بكين: نشر كتاب باللغة الصينية يحتوي على 100 قصيدة لمحمود درويش
استضافت جامعة الدراسات الأجنبية في بكين مؤخرا، حفل صدور كتاب باللغة الصينية، يحتوي على 100 قصيدة للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، تحت عنوان "عاشق من فلسطين: مختارات من شعر محمود درويش".
وتبنى نشر الكتاب "دار هونان" للنشر للآداب والفنون التابعة لمجموعة "تشونغنان" للنشر ووسائل الإعلام الصينية، حيث تم ترجمته من قبل البروفسور بسام شوي تشينغ قوه، وزميلته تانغ جون، وهو أول ديوان للشاعر باللغة الصينية.
وقال البروفسور بسام شوي "إنه من غير السهل فهم شعر محمود درويش، لأنه يتصل بكثير من المعارف والأحداث التي عاشها على سبيل المثال تجربة الشاعر الخاصة، وتاريخ وأحوال الصراع بين فلسطين وإسرائيل والتراث الثقافي الغني بالشرق الأوسط، خاصة ما يتعلق بالديانات، والتاريخ، والأساطير".
وأضاف شوي "أن الوطن والمنفى والمقاومة والإنسانية واللغة والشعر هي من الكلمات الرئيسية التي تدور حولها أعمال درويش".
من جانبه، قال نائب رئيس اتحاد كتاب الصين جيدي ماجيا "لا بد أن درويش يرانا، ويراقب كل ما نعمله رغم أنه رحل إلى عالم آخر، ولا بد أنه يشعر بكل فرح وفخر إذا دخل مزيدا من أعماله البديعة إلى حيز اللغة الصينية العريقة، فمثلت مرة أخرى بين أيدي من يعشقونها في هذه البقعة الشاسعة من الأرض".
وأضاف "الشاعر درويش مشهور في الصين، ولا شك أن أشعاره كعمل عربي كلاسيكي وبما تحمله من روح إنسانية ستشكل جزءا مميزا من الكنز الأدبي الشعري للغة الصيني".
وقال نائب رئيس الجامعة "يان قوه هوا"، أن الشاعر درويش هو شاعر فلسطيني، ولكن شهرته وتأثيراته تجاوزت الحدود الفلسطينية والعربية لتصل للعالم كله، وسبق أن تعرف عليه بعض القراء في الصين عن طريق المجلات، والمواقع الالكترونية التي نشرت متفرقات من شعره، فأعجبوا به وأحبوه, مؤكدا أن هذا الديوان الجديد سوف يجذب عددا أكبر من القراء ليكونوا محبين لمحمود درويش.
وأضاف "أن شعر درويش المفعم بالجرأة على مواجهة القهر والاضطهاد، ومشاعر الحب للوطن والشعب، وإنسانيته النبيلة غير المحدودة وغير المقيدة، ستكون مصدر إلهام روحي للشعب الصيني، الذي سيتمكن أيضا من فهم القضية الفلسطينية بشكل أعمق وأشمل، عبر شعره الجميل والعميق في آن واحد".
وفيما يخص الأدب العربي، يذكر أن أساتذة جامعة الدراسات الأجنبية ببكين قاموا بترجمة "ألف ليلة وليلة" و"كليلة ودمنة" وغيرهما من الأعمال في الأدب العربي القديم إلى اللغة الصينية، وأعمال لكبار الأدباء المعاصرين من أمثال جبران خليل جبران، ونجيب محفوظ، وأدونيس ونوال السعداوي وغيرهم.
كما استقبلوا في الحرم الجامعي العديد من مشاهير الثقافة العربية مثل: أدونيس وجمال الغيطاني، وسعدي يوسف، وغيرهم.
وتذكر بي داو الشاعر الصيني الكبير تجربته الماضية قبل بضعة عشر عاما للمشاركة مع سبع شعراء آخرين من مختلف الدول والقارات في فعالية دولية حضرها أيضا محمود درويش في رام الله، قائلا: الدبابات الإسرائيلية حاصرت موقع الفعالية في ذلك الوقت, الأمر الذي أدى إلى عدم إمكانية كثير من الحاضرين العودة إلى بيوتهم في تلك الليلة.
وحضر هذه الحفلة الشعرية عشرات من الممثلين من صندوق درويش، والسفراء العرب لدى بكين، ودار النشر، والأكاديميين، والشعراء الصينيين، والمترجمين، والكتاب.
كما ذكر الحضور ان محمود درويش (مارس 1941 - أغسطس 2008) يعد أحد أهم الشعراء الفلسطينيين، والعرب، والعالميين، الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن، ويعتبر درويش أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث.
كما حضر كل من نائب رئيس مؤسسة محمود درويش محمد علي طه، ورئيس بلدية الناصرة السابق رامز جرايسة، وسفير دولة فلسطين لدى جمهورية الصين الشعبية فريز مهداوي الحفل، والقوا كلمات شكر وامتنان على نشر قصائد الراحل درويش باللغة الصينية.
وتلا الحفل ندوة نقاش، ودراسة لشعر محمود درويش في جامعة الدراسات الأجنبية في بكين، حضره ثلة من الشعراء، والنقاد، والكتاب الصينيين، ومجموعة من المثقفين العرب.