة، لم نكن نعلم أن جنود الاحتلال لحقوا أمير وألقوه من الطابق الرابع.. وفجأة سمعت صوتا يقول "راح أمير.. رموه من الطابق الرابع".
يتابع" نزلنا الى الخارج ورأيت الجنود يضربون أمير بفوهات بنادقهم على أطراف جسده.. حاولت منعهم لكن الجنود صوبوا أسلحتهم تجاهنا"، ويتساءل ماذا سنفعل إذا كانت الأسلحة موجهة نحونا.. تعالت صرخات النساء علهم يتركوا أمير لكن ذلك لم يجدِ نفعًا".
"هذه أبشع جرائم الاحتلال، طفل لم يتعدى 13 عامًا يلقى من الطابق الرابع ويضرب، لكن هذه سياسة الاحتلال العنصرية كسر إرادة هذا الشعب، ولن تكسر".
مراد الفروخ والد الطفل قال، "كنت في الخارج ..اتصل بي جارنا ادريس وقال، إن ابنك أصيب وهو الآن في المستشفى، وعلى الفور توجهت للمكان، وعندما رأيته ظننت أنه ميت من أثر الضربات على وجهه وجسده، علمت فيما بعد ما جرى".
وأكد أن سياسة تكسير العظام التي تستخدمها قوات الاحتلال تهدف الى ترهيب وتخويف الأهالي والأطفال.
محمود شيحة، اختصاصي العظام في مستشفى رام الله قال لـ "وفا"، إنه تم تثبيت الكسور بالبلاتين، حيث تبين وجود كسر في رجله اليمنى وكسر في اليسرى، وسيتم متابعة العلاج أسبوعيا"، مؤكدا أن وضع أمير الصحي جيد، وأنه سيتحسن مع مرور الوقت.