"سوق الميلاد"... بهجة تسبق الأعياد
عنان شحادة
غمرت الفرحة والبهجة الطفل نيكولاس قمصية (6 أعوام) من مدينة بيت ساحور خلال مشاركته في افتتاح سوق الميلاد السادس عشر، الذي يأتي باكورة لفعاليات أعياد الميلاد المجيدة في كل عام.
يقول الطفل قمصية لـ "وفا"، "حرصت على القدوم مع أسرتي الى كنيسة المهد والمشاركة في قداس الأحد والتوجه الى الساحة ومشاركة آلاف المواطنين بافتتاح السوق الذي يشكل لنا كأطفال فرصة للتعبير عن فرحتنا وبهجتنا بقدوم أعياد الميلاد المجيدة".
وتابع "قمت إلى جانب مجموعة من الأطفال بالرسم وعمل قلوب من القماش بمساعدة مجموعات أجنبية من النرويج، أرسلنا من خلاله رسالة للعالم بأن أطفال بيت لحم يستعدون للأعياد وسيفرحون وانهم يتمنون أن ينعموا بالأمن والسلام والعيش بحرية أسوة بأطفال العالم".
ووسط ساحة المهد التي يتوسطها السوق من خلال الأكشاك التي امتدت فيها، وقفت الطفلة كارتينا (12 عاما) تتأمل في الحضور، حيث ارتسمت على وجناتها البسمة، وقالت: "حضورنا اليوم الى هذا المكان المقدس والتاريخي تأكيد منا كأطفال فلسطين اننا نحيي مناسباتنا الدينية والوطنية، ونحرص على التسلح بالإرادة والأمل نحو مستقبل واعد رغم كل معوقات ومنغصات الاحتلال" .
واضافت "جئنا اليوم لنؤكد مرة أخرى على رسالة أطفال بيت لحم التي أطلقوها أمس الى جانب رسالة بيت لحم التي حملت في ثناياها حقنا في الحياة، واننا لا نريد أن نكبر على مشاهد القتل والكراهية، أنا وبقية الأطفال نطلق مجددا صرخة الحياة" .
ومدينة بيت لحم تجلت فيها مظاهر الاحتفال باستقبال أعياد الميلاد المجيدة من خلال نصب شجرة الميلاد وتزيينها الى جانب زينة الساحة التي سيكون فيها الحدث الأبرز بوصول موكب البطريرك فؤاد طوال يوم الرابع والعشرين من الشهر القادم.
وكان سوق الميلاد السنوي السادس عشر افتتح اليوم الأحد في ساحة المهد ببيت لحم ويستمر يوما واحدا، وسط حضور شعبي وديني واجنبي كبير، بتنظيم من البلدية ومركز السلام .
وقالت رئيسة بلدية بيت لحم فيرا بابون "إن السوق يشكل باكورة الاحتفالات بأعياد الميلاد المجيدة وفرصة مواتية ايضا لتشجيع المواطنين بالبدء بالتحضير لشراء مستلزمات العيد، وكذلك التأكيد للعالم على ان بيت لحم آمنة وهادئة ولها عليكم حق بالقدوم ومشاركة أهلها في الاحتفالات".
بدورة قال الأب إبراهيم فلتس إن بيت لحم بهذا الحضور المميز تبرز صورتها الحية الحقيقية لميلاد المسيح، وهي ترسل اليوم رسالة التعايش الحقيقي والسلام والمحبة، مؤكدا ان هناك أجواء مفعمة بالسعادة ونحن على بعد شهر من الاحتفالية، وهذا يظهر عظمة الشعب الفلسطيني في تحديه لكل الظروف الصعبة التي يمر بها وخاصة حصار بيت لحم بالجدار .
ويشارك في السوق من خلال الأكشاك التي تعرض مختلف المنتجات والأغراض الخاصة بالأعياد، دول أجنبية منها اليونان، وايطاليا، وهولندا، والنرويج، وبولندا، والتشيك، وهنغاريا، وسلوفاكيا، واسبانيا، وبلجيكا، وروسيا، وأرمينيا، ومصر إضافة الى مشاركة محلية.
القنصل الفخري لهنغاريا نصار خميس قال ان مشاركتهم هذا العام هي السادسة من نوعها يتم خلالها عرض لمنتجات صنعت في هنغاريا من أجبان، وتحف ومشروبات وشوكولاتة كلها تخص الأعياد، لافتا إلى أنهم يخصصون كل ريع ذلك لدعم أطفال محافظة بيت لحم دون تمييز .
أما اثينا عنتر مسؤولة كشك بلجيكا فأعربت عن سعادتها للمشاركة التي تعتبر الأولى لهم، وقالت: اشتركنا من أجل مشاركة أهالي بيت لحم احتفالات الميلاد والمساهمة في إدخال منتوجات بلجيكا للميلاد وعليه التعريف بالمنتج، معربة عن سعادتها للإقبال على الشراء، وهذا يضفي بريقا آخر على الأجواء في مهد المسيح .
وللمرة الأولى يشارك حارس الأراضي المقدسة في احتفالية افتتاح السوق، وقال فراشسكو باتون سنصلي من أجل أن يتحقق السلام وأن يعيش الجميع بأمن وأمان، وبيت لحم مشرقة جدا وأهلها فرحون، كل عام والجميع بألف خير.
وقالت القائمة بأعمال مدير مركز السلام رانيه ملكي، ان هذا السوق هو تقليد سنوي ويأتي مع الأحد المجيد، حيث يشارك فيه هذا العام مشاركة أولى من قبل بلجيكا، واسبانيا، وروسيا، هذا بالإضافة الى فعاليات موسيقية وترانيم أعياد الميلاد، عدا عن ورش عمل للأطفال وقسم خاص للتصوير ومهرجين ورسم على الوجوه .
وأشارت ملكي إلى ان كافة ريع السوق سيذهب الى دعم مؤسسات أطفال في محافظة بيت لحم .
وأكد رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة محافظة بيت لحم سمير حزبون أن السوق بحد ذاته يساهم في إعطاء إشارة البدء في الإقبال على شراء كل مستلزمات العيد في وقت مبكر مع وبالتالي محاولة لإنعاش الوضع الاقتصادي .