طبيب أسنان يطوع الشوكولاتة لرسوماته
بسام أبو الرب
في قاعة الانتظار التي خصصها طبيب الأسنان محمد جبر سلمان (25 عاما) في عيادته بمدينة نابلس، للمراجعين والمرضى، تجد عددا من اللوحات المعلقة على جدران القاعة وكأنها معرض للفنون، ولكن بطريقة غير تقليدية من خلال استخدام الشوكولاتة عوضا عن الالوان المتعارف عليها.
وهناك اعتقاد لدى الناس أن الشوكولاتة هي العدو الاول للأسنان، الامر الذي يعتبره سلمان مبالغا فيه، "وأن الخلل يكمن في طريقة تنظيف الاسنان بشكل جيد عقب تناول الشوكولاتة والحلويات"، قال الطبيب.
هواية الرسم التي كانت تلازم سلمان منذ صغره، تخلى عنها لسنوات ثم عاد اليها بشغف خلال دراسته الجامعية، واخذ يطور من ادواته من خلال الرسم بالقهوة والشاي ثم بأشرطة الكاسيت والمعكرونة ومعجون الاسنان، ومؤخرا عمد الى استخدام الشوكولاتة كمادة اساسية في رسوماته التي جسدت شخصيات ادبية فلسطينية امثال غسان كنفاني ومحمود درويش، وعالمية امثال ام كلثوم وفيروز وشارلي شابلن ومارلين مونرو.
سلمان الذي يستغل اوقات الفراغ بين مواعيد مراجعة المرضى لعيادته، ويمضيها في الرسم، فهو يعتبر علاقة الفن وطب الاسنان مترابطة وكل منهما يؤدي المعنى الجمالي، في اخراج اجمل ابتسامة للوجوه التي يتعامل معها ويرسمها.
ويقول سلمان لـ"وفا"، "إن طريقة الرسم بالشوكولاتة تحتاج الى ساعات عدة، وهناك صعوبة في التعامل معها حتى تجف الرسومات".
ويضيف "ان فكرة استخدام الشوكولاتة، جاءت بعد التعامل مع مجموعة من المواد مثل القهوة والشاي والمعكرونة وصلصة البندورة، وكانت هناك صعوبة بالاحتفاظ بها كونها مواد تتعرض للتعفن، الى ان جاءت فكرة استخدام اشرطة الكاسيت في الرسومات، وثم توصلت إلى الشوكولاتة".
"رغبة دراسة الفنون الجميلة كانت لدى العائلة، الا ان الطموح وفكرة دراسة طب الاسنان كانت تلازمني منذ الصغر، في حين الرسم كهواية، وبالنهاية كلاهما يؤدي المعنى الجمالي ورسم الابتسامة"، قال سلمان.
خلال فترة دراسته الجامعية شارك سلمان في معرض للفنون من خلال عدة لوحات، الذي استوحى فكرتها في غالبية الاحيان من عشقه للقراءة والروايات الادبية.
ويرى سلمان أن الملل من الافكار النمطية والتقليدية في استخدام الالوان والرصاص، هي كانت الحافز لاستخدام مواد غير تقليدية عن المستخدمة في الرسم.
يشار إلى أن عددا من الفنانين الفلسطينيين ابتكروا طرقا لتطويع مجموعة من المواد وعناصر الطبيعة لتجنيدها في التعبير عن رسوماتهم وفنهم.