أماني "مُعلّقة"
ضحى سعيد
حتى الآن، تمكّنت غرفة تجارة وصناعة محافظة بيت لحم من تحقيق أماني 90 طفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة، ضمن حملة "شجرة الأماني"، التي أطلقتها مع قرب حلول أعياد الميلاد المجيدة.
تقوم فكرة الحملة على التواصل مع عدد من الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة المختلفة، من خلال المؤسسات التي تعنى بهم وتحتضنهم في المحافظة، لجمع أمانيهم وتعليقها على شجرة وضعت على مدخل الغرفة التجارية، وتم الترويج لها على مواقع التواصل الاجتماعي والصفحة الالكترونية الخاصة بالغرفة، بحيث يقوم من يرغب بالمساهمة في تحقيق أمنية طفل باختيار أمنية عشوائية عن الشجرة يحققها هو بشكل مباشر أو يتبرع بقيمتها للغرفة لتقوم بتحقيقها.
وتقول نائب المدير العام للغرفة التجارية صاحبة الفكرة ومنسقتها فيروز خوري، إن "شجرة الأماني" حملة خيرية بالأساس، جاءت من منطلق المسؤولية الاجتماعية للغرفة التجارية تجاه الأفراد والمؤسسات المحلية، وهي جزء من عديد الحملات المستمرة التي نحرص على تنظيمها والمشاركة فيها في مناسبات وفعاليات مختلفة، نتواصل من خلالها مع مؤسسات المجتمع المحلي ومجتمع الأعمال، وتستهدف مثلا مرضى السرطان والمسنين ودور الرعاية والأيتام.
وبينت خوري أن الحملة مميزة وتجاوزت التقليدي والمتعارف عليه من جمع التبرعات وإيصالها لمستحقيها، بل خلقت مساحة للتواصل المباشر مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بأجواء أكثر متعة، وبحرية لاختيار الأمنية، وهذا يحقق هدف الحملة لرسم الابتسامة على وجوههم، وإشراكهم في المجتمع ودمجهم في النشاطات والفعاليات، و"نحن حرصنا على استهداف هذه الفئة بالذات في فترة الأعياد، كون معظمهم من عائلات متوسطة أو متدنية الدخل بحاجة إلى دعمنا ومساندتنا كمؤسسات، وهم الأحق بالفرح".
ولفتت خوري الى أن الحملة تستهدف 119 طفلا تمكنت الغرفة من جمع تبرعات وتحقيق أماني 90 منهم، وقالت: قمنا الأطفال الصم في مؤسسة "افتا" وعلقوا أمانيهم على الشجرة، ونحن مستمرون لتحقيق أماني الأطفال وزيارتهم في كل من مدرسة الشروق للأطفال المكفوفين، وأطفال بيت الرجاء ذوي من ذوي الإعاقات الحركية والعقلية، إضافة إلى مدرسة سيرا للأطفال ممن يعانون من بطء التعلم.
وأضافت: "أجمل ما في الحملة أننا نرى ونلمس فرحة الأطفال وتسابقهم لكتابة أمنياتهم البسيطة".
وأشادت خوري بحجم الاهتمام بالحملة، سواء من قبل المتبرعين ورجال الأعمال ووسائل الإعلام المحلية، والذي جاء منسجما مع رؤيتنا بالغرفة التجارية لتعزيز التواصل مع المؤسسات المحلية وتمكينها من أداء دورها، مشيرة إلى ضرورة دعم المؤسسات التي ترعى الأطفال ذوي الإعاقة ماديا، لكي تستمر في أداء عملها ورسالتها الإنسانية وخدماتها الفريدة، ولتأمين مصاريفها التشغيلية المرتفعة جدا، إلى جانب الدعم المعنوي المهم أيضا.
من جانبه، أكد مدير عام غرفة تجارة وصناعة محافظة بيت لحم علاء عديلي، على دور الغرفة ضمن المسؤولية الاجتماعية، وقال "لا يقتصر دورنا على تقديم الخدمات لأعضاء الهيئة العامة فقط، بل نسعى لتمثيل كافة شرائح المجتمع واستهدافهم من خلال تنظيم حملات ونشاطات وفعاليات تمكننا من القيام بدورنا كمؤسسة تعكس نسيجا مجتمعيا كليا، لها دور وطابع اجتماعي واقتصادي مميز.
وشدد عديلي على حرص الغرفة التجارية على تطوير عملها وتوسيع دائرة اهتماماتها والمستفيدين، عبر تضمين المسؤولية الاجتماعية في أهدافها وخططها الاستراتيجية، التي تسعى لتحقيقها، مشيرا إلى عدة نشاطات مستقبلية في هذا الإطار.
وتابع : حرصنا في هذه الحملة على استهداف الأطفال ذوي الاعاقة، كونهم من أكثر الفئات في مجتمعنا بحاجة الى انتباه، لتتمكن المؤسسات التي تعنى بهم من تمكينهم ورعايتهم وتسهيل اندماجهم في المجتمع، ليس بنظرة العطف بل على أساس أنهم مؤهلون ومتعلمون يستطيعون المشاركة في تنمية وتطوير المجتمع.
وقال عديلي: إلى جانب الدور الخيري والإنساني التي تقوم به الغرفة، فإننا ندعم المبادرات والمشاريع الصغيرة والريادية، لا سيما الحرفية واليدوية منها، التي تعكس تاريخ وإرث بيت لحم الغني، كالحفر على خشب الزيتون والمشغولات الصدفية والتطريز والتحف والهدايا التذكارية وغيرها، لإعطاء أصحابها فرصة لتسويقها، سواء محليا من خلال المعارض التي ننظمها ونشارك فيها كسوق الميلاد الذي سيقام الأسبوع المقبل، ودوليا حيث تشارك الغرفة ومن خلال التكتل العنقودي "كنوز بيت لحم" في أسواق عيد الميلاد في النمسا، لعرض واستكشاف القيم الخاصة للمنتجات المرتبطة بمكان ومنشأ عيد الميلاد المجيد.