"نوى" تحتفي بالموسيقارين الفلسطينيين محمد غازي وروحي خماش
أقيم مساء اليوم الأحد حفل موسيقي بمبادرة من وزارة الثقافة لمناسبة يوم التراث الفلسطيني، على مسرح قصر رام الله الثقافي.
واشتمل الحفل على مجموعة من المقطوعات الموسيقية والموشحات التي قام بتأليف موسيقاها الموسيقاران الفلسطينيان محمد غازي وروحي خماش، وقام بتقديم هذه المقطوعات المؤسسة الفلسطينية للتنمية الثقافية (نوى)، عبر مجموعتها الموسيقية المكونة من 15 عازفاً وعازفة، و7 مؤدين ومؤديات، إضافة إلى مشاركة الفنان علاء عزام.
محمد غازي المولود عام 1922 كان له حضور كبير على الساحة الفلسطينية قبل النكبة، وعمل بصفته مطربا وملحنا في إذاعة "هنا القدس" في القدس، وإذاعة الشرق الأدنى في يافا، هاجر بعد النكبة إلى لبنان، واستكمل مشواره مطربا وملحنا وأستاذا للغناء العربي الكلاسيكي في لبنان، وكان مرجعا فنيا في التراث العربي، وحافظا للتراث الموسيقي الغنائي الخاص بالقرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، ويعتبر أستاذا في غناء الموشحات الأندلسية، ما دفع الأخوين رحباني بتوكيله مهمة تدريب المطربة فيروز على غناء وأداء الموشحات الأندلسية، وغنى مع فيروز عددا من الموشحات الأندلسية مثل "يا شادي الألحان" و"يا وحيد الغيد" و"حجبوها عن الرياح"، لحن وسجل بصوته عديد الموشحات والقصائد والأغاني القديمة والجديدة، وقد توفي عام 1979.
أما المؤلف والملحن روحي خماش، فقد ولد في نابلس عام 1923، وبدأ حياته الفنية مبكراً حيث تعلم العزف على العود وغناء الأدوار والموشحات وهو في سن السابعة، وقد التقى أم كلثوم عام 1933 عندما جاءت إلى يافا، فأعجبت به كثيراً عندما استمعت إليه، وكذلك كان موقف محمد عبد الوهاب، كما استضافه الملك غازي في العراق لمدة ستة أشهر عام 1935، قدم فيها العديد من الحفلات لطلبة المدارس، وفي عام 1937 أُرسل في بعثه للدراسة في معهد فؤاد الأول للموسيقى العربية في القاهرة، وتخرج منه بامتياز سنة 1939 ليعود إلى فلسطين للعمل هناك.
عين رئيسا للفرقة الموسيقية الحديثة للإذاعة الفلسطينية حيث استمر في العمل حتى سنة 1948 ومن ثم انتقل إلى العراق، وعين قائدا للفرقة الموسيقية المسائية هناك وعمل معها حتى عام 1953، ثم عين مدرساً في معهد الفنون الجميلة في بغداد، وأسس عدة فرق موسيقية وغنائية، وتوفي عام 1998، ودفن في مقبرة الكرخ بالقرب من بغداد.
ويشار إلى أن مؤسسة "نوى" أخذت على عاتقها أن تقوم بإعادة الاعتبار للأصوات المفقودة، لتعيد إحياء التراث الموسيقي الفلسطيني، وقد أنتجت حتى الآن، اسطوانتين لفرقتها المكونة مما يزيد عن ثلاثين مطربا وموسيقيا من فلسطين التاريخية، إحداهما لروحي الخماش، والثانية لمحمد غازي، وقدمت العديد من العروض الحية لهاتين الاسطوانتين.