أحمد قعبور: جائزتي من القدس كمن أعطاني قدح ماء بارد بعد عطش سنين
وسام يونس
أكد الفنان المبدع أحمد قعبور، بعد نيله جائزة القدس للثقافة والابداع، أن مدخل علاقته بالقضية الفلسطينية هو مدخل إنساني أخلاقي بالمقام الأول، نظراً لمشاهداته اليومية لما ترتكبه دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى والمناضلين ومآسي أبناء المخيمات في بلاد الشتات.
وقال قعبور في حديث لـوكالة "وفا"، إن "الجائزة تعني الكثير لي، وبما أنها من القدس، فهي كمن أعطاني قدح ماء بارد بعد عطش سنين."
وأشار إلى أنه تعرّف في مرحلة مبكرة من عمره على اللهجة الفلسطينية، من نداءات الباعة الفلسطينيين في سوق الخضار في مخيم شاتيلا، لافتاً إلى تعمقه أكثر بالقضية الفلسطينية من خلال كتابات غسان كنفاني ومحمود درويش وتوفيق زيّاد وابراهيم طوقان وسميح القاسم.
وشدد على أن الاختبار الحقيقي الإنساني والأخلاقي لكل مبدع، هو مدى ارتباطه بالقضية الفلسطينية ودعمه لعدالتها ووقوفه الى جانب شعبها.
وقال قعبور: لم أتمكن من ممارسة الحياد مع فلسطين، وانتميت لهذه القضية كليا وأنا في التاسعة عشرة من عمري، وكانت باكورة أعمالي أغنية "أناديكم"، التي اعتبرها ابني الأول، ثم كانت "يا نبض الضفة"، مرورا بـ"حق العودة"، وأغاني كثيرة.
وأضاف أن الجائزة تأتي الآن من القدس تقديراً لهذا العطاء وكأني أستعيد ابتسامة كل الباعة الذين تحدثت معهم في شاتيلا وسوق صبرا، كما أستعيد الوجه الذي رسمته ذات يوم لأم سعد في كتابات غسان كنفاني، وأنا بالمناسبة من عشقي لأم سعد سميت ابني سعد، وأحببت أن ينادوني "أبو سعد"، تكريساً لعلاقتي بالمخيم والقضية.
وحول دور المثقف في دعم القضية الفلسطينية، قال قعبور "هناك مسارات عدة في تاريخ القضية الفلسطينية، مسار الكفاح المسلّح ومسار أطفال الحجارة ومسار التفاوض، ومع هذه المسارات كلها لم ولن يتوقف العطاء الفكري الفلسطيني يوما."
وشدد على ضرورة إعلاء الشأن الثقافي وتثبيت الهوية الفلسطينية، ليس فقط عبر التمسك بالفولكلور والتراث والرقص والأزياء، إنما بفتح الباب وتشريعه لمن يكتب قصيدة أو مسرحية، لأن المقاومة يجب أن تكون بالفكر والثقافة والفن، إضافة إلى باقي أشكالها.
وأشار إلى تجربة الشاعر الراحل محمود درويش، وتأثير قصائده على وجدان الشعوب العربية وكافة الأحرار في العالم، واختراقها للمجتمع الإسرائيلي في المدارس والجامعات.
ووجه قعبور الشكر والتقدير لوزير الثقافة إيهاب بسيسو لمنحه هذه الجائزة الغالية، ولكل أم شهيد لوحت لابنها، ولكل مزارع احتضن تراب وطنه، معتبراً أنه يدين للقضية الفلسطينية وأنه أوفى جزءاً من هذا الدين من خلال أغانيه، لشعب هو صاحب الحق في أرض سيعود إليها يوما ما.