"محمود الهمشري" المدرسة الحكومية الأولى التي تشق طريقها نحو التعلم الإلكتروني
هدى حبايب
نجحت مدرسة "محمود الهمشري" الأساسية، إحدى مدارس البنات الحكومية في مدينة طولكرم، في تطبيق برنامج التعلم عن طريق تطبيقات "جوجل" التعليمية، لمادة العلوم للصفين السادس والسابع، وهو ما اعتبر سابقة علمية تكنولوجية، تطبق لأول مرة في مدارس محافظات الوطن.
وجاءت هذه المبادرة التي بدأت في آذار العام الماضي واستمرت هذا العام، ضمن رسالة الماجستير لمهندس الحاسوب منجي عزمي غانم، التي أعدها بعنوان (استخدام تطبيقات جوجل التعليمية، وأثرها في تنمية واكتساب طلبة الصف السادس في المدارس الحكومية في طولكرم للمفاهيم العلمية واتجاهاتهم نحو تقبل التكنولوجيا)، التي لقيت ترحابا منقطع النظير من قبل إدارة المدرسة، والهيئة التدريسية فيها، والفئة المستهدفة من الطالبات، اللواتي تهافتن على التطبيق، ونجحن في الوصول إلى الهدف المنشود.
ويقول غانم، "إن عمله في التعليم الالكتروني وبرمجة المواد التعليمية، أوجد لديه حافزا في البحث عن تخصص يساعده في الجانب التربوي، وبعد البحث والتمحيص وجد أن استخدام تطبيقات جوجل التعليمية، وهي مجموعة من تطبيقات منفصلة لم تستخدم في الجانب التعليمي عندنا، فكانت عنوان لرسالته التي أعدها ونفذها بشكل عملي في المدرسة، ونجح بامتياز".
وأضاف، إنه بحث في مراجع "جوجل" عن استخدام هذا التطبيق في التعليم، ولكن حسب هذا المرجع وجد أنه لا يوجد أي مؤسسة في الوطن العربي تتبنى هذه التطبيقات، فيما يوجد في العالم كله ما يقارب 195 مؤسسة تعليمية تتبناها، ما بين جامعات ومدارس، مشيرا إلى أنه تناول 5 نماذج من دول مختلفة من استراليا، وأمريكا، وأوروبا، ليثبت أن العالم كله يتوجه إلى هذه التطبيقات، ولا يوجد عائق من تطبيقها، كونها مجانية بالكامل، وهذه من الأمور المهمة.
وحول اختياره لمدرسة "محمود الهمشري" لتطبيق البرنامج، قال غانم "لمست تعاونا كبيرا مع المديرة، ومعلمة مادة العلوم، حيث وقع الاختيار على هذه المادة، كونها وسطية ما بين النظري، والتطبيق العملي، وفيها جانب لإظهار المهارات، خاصة في وحدة الكهرباء التي طبقت عليها الرسالة"، لافتا إلى "أنه قام بتدريب المعلمة حول النقاط التي تستخدم في هذا التطبيق، وتمكنت من استخدامها بكفاءة عالية".
وأشار إلى التعاون مع المعلمة في متابعة حركة الطالبات على شبكة "الانترنت"، على مدار الفصل الدراسي الماضي، بعد إنشاء "إيميلات" خاصة لهن، للدخول إلى التطبيق، والمشاركة في دراسة المادة، ولمس مدى التجاوب الايجابي من قبلهن، ما ساعده في إنجاز رسالته، ومناقشتها أمام اللجنة في جامعة النجاح الوطنية، التي أبدت إعجابها بالفكرة، كونها أول رسالة تتناول موضوع تطبيقات "جوجل" في التعليم.
وأضاف "من ضمن توصياته أن تتبنى وزارة التربية والتعليم العالي مبدأ هذا التطبيق في مدرسة معينة لمدة عام على الأقل، وبالتالي ملاحظة النتائج على الطلبة والمدرسين كبادرة أولية نحو تطبيقه للأعوام المقبلة، حيث تمت التجربة في هذه المدرسة"، معربا عن تقديره لمدرسة الهمشري لمواصلتها تطبيق البرنامج للعام الدراسي الحالي ونيتها في تطبيقه لسنوات أخرى.
وتوقع نجاح التطبيق والاستفادة منه إذا ما تم تعليمه بشكل صحيح، وذلك بناء على تجارب عالمية في دول: كالهند، واستراليا.
وقالت معلمة مادة العلوم في المدرسة هنادي الددو، "نتيجة للإقبال الشديد من قبل الطالبات على التطبيق وارتياحهن له، ارتأت المدرسة في الاستمرارية فيه للصف السابع هذا العام، رغم أن الرسالة كانت للصف السادس، وذلك بناء على توجهات وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم، في رقمنة التعليم، وبمباركة رئيس الوزراء رامي الحمد الله.
وتابعت: قمت بدعم البرنامج بموقع خاص، تحت مسمى "الصفوف التعليمية النشطة" لمدرسة بنات محمود الهمشري، الذي يتضمن الدروس الموجودة في الكتاب المدرسي، ولكن بطريقة شيقة وممتعة، من خلاله تمكنت الطالبات من متابعة الواجبات المتعلقة بالمادة، وأيضا عمل فيديوهات حول الأنشطة التعليمية ونشرها على الموقع.
وأشارت إلى أن دعم الموقع بالفيديوهات والرسومات حول المادة التعليمية جعل الطالبة تتفاعل أكثر مع المادة إضافة على عمل بند خاص لإجابات أسئلة الدروس، وإرسال الواجبات التعاونية لمجموعات الطالبات التي تتعاون معا في حلها، عدا عن تضمنه للامتحانات الالكترونية التي تتميز أن الإجابة إن كانت صحيحة أو خاطئة تأتي نتيجتها فورا.
ولفتت الددو إلى أن من ميزة البرنامج وجود بند للمشاريع تم إنزاله على الموقع، وبالتالي خفف من العبء المادي على الطالب، وذويه، من ناحية شراء الأوراق، وتصويرها، وتوابعها، مشيرة إلى أنه يتم نشر المشروع وتصويره بالفيديو، ومناقشته مع الطالبات، من خلال تطبيقات "جوجل".
وأبدت الطالبات إعجابهن بالبرنامج وارتياحهن الشديد للدراسة من خلاله، سواء في المدرسة أو بالمنزل، خاصة لمادة العلوم التي كن يعتبرنها سابقا من المواد الصعبة التي تحتاج لجهد دراسي مكثف، وأصبحت الآن من المواد السهلة بسبب تطبيقات جوجل، إضافة إلى المشاركة الجماعية والتواصل فيما بينهن لإبداء آرائهن ومناقشة أي مسألة تستعصي عليهن.
وأشارت الطالبات إلى أن ميزة البرنامج هو استخدامه في أي وقت، وفي أي مكان حتى أيام الإجازات، وتعاون المعلمة معهن في أي وقت.
الطالبة مديحة الأشقر في الصف السابع الأساسي تقول، "تطبيقات جوجل في التعلم وفّر الوقت والجهد على الطالبات، كما خفف من صعوبة المادة، من خلال ما يتضمنه الموقع من وسائل توضيحية كالفيديوهات والمعلومات والمشاريع والأنشطة التي ينفذنها بأنفسهن، والتواصل مع الطالبات في المناقشة، وإبداء الرأي وحل أي صعوبة قد تعترضهن، مشيرة إلى أن العالم الآن يعيش في عصر التكنولوجيا، ما يتوجب استخدامها بشكل عملي صحيح، ما دامت متوفرة في بلادنا، وتعود بالفائدة علينا مستقبلا.
إدارة المدرسة ومن خلال المديرة شفيقة ذياب رحبت بالفكرة، وأكدت أهمية تفعيل التكنولوجيا في التعلم، ورأت أن دافعية الطالبات وإقبالهن الشديد نحو التعلم من خلال هذا البرنامج، وتنافسهن عليه، أدى إلى زيادة تحصيلهن العلمي، عدا عن خلق أجواء من المحبة، والتنافس العلمي بين الطالبات.
وأشارت ذياب إلى أن ما يميز الموضوع هو الصف المقلوب، أي استخدام الحاسوب في البيت، وتواصل المعلمة مع الطالبات في أي وقت، وهن في المنزل، حتى أنهن تواصلن مع بعضهن خلال العطلة الصيفية، وأتممن دراسة مادة العلوم بطريقة سلسلة، وسهلة، جعلها من المواد المحببة إلى نفوسهن.
وأعربت عن أملها في أن يتم اعتماد هذا التطبيق، وتوظيف التكنولوجيا في كافة المواد الدراسية، وفي المدارس الأخرى، كونه من البرامج العالمية التي يجب استغلالها بشكل إيجابي، للخروج بجيل علمي قادر على مجابهة التطور التكنولوجي في العالم.