الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس    تحقيق لـ"هآرتس": ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم  

"فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم

الآن

الشهيد التميمي: اغتسل وتطيب ولبس أجمل ثيابه ليزف عريساً لفلسطين

وكأن الشهيد مصطفى التميمي كان يدرك أن يوم السبت سيكون يومه الأخير في حياتِه، فاغتسل وارتدى أجمل ثيابه، قبل انضمامه لزملائه ليزف عريسا لفلسطين، ويكون بذلك أول شهيد يسقط في قرية النبي صالح شمالي رام الله، في مقاومة أبناء القرية للمد الاستيطاني الذي يلتهم أراضيهم، ليتسقبل الشهيد في منزله بالزغاريد والدموع والبكاء.

يوم الأربعاء الماضي تحدث الشهيد التميمي مع عمته نهيلة التميمي، وطلب منها أن تبحث له عن عروس على ذوقها الخاص، ولكن أصيب يوم الجمعة بقنبلة غاز أطلقها عليه جندي من مسافة تقل عن مترين، ليستشهد يوم السبت، فتقول عمته: تزوج فلسطين، ففلسطين صارت عروسه وعروس كل الشهداء.
وبعد أن أفاق مصطفى من نومه صباح يوم الجمعة، ووجد والدته قد أعدت طعام الإفطار، فاستغرب من وضع الثوم في الطعام، فقال لوالدته: كيف يمكن تناول الثوم في الصباح قبل المواجهات.
وتضيف نهيلة: فاق مصطفى من النوم يوم الجمعة، وطلب من والدته أن تعد له لباسه الذي يحب، فقام واغتسل وارتدى أجمل ثيابه ووضع الطيب، وكأنه في يوم عرسه.
خرج الشهيد مصطفى من منزله، بعد أن ودع والدته، وذهب إلى القرية، حيث موقع المواجهات، وخلال المواجهات، كان الشهيد يطارد جيباً عسكرياً، فأطلق أحد الجنود قنبلة غاز من نقطة الصفر في وجه الشاب، ليسقط فوراً على الأرض مضرجاً بدمه.
ولدى محاولة الأهالي نقل الشاب إلى المستشفى اقتاده جنود الاحتلال إلى مستوطنة "حلاميش" المجاورة، ومن هناك اقتادته قوات الاحتلال إلى إحدى المستشفيات الإسرائيلية، ليعلن في اليوم التالي عن استشهاده، لتسلمة إسرائيل للسلطة الفلسطينية مساء يوم السبت.
بتاريخ الحادي عشر من كانون الأول قتل مصطفى التميمي بدم بارد جراء إصابته بقنبلة غاز أطلقها عليه جندي إسرائيلي من مسافة لا تزيد عن المترين فقط، وذلك في اليوم الذي يصادف اليوم العالمي لحقوق الانسان، ليثبت الاحتلال انه مصر على القتل واستهداف الفلسطيني حتى في مقاومته السلمية.
وفي ذات السياق، أكد وزير شؤون الجدار والاستيطان ماهر غنيم الذي تواجد خلال التشييع، إن إجراءات الاحتلال تتصاعد وتستهدف المقاومة الشعبية ونشطاء العمل الشعبي، وهذا يأتي في إطار القلق المتزايد لهذه القوة المحتلة من أهمية هذا العمل ومن النجاحات التي يحققها، وبالتالي هم يعتقدون أن أسلوب القمع سوف ينهي هذه الظاهرة، وهي ليست ظاهرة بل هي نهج وستحقق مزيد من الإنجازات.
واعتبر غنيم أن ما جرى من عملية اعدام مقصودة هي جريمة ارتكبتها قوات الاحتلال في النبي صالح، ولكنها لن تزيد الشعب الفلسطيني، الا مزيد من الاصرار على الصمود والتصدي لهذه السياسات الاستيطانية، وهذا لن يحفز شعبنا إلى نحو مزيد من العطاء ومزيد من العمل على درب الشهيد وجميع شهدائنا حتى تتحرر أرضنا وتقام دولتنا ويزول الاحتلال ويزول الاحتلال والاستيطان والجدار.
ورغم القمعِ الاحتلالي للمقاومة الشعبية، وسقوط الشهداء الواحد تلو الآخر، إلا أن الكل الفلسطيني يؤكد على أهمية الاستمرارِ بهذا النوع من المقاومة لإحراج الاحتلال أمام المجتمع الدولي.

وقال رئيس لجنة الاستيطان في المجلس التشريعي، وليد عساف وجود مخطط إسرائيلي وهو ينفذ بشكل واقعي على الأرض، وهو يستهدف السيطرة على هذه الأرض، ويستهدف اقصاء المواطنين الفلسطينيين من ارضهم، ولكن هذا الارض لا تتسع للجانبين، فهذه أرض فلسطينية وليست أرضهم، لذلك على اسرائيل أن تعرف ان حدودها ليست هنا، وأن هذه الأرض يجب ان لا تبقى فيها مستوطنات وان تتوقف عن هذه الاجراءات التعسفية والعنصرية والاستيلاء على اراضي المواطنين وطردهم منها.
وأضاف عساف: عندما يقومون بهذه الاجراءات فانهم يستهدفون اقتلاعنا من هذه الأرض، لكن نحن باقون هنا وسنقدم كل التضحيات اللازمة من أجل تثبيت بقاءنا وصمودنا على الأرض التي قدم آباؤنا وأجدادنا التضحيات والشهداء والجرحى من اجل البقاء هنا، لذلك ما يحدث هنا اليوم يحدث في قرى كثيرة، لأنهم يريدون اقتلاع هذه المقاومة، وهم لا يريدون أن يتقدم عملية السلام وأن تنجح المفاوضات، وبالمقابل يقومون بكل الاجراءات اللازمة لاقتلاع المواطنين الفلسطينيين، واسلاتمرار باجراءاتهم العدوانية والتوسعية على أرضنا.
وأكد عساف أن "كثير من حالات القتل التي تمت في مسيرات العمل الشعبي والمقاومة الشعبية هي تتم بقرار مسبق وقتل بدم بارد لأن شهيدين من شهداء بلعين أيضاً استشهدوا بالغاز ومن مسافة قصيرة، وألقت عليهم مباشرة وعلى مناطق حساسة وقاتلة، وبالتالي أخذوا قرارهم بالاعدام لمواطن أعزل لا يحمل أي سلاح، سوى أنه قرر أن يقول لا للاحتلال ولا للاستيطان ولا للبقاء هنا، أخرجوا من أرضنا ومن بلادنا، فمقابل هذه الكلمات اتخذوا قرارا باعدام هذا الشمواطن، فهذه جريمة بكل المقاييس، ويجب أن يحاسب هؤلاء المجرمين الذي قاموا بارتكاب جرائم القتل".
أهالي قرية النبي صالح يؤكدون مواصلة مسيرتهم وان عزمهم لن يكل حتى دحر الاستيطان عن أراضهم، وتوقف زحف مستوطنة حلاميش على حسابهم وحساب مستقبل ابنائهم.

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024