.. الفارسية على صفيح ساخن
الحارث الحصني
لم يشفع توالي تدني درجات الحرارة في المنطقة منذ أيام، أن تكون منطقة الفارسية بالأغوار الشمالية ذات جوٍ معتدل.... فمنذ أيام بدأ الاحتلال بزج العشرات من آلياته العسكرية في أراضي المواطنين في الفارسية بالأغوار الشمالية.
وفي كل المرات التي أجرى فيها الاحتلال تدريباته العسكرية بالأغوار، تكون هناك مناطق محددة لذلك، أما هذه المرة فهي الأولى التي ينشر الاحتلال دباباته وآلياته المجنزرة الثقيلة في أراضي المواطنين الزراعية بالفارسية.
وتعتبر الفارسية من مناطق الأغوار الشمالية، التي يجري فيها الاحتلال تدريبات عسكرية بشكل متكرر، وأقام فيها مرابض للدبابات، وفي كل مرة يجري الاحتلال تدريباته يستخدم هذه المرابض.
بالقرب من مزارع المواطنين في الفارسية، استولى الاحتلال قبل عدة أيام على أرض زراعية لأحد المواطنين، كان من المفترض أن يبذرها خلال هذه الأيام، ووضع بها العشرات من آلياته العسكرية.
ويقول جاسر دراغمة أحد مواطني الفارسية، إن الاحتلال وضع دباباته العسكرية في جزء من أرضه التي تبلغ مساحتها حوالي 30 دونما، وهذه المرة الاولى التي يحدث فيها ذلك، لافتا إلى انه كان ينوي زراعتها هذه الأيام، لكنه تفاجأ بتواجد الاحتلال ومعداته العسكرية الثقيلة، ما جعله يؤجل ذلك، رغم أنه ينتظر هذه الأيام من كل عام لزراعة الأرض، لكن ما حدث خلال اليومين الماضيين، خلق تخوفا من تأخر زراعة أرضه.
مواطنون من المنطقة قالوا إن تواجد الآليات العسكرية منعهم من الوصول إلى أراضيهم التي كان من المفترض أن يبذروها، لا سيما مع اقتراب الأمطار.
وعند رتل الآليات العسكرية أقام الاحتلال خيمة متوسطة الحجم، ووضع "كشافات" لإضاءتها ليلا، وأسيجة، وخلال ساعات الظهيرة جلب باصات تضم العشرات من الجنود وعلى دفعات، كما شوهد عشرات الجنود المنتشرين على قمم التلال المحيطة ببيوت المواطنين في الفارسية.
ولوحظ على امتداد الطريق الواصل بين مدينة طوباس والأغوار الشمالية، تجمعات لعشرات من جنود الاحتلال بالقرب من أماكن التدريبات المعتادة.
ويواصل منذ أيام جيش الاحتلال عمل تحكيمات وشق طرق بين الاراضي الزراعية في منطقة الفارسية والزج بآليات ثقيلة مجنزرة الى المكان.
الخبير في شؤون الاستيطان والانتهاكات الاسرائيلية، عارف دراغمة، يقول في حديثه لــ"وفا": إنها المرة الأولى التي يجلب الاحتلال آلياته العسكرية، ويضعها في أراضي المواطنين الزراعية والقريبة من بيوتهم.
وبالأمس سلم الاحتلال إخطارات لعشرة مواطنين من منطقة الرأس الأحمر بضرورة ترك منازلهم لثلاثة أيام متتالية من الاسبوع المقبل؛ بحجة التدريبات العسكرية.
ويسكن في الفارسية 12عائلة تضم ما يقارب 75 شخصا، تعتمد بعضها على تربية المواشي والزراعة البعلية، وبعض عائلاتها تعتمد على الزراعة المروية.
وتشهد مناطق متفرقة من الأغوار الشمالية منذ ما يقارب الشهر، تدريبات عسكرية أدت إلى ترحيل المواطنين من بيوتهم على فترات متفاوتة.