نوائب دحلان... وما خفي أعظم!
موفق مطر
لم اعتقد بمجيء يوم نسمع فيه عن وجود جماعة او طريقة في حركة فتح شبيهة بتلك المتكاثرة في الجماعات الاسلاموية، او في المجتمعات المجردة حتى العظم من ثقافتها الدينية والدنيوية، الا عندما بدأ المتجنحون (عصابة دحلان) نسخا مطابقة لأصل شيخ طريقتهم، يرددون ما يتفوه، ويسلمون بلا نقاش او تفكر بما يهذي، فتراهم ببدلاتهم الافرنجية وربطات العنق، وذقونهم الحليقة لا يختلفون عن اولئك المتسترين بمظاهر يضفون عليها القداسة لاخفاء ما عظم من الكبائر!!.
قد تؤخذ انتقادات بعضهم بعين الاعتبار لو انها حملت كلمة واحدة مشتقة من المنطق والحقائق، لكن قصفهم العشوائي والعبثي للجمهور بسلاح وذخيرة (الأنا الابليسية) رغم تقديم انفسهم كنواب يمثلون الشعب واعضاء حركة فتح يثبت لكل ذي لب عاقل الفارق الهائل بين النواب والنوائب، بالجمع طبعا، وكذا الفارق بين النائب ذكرا كان او انثى، والنائبة (المصيبة) التي تصر وسائل اعلام على استخدامها لوصف (النائب الانثى) رغم الخطأ اللغوي، الذي يبدو انه صحيح واكثر من دقيق اذا استخدم على اسماء بعينها، لا يعلم الجمهور انهم نواب ويمثلونه فعلا الا عندما يرون مصالحهم الشخصية والفئوية قد زجت في قفص العدالة، ونصبت محكمة الحق لتقول كلمة الفصل فيهم، وهم على يقين انهم مجرد اتباع وازلام وأدوات شيخ طريقتهم دحلان الفاسد الهارب من العدالة المفصول والمبتور والى الأبد من حركة فتح.
صمت هؤلاء دهرا، وظلوا حتى الدقيقة الأخيرة يسعون لحضور المؤتمر السابع لحركة فتح في قاعة احمد الشقيري في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله، وهو نفسه المؤتمر الذي كان سينعتونه بأقدس المصطلحات المنتقاة من قواميس اللغة العربية ومعاجم التعابير الوطنية لو ان حركة فتح سمحت لهذا (الورم السرطاني) من النمو في جسدها، لكن هذا المؤتمر السابع وقبل 72 ساعة فقط، يصير حسب دعايتهم المشتقة من سجل (دفاع ابليس) في الحوار المتعلق بخلق آدم (خليفة الله في الأرض) يصير المؤتمر حسب نظرتهم بموافقةٍ وحمايةٍ إسرائيلية، وتمويلٍ حسب بيانهم المنشور بالسنتهم نصا- !!.. والسؤال هنا: اذا كنتم قد حكمتم على المؤتمر بتهمة الخيانة هذه، فلماذا اذن كل ديباجة التباكي على فقدانكم عضوية مؤتمر لم تتركوا تهمة بالخيانة او العمالة الا وألصقتموها بأعضائه الـ1400 الذين يمثلون اعضاء وجماهير الحركة في كل مكان في هذا العالم!.
اخذ هؤلاء دحلان نموذجا، في تضخيم الذات ونفخها، حتى لم يعد باستطاعتهم رؤية احد آخر في عالم الوطن وحركة فتح الا وجوههم في مرآتهم المضخمة، بعد سقوطهم بسهولة في مكيدة التخوين التي دأبت عليها حماس التي امنت لهم مظاهراتهم ومؤتمراتهم الصحفية، والخروج الى منتجع (عين السخنة) فلم يتورعوا عن نعت حركة فتح بأطرها القيادية واقاليمها المنتخبة، والأسرى والقادة المناضلين العسكريين والمتقاعدين، والعاملين في السلطة الوطنية والسفراء والكفاءات وغيرهم بالمنشقين، والافظع من كل هذا تماديكم في الحكم على اعضاء المؤتمر السابع لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية فتح واعتبرتموهم خاضعين لدولة الاحتلال!.
فهل سمعتم عن حركة في تاريخ حركات الشعوب كلها خائنة، والمجرم الخائن فيها هو الوطني الوحيد؟!.. فهؤلاء يسجلون سابقة لم يجرؤ ليبرمان، ولا حتى شارون ولا كل من ناصب الشعب الفلسطيني العداء على مجرد التفكير بها او النطق بها، لأنهم على الأقل يخشون استهزاء العالم من عبثيتهم وعدميتهم وانفضاح تضخم الأنا المدمرة في نفوسهم. فهؤلاء نوائب دحلان فقط.
يا اعضاء المؤتمر السابع لحركة فتح رمز حركات التحرر في العالم، الحركة التي وجدت كانبل ظاهرة في الأمة العربية، ووجدت لتبقى وتنتصر، انتم- حسب بيان عصابة دحلان- خونة فماذا انتم فاعلون؟!.