مطالبة الدول المانحة برفع مساهماتها لدعم "الأونروا" لضمان استمرار عملها
انطلقت في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، اليوم الأحد، أعمال الاجتماع المشترك الـ26 لمجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين، والمسؤولين عن شؤون التربية والتعليم في "الأونروا".
وترأس الاجتماع مدير دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية فضل المهلوس، بمشاركة ممثلين عن دول: مصر، والأردن، ولبنان، إضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، ورؤساء برنامج التربية والتعليم في مناطق عمليات "الأونروا" الخمس (الضفة الغربية، وقطاع غزة، والأردن، وسوريا، ولبنان)، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، واتحاد الجامعات العربية.
وأثنى الأمين العام المساعد، رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية سعيد أبو علي، على الدور الكبير الذي لعبته وتلعبه الأونروا منذ نشأتها في وضع قضية تعليم الطلبة اللاجئين الفلسطينيين في بؤرة اهتمامها، وأحدثت نقلة نوعية في رفع مستوى الحياة للكثير من اللاجئين، خاصة ما تقوم به مديرة دائرة التعليم في الأونروا كارولين بونتفراكت، في خدمة التعليم لأبناء اللاجئين .
وأكد دعم الجامعة العربية لهذه الهيئة وحرصها على التعاون والتنسيق معها، بما في ذلك دائرة التعليم لرفع مستوى الخدمات التعليمية، ولتقديم أفضل خدمة تعليمية لأبناء اللاجئين الفلسطينيين.
وحيا أبو علي الدول العربية المضيفة والمنظمات والاتحادات العربية والإسلامية المتخصصة، وأعضاء مجلس الشؤون التربوية، لما يبذلونه من جهود لدعم المسيرة التعليمية لأبناء شعبنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي الشتات، ومساعدة أبناء شعبنا لمواجهة محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة وحرمانهم من التعليم.
وقال إن إسرائيل أدركت منذ عقود طويلة أن التعليم في فلسطين هو مرتكز أساسي في صمود الشعب الفلسطيني وتشبثه بأرضه، لذا فقد عمدت بكافة الوسائل إلى عرقلة العملية التعليمية من خلال استهدافها للطلبة والأساتذة الفلسطينيين وإعاقة وصولهم إلى مدارسهم، وتعمد إهانتهم على الحواجز العسكرية وفرض الإغلاقات لتعطيل الدراسة، خاصة في المناطق التي تسمى "ج"، ومناطق الأغوار والبلدة القديمة في الخليل ومدينة القدس وضواحيها على نحو خاص، بالإضافة الى استهداف المدارس كما حدث في العدوان الأخير على قطاع غزة.
وأشار الامين العام المساعد إلى سعي الاحتلال الى محاولة تغيير المنهاج الفلسطيني الى المنهاج الإسرائيلي، من خلال ما قامت به ما تسمى "وزارة شؤون القدس في إسرائيل"، وربط تحويل ميزانيات مالية الى مدارس في القدس من اجل تنفيذ أعمال ترميم وإنشاء وحدات تعليمية جديدة بتطبيق هذه المدارس للمنهاج الإسرائيلي.
وتطرق إلى التحديات والصعوبات الكبيرة التي تواجهها الأونروا بالفترة الأخيرة، خاصة الأزمة المالية التي تنعكس مباشرة على مختلف متطلبات الحياة الأساسية للاجئين، وفي مقدمتها العملية التعليمية.
وأهاب أبو علي بالدول المانحة مواصلة دعمها للأونروا لتمكينها من الاستجابة للاحتياجات الملحة وفي مقدمتها التعليم، والوفاء تجاه حقوق اللاجئين، مشيرا إلى أن الأساس هو تحقيق السلام العادل والشامل طبقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، على أساس حل الدولتين وتسوية قضية اللاجئين الفلسطينيين.
وقال إن الأزمات التي تتعرض لها الوكالة على مدار السنوات الأخيرة، تنعكس بالسلب على تلك الخدمات وتهدد برامجها بالإيقاف أو التقليص، وفي مقدماتها البرامج التعليمية، ويجب علينا العمل بالتعاون مع الدول المضيفة لرفع مساهمتها ودعمها لموازنة الأونروا، لكي تتمكن الوكالة من الالتزام وتلبية الاحتياجات للاجئين وحل عادل لقضيتهم وفق القرارات الشرعية.
كما طالب أبو علي، المجتمع الدولي، بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتوفير حقه غير القابل للتصرف في موارده البشرية والاقتصادية وضمان حق التعليم، أسوة بشعوب العالم، وتفعيل قرارات مجلس الأمن في هذا الصدد، داعيا إلى اعتماد توصيات هامة لدعم العملية التعليمية وتحسين جودة تعليم أبنائنا الفلسطينيين، وضمان جودة التحصيل العلمي لهم بما يمكنهم من الارتقاء بدولتهم الفلسطينية إلى مستوى الدول المتقدمة علميًا، سعيًا لتحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وفضح الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق التعليم.
من جانبه، أكد رئيس إدارة الوافدين بوزارة التربية والتعليم المصرية محسن عبد المجيد، أن التضامن العربي في هذا الوقت أصبح مطلبا ملحا تدفعنا إليه شعوبنا العربية الواعية، وتحثنا عليه الظروف الدولية المحيطة بنا، ومن أجل ذلك يجب وضع استراتيجية موحدة قابلة للتطبيق لخدمة قضايا أمتنا العربية.
وقال عبد المجيد، إن مصر تحملت وتتحمل واجبا عليها تجاه قضية الشعب الفلسطيني، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، مؤكدا أن مصر تبذل كل جهد ممكن لتقديم يد العون للطلبة العرب في الأراضي المحتلة وخاصة الطلبة الفلسطينيين الذين يتعرضون لهجمات شرسة تستهدف ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم، حيث تقوم إسرائيل بتدمير البنية الأساسية، بما في ذلك العملية التعلمية، ووضع المعوقات التي تستهدف تجهيل أبناء الشعب الفلسطيني.
وتضمن جدول الأعمال، عرض تقرير لرئيسة وفد الأونروا (مديرة قطاع التعليم كارولين بونتفراكت)، ومناقشة تقارير الأونروا في مناطق عملياتها الخمس، وبحث التوصيات بخصوص التعاون بين مجلس الشؤون التربوية والأونروا، والعجز المستمر في ميزانية الوكالة، والعملية التربوية في المؤسسات التعليمية التابعة للأونروا، والأبنية المدرسية، والأثاث المدرسي، والكتب المدرسية والقرطاسية والتجهيزات التربوية، والحاسوب وتكنولوجيا التعليم، والإرشاد التربوي، والمنح الدراسية والتدريب المهني، وأوضاع المعلمين والعاملين.
ويناقش الاجتماع على مدى أربعة أيام، الجهود التي تبذلها الدول العربية والأونروا لدعم العملية التعليمية لأبناء شعبنا الفلسطيني، والعراقيل التي تواجهها في مناطق عملياتها.