الستيني ياسر ماضي.. عدسته توثق طبيعة سلفيت
عُلا موقدي
يقوم الستيني ياسر ماضي من مدينة سلفيت، بالسير يوميا بين الأودية والجبال لالتقاط بعض من الصور للطبيعة الفلسطينية، وعمل ارشيف مصور للأماكن التاريخية والدينية والحياة البرية، من أجل نشر رسالته للحفاظ على هذه الأماكن وتشجيع السياحة الداخلية إليها.
ماضي الذي عاش حياته متنقلا بين الامارات العربية ودول اوروبا، قبل أن يعود الى فلسطين، وجد فيها تاريخا أصيلا وحضارة عريقة زادت من تعلقه بحب التصوير، وأوجدت بداخله دافعا قويا لتوسيع ارشيفه المصور.
يقول في حديث لـ"وفا": "بدأت هوايتي في التصوير عام 1980 وأنا خارج فلسطين، رغم أنني خريج هندسة ميكانيكية، وعملت في شركة بترول لمدة 25 عاما، وكان عملي يتطلب مني السفر الى اماكن عديدة، فبدأت بتصوير هذه الاماكن بكاميرا "Minolta"، التي كانت تستحوذ على سوق الامارات في ذلك الوقت، ثم كاميرا الـ"Pentax" التي صورت بها معظم بنايات وحدائق تركيا، وهنغاريا، ورومانيا، وغيرها، كنت اصور في اليوم حوالي تسعة افلام تحميض، وانتظر يومين لأحصل على الصور".
لم يلتحق ماضي يوما بدورة تعلمه التصوير، فهو يرى بنفسه هاويا له اسلوبه الخاص في التصوير، فـ"ممارسة الهواية أفضل من تعلمها"، حسب قوله.
ويضيف: "بعد أن عدت إلى فلسطين عام 2007 استمررت في التصوير، أمشي يوميا ما يقارب الـ20 كم، التقط الصور واحتفظ بها في ارشيف مع تفاصيل الصورة، فبعض الأشخاص قالوا عني إنني مجنون، وبعضهم تساءل ماذا يفعل هذا الرجل، لكن ليس لدي مشكلة في ذلك".
يرى ماضي أنه في كل متر في فلسطين شيء يستحق التصوير، يخرج المصور منه مئات الصور الاحترافية، ولكل محافظة خصائصها الطبيعية المتميزة، حيث في محافظة سلفيت هناك واد قانا في قرية ديرستيا، وواد الشاعر في مدينة سلفيت، ودير سمعان في كفر الديك، وسهل دير بلوط، جميعها جعلت من المحافظة منطقة طبيعية هادئة.
وشارك ماضي في معرضين للصور الفوتوغرافية، الأول كان في يوم الثقافة الوطني الفلسطيني ضمن نشاط مركزي في محافظة سلفيت، عن الزهور البرية، حيث قام بالتقاط الصور للزهور والحشرات البرية لمدة عام كامل بفصوله المختلفة.
ويوضح أن السبب الذي دفعه لعمل هذا المعرض هو أنه اثناء البحث في جوجل وجد ترويجا في أحد المواقع الالكترونية الاميركية لكتاب حمل عنوان "The Flowers of Israel"، عمل معي ردة فعل واصابني الاكتئاب، فالزعتر البري والميرمية فلسطينية الأصل، فأخذت على عاتقي الشخصي أن اقوم على مدار سنة كاملة بتصوير صور للزهور فقط من 5-8 ساعات يوميا، وجمعت ما يقارب الـ104 أنواع من الزهور، لكن لا أعلم جميع الاسماء العلمية لها.
وحول معرضه الثاني، يبين أن صور الفن المعماري القديم نالت النصيب الأكبر من معرضه الذي عرض في مكتب وزارة الثقافة في محافظة سلفيت، وركز فيها على البيوت القديمة والأبواب والأرضيات بأشكالها وألوانها المختلفة.
ويشير الستيني ماضي إلى أن المعرض يظهر الفن المعماري في حقبة من التاريخ قبل 400 سنة، لافتا إلى أن هناك بعض الأماكن قام بتصويرها، عمرها 900 سنة، وهي لآثار قديمة ما زالت قائمة لا احد يعرف عنها، وتمت محاولة سرقة لها من الجانب الاسرائيلي، مشددا على أن الكاميرا هي الاداة التي تظهر جمال فلسطين وتاريخها القديم والحاضر.
ويعتقد ماضي أن الجيل الجديد من أبناء الوطن لا يعرفون معظم الأماكن الموجودة في فلسطين، داعيا وزارة السياحة إلى الاهتمام بنظافة المكان، وفتح المجال للسياحة الداخلية وادراجها ضمن المناهج الفلسطينية لتعريف طلبة المدارس بها.