الرئيس الانسان.. ثمين كالحرية
موفق مطر
تكوين نادر في عالم السياسة، ثمين كالحرية، لا يلمع، يختزن طاقته، لا يبددها في التوهج، يستقبل حزم الآلام، فيعكسها لمن شاء آمالاً، انه الرئيس الانسان.
الرئيس الانسان هو محمود عباس ابو مازن الذي دعا الى توقف المهنئين عن نشر بلوكات التهاني في الصحف ووسائل الاعلام للناجحين في انتخابات اللجنة المركزية لحركة فتح ومجلسها الثوري. ودعاهم الى تحويل أثمان هذه الاعلانات الى بلوكات بناء حقيقية لرفع ركائز الجمعيات الخيرية ومؤسسات العمل الانساني.
الرئيس الانسان لا يضعف ولا يغفل عن الحق والصواب، ولا يغريه اضاءة اسمه في كل مكان، فيما الظلمة تغلف بيت مواطن مسكين، او ينال مرض خبيث من طفل فقير.
يرى الموقع القيادي سبيلا لتجسيم الأفكار والنظريات الخلاقة، ومركزا مفتوحا على الجميع لافادتهم من التجربة الفردية والجمعية، وليس مكسبا شخصيا، فتبوء المرء موقعا متقدما يعني ازدياد اثقال الأمانة والمسؤولية والعمل، واعمال معايير الدقة في الانسجام ما بين المبادئ النظرية والتطبيق.
الرئيس الانسان يدعونا للتفكير بغيرنا، على قدر فكرة غيرنا الطيبة عنا، لرسم الصورة الأجمل عن ( المناضل القائد) ونحفرها في ذاكرة الشعب، ونكتب في كراسة الزمان بحبر (أعمال الخير) ماعساه يصبح منهجا للذين يأتون بعدنا، فالقائد هو الذي تحفظ ذاكرة الجماهير صور ايمانه العميق بمبدأ الحياة للشعب حتى لو كان قدره الموت متمسكا وثابتا على هذا المبدأ.
الرئيس الانسان هو الذي تكمن فضيلة السياسة في توجيهاته ودعواته وحتى قراراته وأوامره، والسياسية التي نقصدها هي (علم وفن اصلاح الأمور) وليس اي تعريف آخر يضعها على سكة المناورة والمخادعة.
الرئيس الانسان هو الذي يوفر هنا ما امكن ليصرف على طلبة العلم هناك، لتبنى مستشفيات، ودور التعليم، وترفع صروح الثقافة.
التهنئة الحقيقية للقائد تجزى بمعيار اقترابه الروحي او الجسدي من القدس الحرة، فهذه باقية كأوسمة للشهداء وعلى صدور الجرحى والأسرى والمناضلين الأكفاء، فتعالوا نفكر لنحمي دماء الشهداء من ان تصير ذات يوم مجرد حبر سيِّل على ورق.