"شاء من شاء وأبى من أبى"
لم يعد للذين سقطوا في مهاوي التبعية، والاغراء اللاوطني الرخيص، وتجنحوا بعيدا عن هموم الوطن ومسيرة أبنائه النضالية، لم يعد لهم، ومؤتمر فتح السابع قد أصبح على بعد يومين فحسب، من اللحظة التاريخية التي سيصنع بانطلاق أعماله، لم يعد لهم غير الهذيان الذي بات يحتاج حقا للعلاج النفساني، ولكن لأن الواقع الوطني يمضي نحو عافيته الاكثر إشراقا وصحة بانعقاد المؤتمر، لا مصحات لديه لعلاج هذه الحالة غير مصحات المحاسبة التي ستكون لا محالة بأنجع العلاجات الوطنية الكفيلة باسقاط كل الادران والشوائب والعلائق الطفيلية من مسيرة المشروع الوطني التحرري ليمضي قدما نحو تحقيق كامل اهدافه العادلة، كذلك التاريخ فإنه لا ينطوي على مصحات لعلاج النفوس المريضة، ولذلك فإنه لن يتعامل مع اصحابها بغير ما تقتضي حتمياته، بإلقائهم الى مزبلته دونما تردد ولا أسف.
"فتح" التي نعرف ويعرفون، بل والتي يعرف العالم أجمع، هي الرقم الذي لا يقبل القسمة ولا الانقسام، ووطنيتها لا تقبل المزاودة، وشرعيتها لا تقبل التشكيك، ومؤتمرها السابع اليوم قد اكتمل بإجراءاته التنظيمية والقانونية والادارية، وفق النظام الداخلي، وبات نصابه القانوني وافرًا، ولحظة الافتتاح قاب قوسين أو أدنى لتقول "فتح" برنامجها النهضوي، وعلى كل صعيد يعزز السير قدما في مسيرة التحرر الوطنية ، "لا تحيد فتح ولن تحيد قيد أنملة عن الصراط الوطني المستقيم" هذه حقيقة من ابرز حقائقها المدونة في تاريخها، وأدبياتها المحفوضة بالعقل والوجدان الوطني الفلسطيني.
ألف وأربعمائة عضو من أعضائها المنتخبين والمختارين بعناية النظام الداخلي لفتح، سيدخلون صبيحة الثلاثاء المقبل، قاعة القائد الوطني الكبير الراحل احمد الشقيري ليبدأوا صناعة اللحظة التاريخية والاشراقة المرجوة للعمل الوطني بكامل تفاصيله وعلى مختلف المستويات الداخلية والخارجية، إنه مؤتمر تجسيد الدولة والاستقلال الوطني، شاء من شاء وأبى من أبى ونقول ذلك بصوت ياسر عرفات وبروحه الحاضرة لاعمال المؤتمر العام السابع ، ونقول ذلك ايضا بعزم وقرار الرئيس ابو مازن، وبكلمته التي اكدت وما تزال تؤكد بوضوح وحسم، "لا تراجع ولا تردد ولا مساومة ولا تنازل عن القرار الوطني المستقل، وصامدون هنا حتى تحقيق الحرية والاستقلال" و"نكبر بفتح ومن يخرج منها لا يساوي ولن يساوي حتى الصفر "بهذه الروح وهذه الارادة وهذا القرار ستمضي اعمال المؤتمر السابع ، من اجل تحقيق المخرجات التي تعبر عن كل ذلك، ولا خيار امام فتح سوى المضي قدما في دروب النضال الوطني مهما كانت صعبة وايا كانت تحدياتها، لا خيار سوى النجاح ودائما "إما الصعود وإما الصعود" ولا خيار غير الصعود نحو قمة الانجاز الوطني الاستراتيجي، حيث الدولة المستقلة بعاصمتها القدس، وبالحل العادل لقضية اللاجئين وحيث الحكم الرشيد لأجل الحرية والديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وهذا هو المؤتمر العام السابع لحركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح".
كلمة الحياة الجديدة رئيس التحرير - محمود ابو الهيجاء