حملة دعم قرار اليونسكو لماذا؟؟
عدنان نعيم
تقوم هيئة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) سنويا بالتصويت على مشاريع قرارات تقدمها الدول، وفي العام الماضي قدمت دولة الاحتلال الإسرائيلي مشروع قرار إلى اليونسكو يقضي بإضافة كلمة "الهيكل المقدس" خلف كلمة المسجد الأقصى ليصبح (المسجد الأقصى الهيكل المقدس).
احتجت دولة فلسطين والأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية، والجزائر، ومصر، ولبنان، والمغرب، وسلطنة عُمان، وقطر، والسودان، على القرار وقدموا مذكرة لليونسكو، وصدر القرار لصالح المجموعة العربية، مكونا من 16 بندا كان أبرزها:
- أن المسجد الأقصى أرث إسلامي خالص ولا علاقة لليهود به.
- طالبت اليونسكو إسرائيل بإعادة الوضع الذي كان قائما قبل أيلول عام 2000، أي إشراف المملكة الأردنية الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس.
- اعتبار " تلة المغاربة" جزءا لا يتجزأ من المسجد الأقصى.
- رفض اليونسكو اعتداءات إسرائيل على موظفي الأوقاف الإسلامية.
- ورفض اليونسكو الإجراءات الإسرائيلية الأُحادية التي تمارس ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس. حملة إسرائيلية مضادة للقرار:
ما أن صدر القرار حتى ثارت ثائرة بنيامين نتنياهو، والخارجية الإسرائيلية وكافة غلاة اليمين المتطرف في إسرائيل، وبدأوا بحملة إعلامية دبلوماسية ضد القرار وضد اليونسكو، حتى وصلت إلى التشكيك بنزاهة اليونسكو كجهة دولة محايدة، كما شنوا حملة جمع تواقيع تطلب من اليونسكو بالتراجع عن القرار، ووصل عدد التواقيع المؤيدة لإسرائيل أكثر من 70 ألف توقيع، وقاموا بتسليمها قبل أيام إلى اليونسكو، ولعل الخطر من حملة التواقيع التي تشنها إسرائيل هو أن الثقافة الغربية وتحديدا الأمريكية تقيم وزنا كبيرا لمثل هذه الحملات، وأن هذه الحملات كثيرا ما بدلت وغيرت قرارات مصيرية، ومن الممكن أن تدفع اليونسكو لمعاودة التصويت مرة أُخرى في العام المقبل.
حملة تواقيع فلسطينية مضادة :
قام المحامي والوزير السابق شوقي العيسة بحملة تواقيع مضادة لإفشال مخططات إسرائيل الهادفة إلى دفع اليونسكو إلى معاودة التصويت على القرار مرة أُخرى، وقد تم جمع أكثر من 8 آلاف توقيع حتى اللحظة، وتبنت الكثير من الفعاليات الوطنية هذه الحملة.
وأعلنت الكثير من الفعاليات الوطنية دعهما وتبنيها للحملة، حيث تبنى الإعلام الرسمي برئاسة أحمد عساف دعم هذه الحملة والترويج لها واعتبرها موقفا وطنيا بامتياز، كما تبنت حركة فتح رسميا الحملة من خلال وسائل الإعلام التابعة لها، وإضافة إلى الفعاليات الطلابية.
وأعتقد أنه مطلوب من المؤسسات الرسمية ممثلة بوزارة الخارجية ومؤسسات منظمة التحرير وكافة الفصائل والجاليات الفلسطينية دعم هذه الحملة لأجل تثبيت القرار الدولي.
مخاطر حملة إسرائيل سياسيا: تقسيم مكاني وزماني.
لو نجحت إسرائيل باعتماد أن يكتب خلف كل كلمة للمسجد الأقصى كلمة الهيكل، لأُعطي للإسرائيليين حق دولي بالمسجد الأقصى، وبالتالي حق دخوله متى شاءوا، وكذلك حق التقسيم الزماني والمكاني، إضافة إلى أنه يصبح من حق إسرائيل أن تحتج على أي دولة لا تضع كلمة الهيكل خلف كلمة المسجد الأقصى في مراسلاتها الرسمية، وبذريعة أن هناك قرارا دوليا بذلك الخصوص.
لذا تهدف هذه الحملة إلى قطع الطريق أمام إسرائيل التي تحاول ثني اليونسكو عن قرارها، وتؤكد الحملة شرعية الأمم المتحدة وقراراتها المنصفة للقضية الفلسطينية، وخصوصا ما يتعلق بالمقدسات الفلسطينية "الإسلامية والمسحية " في مدينة القدس.