المؤتمر السابع .. رمز الثورة والدولة
- موفق مطر
ها هي قاعة القائد الوطني احمد الشقيري تجمع تحت سقفها ممثلي اعضاء حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح في المؤتمر السابع لحركة تحرر، تدخل العام السابع والخمسين، بنبراس الثورة فيما ارادة وعنفوان روح الشعب الفلسطيني الفتي تتجدد مع كل انطلاقة نضالية نحو مرحلة جديدة على طريق الحرية والاستقلال.
ها هو برنامج مؤتمر تجسيد الدولة والاستقلال الوطني، ينظمه فدائيون في الخلية الأولى، ومناضلون اقسموا على الاخلاص لفلسطين والعمل على تحريرها ببذل اقصى ما يستطيعون، وأخذوا مواقع في الأطر القيادية للحركة كلفوا بها بوسائل ديمقراطية لتنفيذ هذا القسم ومعهم اعضاء الحركة المؤمنين بمبادئها واهدافها والوفاء للشهداء والأسرى ولكل فلسطيني اغتصب الغزاة الصهاينة ارضه وبيته، ولكل مواطن صامد يتحدى جبروت وظلم دولة الاحتلال، وحملات جيوشها ومستوطنيها.
ها هو مؤتمر الوفاء لأرض فلسطين سر وجودنا، وحياتنا وعنوان هويتنا، مؤتمر رموز حضارتنا وثقافتنا السامية الى سماء الانسانية، نعلن المحبة لمن آمن بحريتنا وحقوقنا والسلام مع من يقر بها، ونعلن اصرارنا على استرجاعها ممن اغتصبها بالسلاح والارهاب، نحدد وسائلنا الكفاحية النضالية الشعبية القانونية السياسية الدبلوماسية المشروعة في هذه المرحلة، نلتزم بها لضمان النصر لشعبنا وحياته الكريمة العزيزة الحرة الى الأبد عليها، واحيائها باعادتها الى احبائها اصحابها الأصليين.
ها هم اخوتنا العرب اصحاب التجارب الكفاحية، ها هم احرار الحركات الوطنية والأممية في العالم معنا في مؤتمر حركة التحرر الوطنية الفلسطينية السابع يشهدون على انطلاقة فتح الجديدة التي لم تخيب يوما اعتقاداتهم بانها أم الثورات ورمز حركات التحرر في العالم، كيف لا وفتح تواجه قاعدة المشاريع الاستعمارية المجتمعة والمختزلة في دولة اسرائيل، وقد استطاعت حشد طاقات وقدرات الشعب الفلسطيني على تعدد وتنوع رؤاها السياسية والايديولوجية والاجتماعية في حركة تحرر، وجسدت معاني صمود وثبات وصبر وكفاح ونضال وبناء الدولة، وتوجته بالدفاع عن قرار الشعب الفلسطيني المستقل، دون المساس بقلبها ثورتها العربي وابعادها الانسانية.
ها هي حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح تعقد مؤتمرها السابع وهو الثاني على ارض الوطن، وعلى مرمى نظر من عاصمة فلسطين المحتلة القدس، وهذا لعمرنا امر لا يعرف شأن عظمته الا الذين يأتون الى وطنهم التاريخي فلسطين لأول مرة، فحركتهم الرائدة القائدة، تحقق لهم هذه الخطوة الأولى نحو العودة النهائية، لكن الأهم بنظر كل مناضل وطني فلسطيني ان مؤتمر الحركة التي حملت اسم فلسطين، تعقد مؤتمرها العام لنظم برنامجها السياسي والنضالي للمرحلة القادمة، هنا على ارض فلسطين المحتلة، فالصهاينة صوروا فدائيي فتح كمخربين خارقين للحدود، لكنهم اليوم هنا مناضلون قادة يرسمون ملامح فلسطين المستقبل، فلسطين الحرية والاستقلال، لا يؤثر في قناعاتهم الا المصالح العليا للشعب الفلسطيني، يناقشون سبل حماية المشروع الوطني وتجسيده بدولة مستقلة ذات سيادة بعاصمتها القدس الشرقية، ويفكرون بعقلية الانسان المواطن، والمواطن الانسان، ويغربلون نظريات البناء لاختيار افضلها بما يتناسب مع تضحيات الشعب وقدراته اللامتناهية على العطاء.
ها هو المؤتمر السابع لحركة فتح يستجيب فيه ضمير رئيسها وقائدها العام محمود عباس لصرخات امهات وزوجات وأبناء الشهداء، وآلام الأسرى وذويهم، وينتصر لنداء العقل والبصيرة، يتقدم اخوته في المركزية والمجلس الثوري والمؤتمر العام وقادة الأقاليم والمناطق والشعب، ومعه كل المناضلين في هذه الحركة اللامحدودة في الأرقام والجغرافيا، وقد ظللتهم روح رمز الثورة ياسر عرفات، ليتقدموا مع رمز الدولة ابو مازن لرفع علم فلسطين في سماء القدس الحرة.