انطلاق الدورة الـ97 لمؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين الفلسطينيين
انطلقت اليوم الإثنين، أعمال الدورة الـ97 لمؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية، برئاسة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين زكريا الأغا.
وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في جامعة الدول العربية سعيد أبو علي، في كلمته إنه مر على الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية أكثر من 60 عاما، وما زال الشعب الفلسطيني يبحث عن العدالة وحقه في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية .
وأضاف أنه آن الأوان لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي، ودعا لحشد الإرادتين العربية والدولية للعمل الجماعي من أجل نيل الشعب الفلسطيني حريته في دولته المستقلة وفق آليات عمل دولية فاعلة وناجعة وعلى أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، ليكن 2017 عام إنهاء الاحتلال.
واشار إلى أن الدورة الـ97 تنعقد في ظل أوضاع ومتغيرات بالغة الصعوبة مع انسداد اي أفق لإنجاز تسوية سلمية تضمن إنفاذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس، في ظل استمرار اسرائيل في فرض الأمر الواقع على الأرض وتكريس الاحتلال من خلال الاستيطان.
ولفت إلى أن عدد المستوطنين تضاعف خلال 7 سنوات من تولي نتنياهو رئاسة الحكومة بنسبة 55%، حيث وصل عدد المستوطنين الى 625 ألف مستوطن يمارسون أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني بدعم وتشجيع من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أن الاحتلال يواصل تهويد المدينة المقدسة وتغيير طابعها الديمغرافي، وما زال هناك أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال بينهم 350 طفلا و13 فتاة يعانون جميعا أبشع أنواع التعذيب والاعتداءات اليومية في مخالفة صارخة للقانون الدولي. وأضاف أن إسرائيل تواصل حصار قطاع غزة منذ 10 أعوام.
وطالب أبو علي، بضرورة العمل لإيجاد حل جذري لمشكلة تمويل موازنة الاونروا وتوفير مصدر تمويل ثابت دائم ومستمر لحين تحقيق الحل الجذري لمشكلة اللاجئين وفق القرارات الشرعية الدولية، مشيدا بدورها في خدمة اللاجئين في الدول المضيفة .
من جانبه، قال الآغا، إن القيادة الفلسطينية تتطلع لقيام الادارة الأميركية الجديدة باتخاذ مواقف مختلفة عن تلك التي أعلنتها الحملة الانتخابية، وان تلتزم بحل الدولتين.
وأضاف: نتطلع أيضا إلى نجاح عقد المؤتمر الدولي للسلام قبل نهاية هذا العام وفقا للمبادرة الفرنسية في الوقت الذي تعمل فيه القيادة الفلسطينية على تعزيز الوضع الداخلي، حيث تم عقد مؤتمر فتح السابع والذي يفتح الباب أمام إنهاء الانقسام وتوحيد شطري الوطن.
وقال إن إسرائيل تعمل على تشريع البؤر الاستيطانية ومنع الأذان عبر مكبرات الصوت في المساجد، ما يهدد بجر المنطقة الى كوارث ونشوب حرب دينية، مضيفا ان مشروع القانون الأول يهدف الى توسع عملية الاستيطان وعدم إزالة ما يسمى المستوطنات غير الشرعية، والثاني يؤكد سيطرة التطرّف الديني على حكومة الاحتلال التي لم تكتف بعزل القدس وفرض قيود على الدخول الى المسجد الاقصى بل مضت بعيدا إلى حد التشريع ومنع استخدام مكبرات الصوت في المساجد.
وثمن الدور الرئيسي لوكالة الغوث الدولية "الاونروا" والجهود الكبيرة التي تقوم بها من أجل توفير الخدمات للاجئين الفلسطينيين، مؤكدا الحرص الشديد على استمرارية عمل الأونروا ودعمها والتعاون والتنسيق معها لحين إيجاد حل عادل وشامل لقضية اللاجئين طبقا لقرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها القرار 194، داعيا إلى تكثيف جهود الأونروا لتوفير كافة الاحتياجات اللازمة للاجئين الفلسطينيين بسوريا سواء من بقى او نزح خارجها .
واضاف الاغا، ان الأزمة المالية التي تواجهها الاونروا والتي تتكرر سنويا تهدد استقرار مخيمات اللاجئين وقد كان آخرها الأزمة والاحتجاجات التي يخوضها اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات، إضافة الى نزاع العمل مع العاملين في الوكالة، والذي يهدد وصول الخدمات الاساسية للاجئين، مشيرا إلى أن الدائرة طرحت مبادرة لتشكيل لجنة مؤهلة ومحايدة للتوسط في حل النزاع، مؤكدا أنه لا بد بأن لا يؤثر نزاع العمل على هذه الخدمات المهمة والحيوية .
ودعا الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى تنفيذ قراراتها الخاصة بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي حتى يتسنى إقامة سلام عادل وشامل في المنطقة على أساس هذه القرارات.
وفِي الختام، وجه الاغا الشكر الى حكومات الدول العربية المضيفة للاجئين الفلسطينيين على ما تقدمه من حسن الرعاية وما تتحمله من اعباء ونفقات .
وأكد رئيس وفد مصر، سكرتير اول بقطاع فلسطين بوزارة الخارجية المصرية تامر أمين، أن القضية الفلسطينية هي أحد أهم أولويات السياسة الخارجية المصرية، وذلك إيمانا بحق الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه الشرعية من أجل إقامة دولته .
وأكد التزام مصر ببذل الجهد لدعم الفلسطينيين في كافة المناحي سواء على الصعيد الدولي أو في إطار رعاية ملف المصالحة الفلسطينية، واستعادة حقوقهم المشروعة غير منقوصة.
ويناقش المؤتمر على مدار 5 أيام، تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال، والاستيطان الإسرائيلي والهجرة وجدار الفصل العنصري وموضوع التنمية في الأراضي المحتلة وقضية اللاجئين الفلسطينيين، ونشاطات "الأونروا" وأوضاعها المالية.
وسيقدم الوفد الفلسطيني تقريراً حول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين والانتهاكات الإسرائيلية في القدس، ومحاولات تهويدها، واستهدافها للوجود الفلسطيني فيها.
ويشارك في المؤتمر وفود من الدول العربية المضيفة للاجئين الفلسطينيين بالإضافة الى منظمة التعاون الإسلامي، والجامعة العربية، والمنظمتين العربية والإسلامية للعلوم والثقافة.
وضم وفد فلسطين إلى جانب الأغا: مدير عام الدراسات في دائرة شؤون اللاجئين سعيد سلامة، والمستشار أول مهند العكلوك من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية .