المؤتمر السابع.. بدء الامتحان العملي
موفق مطر
وصلت الرسالة وقرأ كل معني عنوانها: اياكم والتفكير بالسيطرة على قلعة فتح، فالقلعة هذه بحجم وطن، وشعب حر ثائر، لن يسقط ثانية في خطيئة تسليم قراره المستقل ومصيره وقضيته لمن ارادها مجرد تجارة سياسية رابحة.
انعقد المؤتمر العام السابع لحركة فتح، وعادت قاعة القائد احمد الشقيري الى صمت مؤقت، بانتظار عودة الحياة اليها من جديد في دورة جديدة للمجلس الوطني الفلسطيني، ومع انطلاق قادة وكوادر وأعضاء حركة فتح لتطبيق مخرجاته وقراراته، وبرنامج العمل الوطني الذي اقترحه الرئيس ابو مازن، وتمتين الوضع التنظيمي بالتعديلات اللازمة على النظام الداخلي، تكون حركة التحرر الوطنية الفلسطينية القوية قد انتصرت لفلسطين الوطن والشعب والقضية.
نجاح المؤتمر سيؤكده انطلاق قادة الحركة الذين مثلوا بعملية ديمقراطية نزيهة وشفافة ارادة قواعدها ومناصريها نحو ميادين العمل الجماهيري، وتدوير عجلة البناء، وبالتوازي اعداد متطلبات التحرر والتحرير، فتجسيد الدولة والحرية والاستقلال، يعني اعتبار القواعد الجماهيرية مؤتمرا شعبيا مفتوحا، ليس لرفع الخطابات والنظريات على المنابر، وانما لقيادة قطاعات الشعب كل منها بمكانها ومكانتها، وقدراتها ومقدراتها، للبرهان عمليا على صحة وصواب البرنامج النظري.
في اليوم التالي، وعندما يقرأ المواطنون البيان السياسي للمؤتمر العام السابع لحركة فتح في الصحف، سيكون القادة الجدد على موعد مع الامتحان العملي، لاثبات جدارتهم بالثقة الممنوحة لهم من اعضاء المؤتمر، الذين حضروا وكل منهم يعتبر نفسه ممثلا عن جموع الشعب، وليس عن الاقليم او الاطار وحسب، وهنا يكمن سر الشخصية الوطنية، وانطباق سمة النضال عليها، فالمناضل في حركة فتح، اما ان يعمل لكل الشعب أو لا يكون، فالمناضل الوطني متحرر من التبعية الجهوية، والفئوية، والعصبوية، ارتضى ان يكون خادما للشعب في موقع القيادة.
لم يتزحزح المؤتمر السابع عن الثوابت الوطنية أبدا، ولم يغير حرفا في مبادئ الكفاح المشروعة في القانون الدولي، عزز مكانة المقاومة الشعبية السلمية والمقاطعة للاحتلال والمستوطنات، واتخذها مع النضال السياسي والدبلوماسي سبيلا لتحقيق السلام كخيار استراتيجي.
الدعوة للموت من اجل الوطن من اسهل وأبسط ما يمكن لأي قائد فعلها، لكن الدعوة الى الحياة الحرة العزيزة الكريمة، حيث الحرية والاستقلال والعدالة والمساواة وتمكين قطاعات الشعب من المشاركة العملية في البناء وقرار المصير، هي الأصعب، فالمناضل الحقيقي هو الذي يتقدم مسيرة الشعب نحو الغد الأفضل، يتلقى الموجة الأولى من الصدمات، حتى لو كانت بقوة الموت، فالأصل ان تمضي مسيرة الشعب نحو الحياة.
المؤتمر العام السابع لحركة فتح، نقلة نوعية، نحو التحرير، الحرية، الاستقلال، العدالة، الحقوق الانسانية، البناء، الشراكة، الديمقراطية، نحو القدس حيث تطيب للفلسطيني والعربي ولأي انسان مؤمن حر الحياة.