"علم فلسطين" يعانق سماء عيبال..
زهران معالي
فوق سفوح جبل عيبال على ارتفاع 940 مترا شمال نابلس، صدحت حناجر طلبة المدارس وفعاليات المدينة بالأغاني الوطنية والثورية، حيث رفرف علم دولة فلسطين خفاقا، معانقا سماء الجبل من على سارية ترتفع 45 مترا، احتفالا بالذكرى الـ28 لإعلان الاستقلال.
في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1988، صدح صوت الرئيس الراحل ياسر عرفات مدوياً في قاعة قصر الصنوبر في الجزائر أمام الدورة التاسعة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني، قائلا: "إن المجلس الوطني يعلن، باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني، قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف"، واليوم في الوقت الذي يحيي فيه شعبنا ذكرى استشهاده الثانية عشرة، صدحت حناجرهم على سفح الجبل، بأنهم على العهد باقون وبالثوابت متمسكون.
على وقع النشيد الوطني الفلسطيني والتحية العسكرية، وطبول الفرق الكشفية، عانق علم فلسطين السماء، "ورفرف كنعان الذي يحمي الأرض من كل الثعابين، رفرف الذي يضم مواكب الشهداء في كل الميادين".
لجنة سارية العلم في محافظة نابلس، أكدت أن فكرة مشروع سارية العمل في نابلس، جاءت بمبادرة من رؤى نابلس لترفع علم فلسطين بمساحة لا تقل عن 150 مترا مربعا؛ كي يمكن رؤيته من معظم أنحاء المدينة ومناطق غرب نابلس ومناطق واسعة داخل أراضي الـ48.
وأوضحت أن الهدف من رفع السارية تعزيز قيمة علم دولة فلسطين في نفوس المواطنين عامة، والأجيال الناشئة؛ لترسيخ انتمائهم لوطنهم وزيادة حبهم للعطاء من أجل بنائه ورفعته.
وتضم لجنة سارية العلم في عضويتها كلا من: محافظة وبلدية نابلس، والغرفة التجارية، وملتقى رجال الاعمال، وجامعة النجاح الوطنية، ورؤى نابلس، ومديرية التربية والتعليم، ومؤسسة منيب رشيد المصري، ووزارة الثقافة، والجمعية الأهلية، ومجالس ولجان الطلبة في المدارس الخاصة.
بدوره، نقل محافظ نابلس اللواء أكرم رجوب، تحيات الرئيس محمود عباس للحضور، مؤكدا أنه يجوب العواصم ليقف سدا منيعا في مواجهة الأخطار المحدقة بقضية شعبنا الفلسطيني، والتي تريد أن تنزل راية وعلم فلسطين.
وهنأ أبناء المحافظة والشعب الفلسطيني بجميع أماكن تواجده، وقال: "يحتفل أبناء شعبنا برفع العلم في المحافظة وبذكرى استشهاد أبو عمار وإعلان الاستقلال، وعيونهم ترنو نحو تحقيق الاستقلال على أرض الواقع.
وشدد رجوب على أن رفع علم فلسطين يبعث برسالة واضحة لكل المنفلتين بالداخل والخارج الذين يريدون الاطاحة بشرعية فلسطين وشعبها وقضيتها، بأنه بإرادة الشعب الفلسطيني لن يسقط العلم، ولن تتمكن "خفافيش الظلام" من المس بشرعية منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.
بدوره، قال عمار الصدر ممثلا عن لجنة سارية العلم، إن مدينة نابلس بأهلها ومؤسساتها ترفع العلم وتنشد للوطن، وكانت القاعدة الأساسية التي أقرتها اللجنة أن رسالة المشروع والهدف من ورائه يحتم انجازه بطابع أهلي وبهمة أهل جبل النار، تعبيرا عن التضحيات الجسيمة التي قدموها وما زالوا منذ كان رفع العلم يؤدي للأسر والشهادة.
وأضاف: "رفضنا كل العروض التي قدمت من أجل رعاية المشروع بشكل فردي، وفتحنا المجال أمام أكبر عدد ممكن من القطاعات الطلابية والأهلية والتجارية للمساهمة بهذا المشروع، عبر حملة "ارفع علمك في سما بلدك". لافتا إلى أن التجاوب مع الحملة كان لافتا والعطاء واسعا من جميع أهالي المدينة.
وأشار الصدر إلى أن رفع سارية العلم تعتبر المرحلة الأولى من المشروع، وأن هناك مرحلة ثانية قريبا خاصة بتهيئة وبناء المحيط الخاص بسارية الاستقلال بما يليق بعلم فلسطين وجبل النار، حيث تم الانتهاء من التصميم المعماري للبناء.