المعدات الزراعية... تحت جنازير الدبابات
الحارث الحصني
لم يقف الدمار الذي خلفته التدريبات العسكرية التي يجريها الاحتلال الاسرائيلي في الأغوار الشمالية، منذ يوم أمس الاحد، على ترحيل المواطنين من مساكنهم وترك مواشيهم خلفهم ... بل أصبح يُقال عنها، قد وقع خرابها على الحجر والبشر والحديد.
صباح اليوم الثلاثاء، تفاجأ المواطن مهيوب فقها وهو أحد سكان منطقة الحمة، أن دبابات الاحتلال قد دمرت معداته الزراعية المتواجدة بجانب خيامه والمستخدمة في حراثة الأرض.
ومنطقة الحمة هي إحدى "الخرب" الفلسطينية في الأغوار الشمالية، يعاني سكانها منذ أكثر من شهرين من استهداف إسرائيلي كبير، بعد أن بدأ مستوطنون بإقامة معرشات و"بركسات" على بعد أقل من نصف كيلو متر من بيوت المواطنين.
في هذه المنطقة يعتمد المواطنون على اقتناء معدات زراعية، تساعدهم في حراثة الأرض من جهة، وجلب المياه لأغنامهم التي تعتبر مصدر رزقهم الأول منذ عشرات السنين.
رغم أن تلك المعدات تبعد عن طريق الدبابات المتجهة نحو بطون الجبال القريبة من الحمة؛ لبدء تدريباتها العسكرية، إلا أن دبابات الاحتلال طحنت تلك المعدات تحت جنازيرها، يقول فقها.
ويضيف، أن هذه المعدات تبتعد عن الطريق الذي تسلكه الدبابات، إلا أن سائقيها أصروا على تدميرها.
وفي هذه الأيام يمكن ملاحظة آثار مسير الدبابات المنتشرة بكثرة بين سفوح الجبال في الأغوار الشمالية، للمشاركة في التدريبات العسكرية.
خلال يومين، أخطر الاحتلال عشرات العائلات بضرورة ترك منازلهم ليلا؛ بغية اجراء التدريبات العسكرية في الليل، وهذا ما جعل معدات الاحتلال الثقيلة تنشط ليلا.
لكن، هذا أيضا ما جعلها تمر فوق المعدات الزراعية وتدميرها.
بالنسبة للمواطن فقها الذي يسكن في الحمة منذ سنوات طويلة، فإن خسارة هذه المعدات هي ضربة جديدة في عالم الزراعة الحقلية هذا الموسم.... تأخر المطر أولا، يتبعه تدمير لمعدات تساعدهم في زراعة أراضيهم بمحاصيل حقلية.
مسؤول ملف الأغوار الشمالية في محافظة طوباس، معتز بشارات قال إن الاحتلال يسعى من خلال هذه الاجراءات لتضييق الخناق والضغط على المواطن الفلسطيني لترك أرضه والرحيل عنها.
في العام الحالي صادر الاحتلال أكثر من 20 من المعدات الزراعية في الأغوار الشمالية، ودمر العديد من خطوط المياه، كان آخرها في منطقة "يرزا" قبل حوالي شهرين، يضيف بشارات.
ــــ