"شاشات" تمنح المخرج عبد السلام شحادة جائزة سلافة جاد الله
منحت مؤسسة شاشات ممثلة برئيس مجلس إدارتها المخرجة غادة الطيراوي، ومديرها العام علياء أرصغلي، اليوم السبت، جائزة "سلافة جاد الله السينمائية"، إلى المخرج الفلسطيني عبد السلام شحادة، التي تمنح في مهرجانها السنوي تقديرا وتكريما لمن ساهم في دعم وتطوير سينما المرأة.
ومنحت الجائزة هذه السنة في الدورة العاشرة للمهرجان 2016، للمخرج شحادة لدوره الرائد ودعمه المتواصل لسينما المرأة في فلسطين والتزامه بسينما تعبر فيه المرأة عن عوالمها، وعطائه المميز في صقل جيل جديد من المخرجات الشابات في قطاع غزة.
وكُرم المخرج شحادة في افتتاح المهرجان اليوم في غزة، بالتزامن مع افتتاح المهرجان في رام الله، حيث تم منحه الجائزة من قبل سليم جاد الله ممثلا عن عائلة سلافة جاد الله.
وشكر جاد الله مؤسسة "شاشات سينما المرأة" على حفظ ذكرى سلافة من خلال تسمية هذه الجائزة السنوية باسمها.
وفي السنوات السابقة منحت "شاشات" الجائزة لنساء تركن بصماتهن على القطاع السينمائي النسوي سواء فلسطينيا، أو عربيا، أو عالميا، لكنها تميزت هذا العام بنكهة خاصة بمنحها الجائزة لأول مرة لرجل.
وعبد السلام شحادة، من مواليد رفح عام 1961 ومقيم في غزة، حصد في مسيرته السينمائية الرائدة التي تزيد عن عشرين عاما العديـد من الجوائـز العالمية المرموقة لأفلامه الوثائقية التي تناولت بإنسانية مرهفة الواقع السياسي والاجتماعي الفلسطيني والتي عرضت في الكثير من المحافل الدولية، ومنها "إلى أبي"، كما "غزة دموع بطعم آخر"، "قوس قزح"، "نحن نسمعكم من فضلكم اسمعونا"، "شكرا لكم"، "الأيدي الصغيرة"، "امرأة متميزة"، "يوميات فلسطينية"، وغيرها.
وشكر المخرج شحادة، عند تسلمه الجائزة، مؤسسة "شاشات"، قائلا "نقف اليوم في الدورة العاشرة لمهرجان شاشات لنطل على إنجازات وتجارب تراكمت وتطورت، مسيرة نعتد بها جميعا لأنها سعت وتسعى لخلق صناعة سينما تهدف لبناء الإنسان المبدع، وترعى، بما تقدمه من فن وقضايا وثقافة، شابات لديهن من الطاقات الإنسانية والسينمائية ما يستحق الاهتمام والرعاية".
وأنشأت جائزة "سلافة جاد الله" تخليدا لذكرى واحدة من مُؤَسِسات سينما المرأة الفلسطينية، حيث ولدت سلافة سليم جاد الله في مدينة نابلس عام 1940، ونشأت في عائلة وطنية منفتحة على الحياة، تربي أبناءها وبناتها على المبادرة والعطاء، وتلقت تعليمها في مدرسة العائشية.
وكتبت الناقدة السينمائية خديجة حباشنة أن سلافة "عشقت التصوير منذ صغرها لتنطلق في بداية الستينيات لتكن من أوائل الفتيات اللواتي طمحن لإتمام تعليمهن الجامعي في مجال التصوير السينمائي، في وقت كان التصوير السينمائي مهنة نادرة وشاقة، لتخوض معركة ضد العقلية الذكورية التي تقصر هذا النوع من التخصص الفني والمهني على الرجال".
والتحقت جاد الله كطالبة في المعهد العالي للسينما في القاهرة تخصص التصوير السينمائي، وكانت ضمن الفوج الأول الذي تخرج في العام 1964 مع صديقتها المخرجة اللبنانية نبيهة لطفي، اللتين ربطتهما صداقة شخصية ومهنية.
وعملت بعد تخرجها كمصورة سينمائية بوزارة الإعلام الأردنية، وكان لها دور كبير في تأسيس العمل السينمائي الفلسطيني الحديث، حيث قامت مع المصور السينمائي الفلسطيني هاني جوهرية بتصوير أحداث النكسة الفلسطينية عام 1967 ومعركة الكرامة 1968، كما عملت على أول أفلام ما يعرف الآن "بسينما الثورة الفلسطينية"، وكانت ممن أسهمن بتأسيس قسم التصوير والأرشفة للأحداث والمعارك والعمليات التي خاضها الثوار في تلك الفترة.
وفي العام ذاته من أحداث معركة الكرامة أصيبت جاد الله أثناء التحضير لمعرض الكرامة، ما أدى إلى إصابتها بشلل نصفي منعها من الاستمرار في العمل كمصورة سينمائية، لتوارى الثرى بدمشق عام 2002، تاركة بصمة في القطاع السينمائي في فلسطين سيبقى الجميع يتذكرها.
ويذكر أن جائزة "سلافة جاد الله" السنوية منحت خلال الأعوام السابقة للعديد من المخرجات من فلسطين وعدد من الدول العربية والأجنبية، ففي عام 2005 منحت الجائزة إلى المخرجة الفلسطينية الراحلة جاد الله نفسها التي سميت الجائزة على اسمها، وأيضا للمخرجة البريطانية كيم لونجينوتو، ثم في 2006، للمخرجة ابنة مدينة الناصرة ندى اليسير، وفي عام 2007، منحت للمخرجة الهندية الكندية ديبا مهتا، وفي الدورة الرابعة عام 2008 منحت للمخرجة اللبنانية رندة شهال صباغ، بينما ضمن دورتها الخامسة منحت للمخرجة الفلسطينية- الفرنسية ماريز غرغور مناصفة مع اللبنانية نبيهة لطفي، وفي السادسة للمخرجة اللبنانية هيني سرور، وحجبت في السابعة، أما في الدورة الثامنة عام 2011، فقد منحت للمونتيرة رباب الحاج يحيى، وفي التاسعة منحت الجائزة للمخرجة الفلسطينية علياء أرصغلي المدير العام لمؤسسة شاشات تقديرا لعطائها ودورها المحوري في إبراز ودعم سينما المرأة في فلسطين ومأسسة سينما المرأة ووضعها على الخارطة الثقافية لكل فلسطين، من خلال تأسيسها لمؤسسة "شاشات سينما المرأة"